محمد دياب يكتب: قرار مجلس الأمن ؟!

محمد دياب
محمد دياب

قرار مجلس الأمن بشأن غزة يشير بوضوح إلى انتقال المواجهة إلى مستوى جديد، مستوى اكتشفت فيه إسرائيل لأول مرة منذ شهور أن العالم، بما فى ذلك واشنطن نفسها، بدأ يتململ من عبء الانحياز لها

فالقرار، رغم كل ما يعتريه من ثغرات، يضع للمرة الأولى خطوة واضحة نحو مسار دولة فلسطينية. وهذه الإشارة وحدها كافية لتفجير غضب الاحتلال، الذى يدرك تماماً أن مجرد الاعتراف بالمسار يعنى ولو من بعيد سقوط سرديته القائمة على الإنكار والتهويد والهروب من استحقاقات السلام

لكن جوهر اللحظة ليس فى نص القرار بقدر ما يكمن فى المعادلة الجديدة :
وقف اطلاق النار… فتح المعابر… دخول المساعدات… ثم الانتقال إلى مرحلة سياسية لا يمكن لإسرائيل إفشالها إلا بمواجهة العالم كله

هنا تحديداً يظهر الدور العربى الذى يُعاد تشكيله.فالوحدة العربية أصبحت ضرورة تفرض نفسها فى هذا المشهد المضطرب، ووسيلة لضمان التزام المجتمع الدولي بواجباته. لا دولة فلسطينية بلا شرعية فلسطينية موحدة، ولا إعادة إعمار بلا حضور عربى ضامن، ولا استقرار دون رؤية واضحة كتلك التى طرحتها مصر منذ اللحظة الأولى :
لا تهجير… لا تقسيم… ولا إعمار خارج إرادة الفلسطينيين

هذه الرؤية التى بدت للبعض فى البداية مجرد موقف مبدئى، تحولت اليوم إلى محور إجماع دولى. فالعالم، الذى صمت طويلاً، بدأ يدرك أن عدوان الاحتلال يجمع بين فداحة الجريمة الإنسانية وخطورة التداعيات السياسية والأمنية التى قد تشعل المنطقة بأكملها

أما إسرائيل، فهى وحدها التى تقف عارية أمام الحقيقة :
تحتل نصف غزة، تحاصر شعباً بلا طعام أو دواء، وترفض وقف النار رغم قرارات الأمم المتحدة… ثم تدعى أنها "الضحية" !"
لكن خشية إسرائيل الحقيقية لا تكمن فى القرارات الدولية، وإنما فى تلك اللحظة الفاصلة التى تستيقظ فيها واشنطن على حقيقة أن هذا الكيان المتطرف تحوّل إلى عبء ثقيل يستنزف رصيدها وسمعتها، لحظة تُدرك فيها أن الدفاع عنه لم يعد ممكناً ولا مُجدياً… وهى لحظة تلوح ملامحها فى الأفق القريب

لقد دخل الصراع مرحلة لا تستطيع فيها إسرائيل أن تستمر كما اعتادت منذ عقود؛ العالم تغيّر، والموقف الدولى يتبدل، والشرعية الدولية التى كانت ورقاً بلا قيمة فى أعين الاحتلال أصبحت الآن شبحاً يطارد قادته فلا أحد يخاف الشرعية الدولية مثل من يعرف أنه يقف على أرض مسروقة
إن الطريق أمام الفلسطينيين والعرب ما يزال طويلاً، لكنه هذه المرة ليس طريقاً بلا ملامح. هناك مفترق واضح.. إما أن يُؤكد وقف إطلاق
النار ويتحرك العرب ككتلة واحدة لفرض الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وإما أن يُترك الاحتلال يجرّ العالم إلى فوضى لا موعد لانتهائها
لكن المؤكد أن صفحة جديدة فُتحت
صفحة لا يستطيع فيها العدوان أن يستمر بلا حساب، ولا يمكن فيها لصوت الضحية أن يُدفن تحت ركام الصمت الدولى كما كان فى السابق

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إحالة المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما إلى الجنايات

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

موعد مباراة الأهلي وفيروفيارو الموزمبيقي بنهائى بطولة أفريقيا لسيدات السلة

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟


قبول 50 طالبة من كليات التربية الرياضية بأكاديمية الشرطة

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

رئيس أكاديمية الشرطة يعلن قبول 2757 طالبا بعد اجتياز الاختبارات

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة


ألمانيا تحبط هجوما إرهابيا على سوق عيد الميلاد واعتقال 5 أشخاص

صدمة بعد إطلاق نار فى جامعة أمريكية.. الضحايا من الطلاب والمسلح لا يزال هاربا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

الصفقة المجانية سر غضب الأهلى من برشلونة فى صفقة حمزة عبد الكريم

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

مستقبل محمد صلاح حديث صحف إنجلترا بعد تألقه مع ليفربول ضد برايتون

عمر مرموش فى اختبار صعب مع مان سيتي أمام كريستال بالاس قبل أمم أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى