مصر على مر العصور.. عاصمة الخلافة الفاطمية "قرنين من الزمان"

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
بقلم دينا شرف الدين

الدولة الفاطمية أو الخلافة الفاطمية أو الدولة العبيدية هى إحدى دول الخلافة الإسلامية، والوحيدة بين دول الخلافة التى اتخذت من المذهب الشيعى الإسماعيلى مذهبا رسميا لها.

قامت هذه الدولة بعد أن نشط الدُعاة الإسماعيليون فى دعوة الناس إلى القتال باسم الإمام المهدى المنتظر، هؤلاء الذين تنبأوا جميعًا بظُهوره فى القريب العاجل، ذلك خلال العصر العباسى فحققوا بذلك نجاحًا كبيراً تحديداً فى الأقاليم البعيدة عن مركز الحُكم، وبسبب مُطاردة العباسيين لهم واضطهادهم فى المشرق العربى، انتقلوا إلى المغرب حيثُ تمكنوا من استقطاب الجماهير، وأعلنوا قيام الخِلافة.

شملت الدولة الفاطمية مناطق وأقاليم واسعة فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فامتدت على طول ساحل البحر المُتوسط من بلاد المغرب إلى مصر، ثم توسع الخُلفاء الفاطميّون أكثر فضموا إلى مُمتلكاتهم جزيرة صقلية والشام والحجاز، لتصبح دولتهم أكبر دولة استقلت عن الدولة العباسية، والمُنافس الرئيسى لها على زعامة الأراضى المُقدَّسة وزعامة المُسلمين.

وقد اختلفت المصادر التاريخيَّة حول تحديد نسب الفاطميين، فمُعظم المصادر الشيعيَّة تؤكِّد صحَّة ما دعى به مؤسس هذه السُلالة، الإمام عبيد الله المهدى بالله، وهو أنَّ الفاطميين يرجعون بنسبهم إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وبهذا النسب يكونون عَلَويّون، ومن سُلالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة الزهراء ورابع الخلفاء الراشدين الإمام على بن أبى طالب، ولكن من ناحية أخرى، أنكرت عدة مصادر هذا النسب وأرجعت أصل عبيد الله المهدى إلى الفرس أو اليهود.

حاول الفاطميون الاستيلاء على مصر مرتين فى عهد خليفتهم الأول المهدى أبو محمد لكنهم فشلوا، ثم حاولوا مره ثالثة فى عهد ابنه القائم بأمر الله لكنهم أيضاً فشلوا. ولكن محاولتهم فى عهد رابع خلفائهم المعز لدين الله قد نجحت.

اختار المعز لدين الله قائده الذى فتح المغرب الاقصى جوهر الصقلى ليقود جيش الغزو الفاطمى على مصر، فخرج الجيش بقيادة جوهر فى 6 مارس 969م (14 ربيع التانى سنة 358هـ)، ووصل جوهر الإسكندرية ودخلها دون أية معارك او صدامات، إذ خرج وفد من أعيان مصر من الفسطاط لاستقبال جوهر وطلب الأمان، فوافق جوهر وانعقدت اتفاقيه من ستة بنود هى:

- إعزاز المصريين وحمايتهم.

- معالجة الحالة الاقتصادية.

- تأمين طريق الحج الذى أصبح خطراً بسبب القرامطة.

- ترميم الجوامع وتزيينها والصرف على المؤذنين والأئمة من بيت المال.

- كفالة الحرية الدينية للمصريين والحق فى اختيار مذهبهم.

- كفالة الحريات للأقليات الدينية مثل المسيحيين واليهود.

نزل جوهر الصقلى بجنوده فى منطقة المناخة شمال شرق القطائع، وفى ليلتها 5 يوليو سنة 969م وضع حجر أساس العاصمة الفاطمية الجديدة القاهرة.

كانت القاهرة صغيرة وقت تأسيسها حسب قول على مبارك أن كل جنب من جوانبها الأربعة كان 1200 متر وأن مساحتها كانت 340 فدانا، والقصر الذى بناه جوهر كان على خمس المساحه أى أنه كان كان 70 فدانا وبستان كافور كان 30 فدانا وميدان عرض العسكر كان 35 فدانا وما تبقى كان 200 فدان لمعسكرات الجند.

كما كانت القاهرة فى بدايات العصر الفاطمى حى ملوكى يسكن به الخليفة وحريمه ورجال دولته وعساكره، لكنها بعد ذلك ومنذ عهد المستنصر بالله فتحت لعامة الناس.

حكم جوهر الصقلى مصر أربع سنوات وأخضع الحجاز والشام، ثم بعد اكتمال تأسيس القاهرة وبناء القصر الكبير والجامع الأزهر أرسل للمعز لدين الله فى المنصورية ليأتى إلى مصر، فخرج من المنصورية ودخل القاهرة فى 9 يونيو سنة 973م ونزل فى القصر الكبير.

 

العصر الفاطمى الأول

- {عصر الازدهار}

حكمت الدولة الفاطمية مصر أكثر من قرنين منذ، 969م وحتى 1171، ويمكن أن تنقسم لقسمين، القسم الأول الذى يعتبر عصر الازدهار والذى امتد لحوالى 100 سنة، وينتهى فى النصف الاول من حكم الخليفه المستنصر تقريباً.
فى هذه الفترة بذل الخلفاء الفاطميون جهدا كبيرا لتنظيم شئون مصر الداخلية وفيها انتشر الأمن ووضعت النظم الإدارية ونمت الزراعة ونهضت التجارة الداخلية، وازدهرت الآداب والعلوم والفنون، وتكون جيش قوى وأسطول بحرى متين.

 

العصر الفاطمى الثانى

- {عصر الوزراء}

فى النصف الثانى من حكم الدولة الفاطمية نخر الضعف جسدها ونشبت الصراعات وتبدلت الخطبة للفاطميين فى المغرب بخطبة للعباسيين.

وفى سنة 1065م/457هـ شح فيضان النيل وتدهورت أحوال مصر الاقتصادية لمدة سبع سنين، ويقول المقريزى الذى سمى الأزمة "الشدة العظمى" إن ضعف السلطنة واختلال أحوال المملكة واستمرار تمرد العربان وقلة مياه النيل كانوا من أسباب التدهور.

ففى أول سبتمبر 1171م/ محرم 567هـ وبدلاً من الدعاء للخليفة العاضد دعا للخليفة العباسى المستضىء بنور الله، وعندما لم يظهر أحداً أى رد فعل أمر صلاح الدين بتعميم الخطبة للخليفة العباسى فى جوامع الفسطاط والقاهرة.
الخليفة العاضد آخر الخلفاء الفاطميين والذى كان وقتها مريضاً، وعندما سمع بما حدث ازداد مرضه وتوفاه الله.


وللحديث بقية..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

حسن شحاتة يقضى فترة النقاهة داخل المستشفى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو


النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في قضية أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

ضبط شاب عشرينى استدرج «طفلة 14 عاما» واعتدى عليها 3 أيام في منزله بالشرقية

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده


ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صحيفة إنجليزية تحذر رونالدو من انتقال محمد صلاح إلى الدوري السعودي

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى