رأس إخناتون في المتحف المصري الكبير.. شاهد على ثورة التوحيد وفن التجديد

إخناتون
إخناتون
محمد عبد الرحمن

مع الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، تتألق بين كنوزه الفريدة واحدة من أهم القطع التي تُجسّد مرحلة استثنائية في تاريخ الحضارة المصرية، وهي رأس تمثال الملك إخناتون، إله التوحيد في مصر القديمة، وأحد أبرز ملوك الأسرة الثامنة عشرة، الذي حكم البلاد في الفترة ما بين 1353 إلى 1336 قبل الميلاد تقريبًا.

تُعدّ هذه القطعة الأثرية من بين التماثيل الملكية التي تسلّمها المتحف المصري الكبير خلال مراحل الإعداد لافتتاحه، وتم تغليفها بأسلوب علمي دقيق، حفاظًا عليها ضمن معايير العرض العالمية المعتمدة في هذا الصرح الحضاري. الرأس مصنوعة من الحجر الرملي، وتتميّز بحالة حفظ ممتازة، تعكس روعة النحت المصري القديم ودقة تصوير ملامح إخناتون الفريدة.

وينتمي الرأس إلى جزء من تمثال ضخم للملك إخناتون، كان من بين 28 تمثالًا أقيمت في بهو الأعمدة بمعبد الكرنك، الذي شيّده الملك للإله آتون — قرص الشمس — في إطار ثورته الدينية الشهيرة. ويظهر إخناتون في التمثال مرتديًا غطاء الرأس الملكي المعروف باسم النِمس، تعلوه الكوبرا الملكية، بينما يمسك رمزي الحكم والسلطة: العصا المعقوفة والمذبة.

كان إخناتون — واسمه الأصلي أمنحتب الرابع — قد أطلق واحدة من أكثر التحولات الفكرية والدينية جرأة في التاريخ المصري القديم، إذ دعا إلى عبادة الإله الواحد «آتون»، في محاولة لتوحيد العقيدة الدينية والحدّ من نفوذ كهنة آمون رع في طيبة. وقد غيّر الملك اسمه إلى إخناتون (أي "المفيد لآتون") في العام الخامس من حكمه، وأسس عاصمة جديدة في موقع بكر بصعيد مصر تُعرف اليوم باسم تل العمارنة، أطلق عليها اسم آخت آتون، أي "أفق آتون".

لم تقتصر ثورته على الدين فحسب، بل امتدت إلى الفن والعمارة، حيث دعا إلى أسلوب جديد أكثر واقعية وحيوية، مغاير للأنماط الكلاسيكية السائدة، فظهرت التماثيل والرسوم بزوايا إنسانية تعبّر عن الحركة والعاطفة، كما برزت زوجته الملكة نفرتيتي إلى جواره شريكة في الفكر والحكم والفن.

ومع مرور السنوات، ازداد إخناتون تطرفًا في دعوته الدينية، حتى منع عبادة آمون تمامًا، واستمرت مملكته في هذا النهج لما يقارب 17 عامًا. وفي أواخر حكمه، شاركته نفرتيتي أو الملك سمنخ كارع في إدارة شؤون البلاد، قبل أن يتولى العرش بعده ابنه توت عنخ آتون، الذي أعاد عبادة آمون وأعاد اسمه إلى توت عنخ آمون، إيذانًا بعودة مصر إلى عقيدتها التقليدية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025


اصطدام قطار بسيارة نقل على خط مطروح بدون إصابات وخروج عربة عن القضبان

إخلاء سبيل سائق الأتوبيس المتسبب في تهشم شقة مدينة بدر

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو


ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

أحمد السقا: معندناش فيلم يطلق عليه فيلم أكشن مفيش الإمكانيات

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى