صرخة أم وأب فى وجه مستشفيات عاجزة بغزة.. طفل يصارع سرطان الدم بلا دواء

وسط غرفة تزدحم برائحة الدواء وصدى الأجهزة الطبية، يعلو صوت أم يختنق بالألم قبل الكلمات، بعد اكتشاف الأطباء في غزة إصابة ابنها باللوكيميا وعدم قدرتهم على علاجه نتيجة انهيار المستشفيات.

الطفل المريض رياض الهمص

وجع رياض

تقول والدة الطفل رياض الهمص: "أنا أم بتوجع كل يوم عشان ابني، وأراه يفقد صحته أمامي"، هذه كانت صرخة أم ترى فلذة كبدها يسابق الوقت في معركة غير متكافئة مع مرض نادر وخطير أصاب نخاعه الشوكي منذ شهر، ومع كل يوم تتراجع حالته بشكل يثير فزع الأطباء قبل العائلة.

وحذر الأطباء من خطورة وضعه الراهن، موضحين أن حالته شديدة الحساسية ولا تحتمل البدء الفوري بالعلاج الكيميائي، رغم أنه قد يصبح الخيار الوحيد في أي لحظة لإنقاذ حياته.

الطفل رياض الهمص داخل المستشفى

مرضى يحتاجون للعلاج بالخارج

وأكد مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية في 13 نوفمبر، أن القطاع الصحي في غزة ما زال يرزح تحت ضغط هائل رغم مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار، مع نسبة إشغال عالية ونقص حاد في الأدوية والأجهزة الطبية.
وأشار خلال تصريحات صحفية، إلى استمرار معاناة 350 ألف مريض مزمن لم يتلقوا العلاج، و42 ألف جريح بحاجة لعمليات مستمرة، و6 آلاف حالة بتر، كما يحتاج 18 ألف مريض للعلاج خارج القطاع، وسط تدمير 70% من المختبرات الطبية.

صرخات الأب

على جانب السرير الأبيض، وقف والد الطفل رياض الهمص محاولًا إخفاء ارتجاف صوته، لكنه لم يستطع كبت الألم حيث يقول في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "تعب ابني فجأة، وبعد أن أجرينا له التحاليل الطبية اكتشف الأطباء أنه مصاب بسرطان الدم "اللوكيميا"، ومنذ ذلك الوقت والدنيا انقلبت علينا".

تقرير طبي لرياض الهمص

ويضيف الأب: «العلاج غير موجود في المستشفى، وابني رياض يحتاج بشكل ضروري للعلاج خارج القطاع، لأنه يعاني من تكسر حاد في الدم وضعف شديد، وكذلك هبوط خطير في الصفائح الدموية".

تقرير طبي للطفل رياض الهمص

كلمات الأب جاءت كاستغاثة واضحة، تختصر حجم المأساة التي يعيشها طفله في ظل غياب العلاج وتدهور حالته يوما بعد يوم.