عمر صخورها يصل إلى 180 مليون سنة ويقصدها السياح لغرابة تكوينها.. حكاية الصحراء السوداء ذات الطبيعة الساحرة بالوادى الجديد.. تقع على أطراف تلال بركانية منذ العهود السحيقة.. وتحوى صخور الجاسبر والبازلت.. صور

الصخور السوداء بالوادى الجديد

الوادى الجديد-ماهر أبو نور

السبت، 29 نوفمبر 2025 08:00 ص

تقع منطقة الصحراء السوداء جنوب واحة الفرافرة بحوالي 160 كيلو بنطاق محافظة الوادى الجديد وهى من أغرب الصحاري الموجودة في العالم ويقصدها السياح من كل مكان لغرابتها و سحر طبيعتها و جمالها لكونها مغطاة باللون الأسود نتيجة تراكم ترسبات الصخور البركانية منذ حوالى 180 مليون سنة وهى تقع شمال الصحراء البيضاء، وحوالى 50 كم تقريباً جنوب مدينة البويطي، وتقع على أطرافها تلال بركانية سوداء ثارت منذ عصور سحيقة وأخرجت مادة بركانية تسمّى الجاسبر، وهي المادة التي تتكوّن منها الصخور السوداء وفى عام 2010 تم إعلانها مع الواحات البحرية محميات طبيعية بسبب تنوعها البيولوجي كمنطقة أبحاث علمية عالمية، وذلك بعد اكتشاف ثاني أضخم هيكل لديناصور في العالم بالقرب من جبلي الدست والمغرفة على حدود الصحراء السوداء في منطقة متاخمة للبويطي.

تحوى طبقة من المسحوق الأسود

وتتوغل الصخور السوداء فى الصحراء الغربية في المنطقة بين الواحات البحرية والفرافرة، تمتد من جنوب مركز الباويطي إلى ما يقرب من 70 كم اتجاه الفرافرة وتحوى طبقة من المسحوق الأسود الذي يغطي جبالها وهضابها ورمالها، نتيجة عوامل التجوية القديمة وتآكل الصخور على مر السنين، صخور العصر الجوارسي لا تظهر بالمنطقة كثيرا بل تظهر صخور العصر الطباشيري، وتتباين هذه التلال في أحجامها وتكويناتها وارتفاعاتها وأشكالها وتتكون من صخور البازلت، الدلوريت، الكوارتزيت الحديدي، الحجر الرملي الحديدي وأكاسيد الحديد بألوانها المختلفة.

ومن أشهر الجبال الموجودة فى منطقة الصحراء السوداء، جبل المرصوص وهو عبارة عن فوهة يتكون من صخور الحجر الرملي تغطيها طفوح بازلتية تظهر في شكل أعمدة مرصوصة، لذا أطلق عليه أهالي الواحات البحرية اسم الجبل المرصوص وتقدر مساحته بقرابة 2كم²، وجبل البانوراما حيث اعتاد زائرو الصحراء السوداء على الصعود إليه لالتقاط صور بانورامية للصحراء السوداء من أعلى نقطة، وجبل الإنجليز ويقع في المنطقة الفاصلة بين قرية منديشة ومدينة الباويطى.

ممتلئة بالصخور والحصى المتناثر

وتنحدر أراضي الصحراء الغربية من الجنوب إلى الشمال ويوجد بها العديد من المنخفضات الكبيرة والصغيرة وثلاث كبيرة هي الجنوبية والوسطى والشمالية. يصف أحد الكتاب المنطقة بأنها «هضبة تبلغ في المتوسط حوالي 500 قدم فوق مستوى سطح البحر، قاحلة، ممتلئة بالصخور والحصى المتناثر، بنية داكنة اللون، وأحيانًا ممزوجة بالأشجار المنخفضة، ومن أول نظرة، تراها مسطحة».

وتبدأ الهضبة الجنوبية من الحدود مع السودان حتى منخفضي الخارجة والداخلة ويجد في وسطها كثبان رملية وعدد قليل من الأودية الجافة. تليها الهضبة الوسطى التي تمتد حتى منخفضات النطرون والقطارة وسيوة، ويتوسطها منخفضات الريان والبحرية والفرافرة. وأخيرا الهضبة الشمالية التي تمتد حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط. أحد العناصر الأخرى المميزة في الصحراء هو بحر الرمال الأعظم الواقع شرق الصحراء ويغطي 150 ألف كيلومتر مربع أي 36% من مساحتها.

وتتميز المنخفضات السابق بوجود آبار التدفق الذاتي لذا تنتشر فيها القرى والواحات أولها واحة سيوة في الشمال الغربي بالقرب من الحدود الليبية إلى الواحات البحرية والفرافرة والداخلة والخارجة وباريس في الجنوب. شرق سيوة يوجد منخفض القطارة الممتد على مسافة 190 ميلاً من الغرب إلى الشرق و 84 ميلاً من الشمال إلى الجنوب.