كارثة جليدية مروعة تهدد القارة الجنوبية.. التاريخ يعيد نفسه بعد 9000 عام

كشفت دراسة حديثة عن احتمالية كبيرة لتكرار انهيار ضخم وسريع للغطاء الجليدى فى شرق القارة القطبية الجنوبية مثل التى حدثت منذ 9000 عام ، حيث تمكن فريق من المعهد الوطنى اليابانى لأبحاث القطب NIPR من دراسة هذه الظاهرة ، مما يوفر عناصر مهمة لفعم هشاشة الجليد فى القارة الجنوبية واستجاباته المجتملة للارتفاع الحالى فى درجات فى درجات الحرارة العالمية.

تراجع الجليد

ووفقا لصحيفة انفوباى الأرجنتينية فقد قاد الدراسة البروفيسور يوسوكى سوجانوما، وركز الفريق على معرفة أسباب فقدان الجليد الضخم في شرق القارة القطبية الجنوبية خلال الحقبة الهولوسينية المبكرة، وهي فترة كانت فيها درجات حرارة الأرض أعلى من اليوم. هذه المنطقة، التي تحتوي على أكثر من نصف احتياطات المياه العذبة في العالم، تظهر اليوم علامات على تراجع الجليد عند سواحلها، ما جعل الربط بين الماضي والحاضر ضروريا للباحثين.

تحليل الرواسب البحرية

لإعادة بناء الأحداث التي وقعت قبل 9000 عام، قام العلماء اليابانيون بتحليل نوى الرواسب البحرية في خليج لوتزوف-هولم، بالقرب من محطة سيووا،  تضمنت التجارب الجيولوجية والكيميائية تحديد نسب النظائر للبيريليوم، وهو ما ساعد على تحديد التسلسل الزمني للتغيرات البيئية الماضية.
 

آلية الانهيار المتسلسل للجليد
 

وأظهرت البيانات أن قبل 9000 عام، تسبب تسرب مفاجئ لمياه القطب الجنوبي العميقة الدافئة (CDW) إلى الخليج في تفكك وغرق منصات الجليد العائمة ، هذه المياه، الأدفأ بكثير من المياه السطحية، أدت إلى فقدان الدعم البنيوي الأساسي، مما سرع حركة الجليد نحو البحر وذوبانه.

ولمعرفة سبب صعود هذه المياه الدافئة، استخدم الباحثون نماذج دوران المحيط والمناخ،  وكشفت المحاكيات عن تفعيل تغذية مرتدة إيجابية متسلسلة،  إذ انتشرت مياه الذوبان من مناطق أخرى في القارة القطبية الجنوبية في المحيط الجنوبي، مخفضة درجات حرارة السطح، ما أدى إلى طبقية قوية في المحيط أعاقت اختلاط المياه الباردة مع الطبقات السفلى.
والنتيجة أن المياه الدافئة العميقة تمكنت بسهولة من الوصول إلى الهضبة القارية لشرق القارة القطبية الجنوبية، وهو ما أوجد دورة تعزيزية تلقائية: إذ أدى ذوبان الجليد إلى زيادة الطبقية، ما زاد من دخول المياه الدافئة، وبالتالي ارتفاع معدل ذوبان الجليد. هذا يشير إلى أن ذوبان الجليد في منطقة معينة قد يعمل كعامل محفز لفقدان الجليد في مناطق بعيدة جدا بسبب أنماط دوران المحيطات.

آثار الدراسة على الواقع الحالي

توفر هذه الدراسة إحدى أقوى الأدلة على أن غطاء الجليد في القارة القطبية الجنوبية قد يشهد ذوبانًا سريعًا وواسع النطاق ومستدامًا عند ارتفاع حرارة الكوكب،  وعلى الرغم من أن هذا الحدث وقع قبل 9000 عام، يؤكد الباحثون أن نفس الآليات الفيزيائية قد تتفعل في عصرنا الحالي.