متى يعود حق "الرئيس السادات" ؟

أمـل الـحنـاوي
أمـل الـحنـاوي

قَللوا منه، شَكَكوا فيه وفي إمكانياته وقُدراته، وقَفوا له علي الواحدة، سَنوا له السكاكين ، انتقدوه ، هاجموه ، قاطَعوه ، خَونوه ، رغم أنه وَرَث النكسة ، كانت التركة ثقيلة جداً .. تَوغَلت مراكز القوي فى كل أرجاء الحُكم ولم يرتضوا به حاكماً لدرجة أنهم قالوا عنه ( سنجعل منه "يويو" فى أيدينا ، سنُحركه كيفما نشاء وقتما نشاء ) ، لم يقتنعوا به ، وسيطروا على مفاصل الدولة.

بذكاءه، عَرِف كيف ينفرد بالحكم ؟ .. عَدَل خطة الحرب، طرق كل الأبواب حتى يستعيد الأرض المسلوبة ، ذهب لـ "الروس" فخذلوه ، لجأ للأمريكان فشَعر بأنهم "يُضيعون الوقت ويتلاعبون به" ، تحرَك فى الأمم المتحدة فكانت النتيجة "صفر كبير" ، فقرر الإعتماد علي "ذراعه" و "شعبه" و "جيشه" ، فأعَد العُدة ، وتَوَكَل علي ربه ، وخَط بيده قرار الحرب ، وقادها من غرفة عمليات القوات المسلحة ، وكُتِب فى التاريخ أنه ( القائد الذي حارب وإنتصر وهزم الجيش الذي لا يقهر )

إنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، الزعيم الذي مازال يتحدث عنه التاريخ حتى الآن ، حديث العظماء الذين نجحوا فى مهامهم ، وأعادوا أرضهم ، وصنعوا السلام مع أعدائهم ، بصراحة : لم يكن السلام _ الذي صنعه الرئيس السادات _ سهلاً ، فقد كان السلام "عُملة نادرة" فى هذا الوقت ، وتفاصيل هذا السلام في غاية الصعوبة وأعلن عنها الرئيس السادات فى كتابة ( البحث عن الذات ) ، ففي صفحة ( ٣٩٣ ) يقول نصاً ( أنا لا أريد أن أُثبت أنني رجُل سلام بالكلام فقط ، فقد بذلت الكثير من أجل السلام ومع ذلك فقد حذرت إسرائيل من أنها إذا ضربت أي مدينة من مدن القناة أو القناة ذاتها بمدافعها الأمريكية طويلة المدي فسوف أرُد بالضرب فى عمق إسرائيل ، وإذا حاولت إسرائيل إفشال السلام فستتضح الحقيقة للعالم كله وهي أنها وحدها المسئولة عن هذا )

السلام الذي صنعه "الرئيس السادات" سلام المُنتصرون الأقوياء ، وهو السلام الذي نسعي إليه ، والآن : يحاول مُنتقدوه _ الذين زايدوا عليه _ تكرار تجربته لكن بعد مرور أكثر من ( ٤٧ ) عاماً ، ( الله يرحمك يا "سادات" ) يا عبقري زمانك وأوانك ، يا مَن أعَدَت الأرض وصونت العَرَض وأزحت الهزيمة وحققت نصراً عزيزاً نتفاخر به حتى الآن

هل آن الأوان لكي يعتذر الذين أساؤا لـ "السادات" ؟ ، هل حان الوقت لكي يعترفوا بأنهم أخطأوا فى تقديرهم لخطوات السادات نحو صُنع السلام ؟ ، ظنى أنهم لن يعتذروا ولن يعترفوا بخطأهم ، لكنى على ثقة من أنهم لو وقفوا _ بمفردهم _ أمام المرآة وتحدثوا لأنفسهم سيعتذرون وسيعرفون بأنهم أخطأوا فى حقه وسيعطونه حقه كاملاً

أتحدث الآن عن الرئيس الراحل السادات وأنا أقرأ الفاتحة علي روحه ، لأنني أعتز بمواقفه ، وأُمَجِد تحركاته ، وأتباهي بتاريخه ووطنيته وعبقريته .. أتحدث الآن عن الرئيس السادات وأنا أقرأ المشهد السياسي الدولي قراءة مُتأنية وأري أن الظروف الدولية تغيرت ، والأوضاع الإقليمية تَبَدَلت ، وموازين القوي أصبحت غير مُتكافئة .. وأقول بالفُم المليان : فَعَل "السادات" الصعب ونجح فيه _ حرباً وسلاماً _ ، إنتصر ورسم البسمة على وجوه المصريين وتحمل المسئولية .. وأنا أنظر للوضع الحالي وأقرأ ما كتبه فى كتابة ( البحث عن الذات ) من أن ( ٩٩ ٪؜ ) من أوراق اللعبة فى يد الأمريكان ، أتذكر ذلك وأوافق علي ما قاله ، بل أبصُم عليه وأؤيده بعد أن تابعت الأحداث الحالية التي يتعرض لها الشرق الأوسط وشاهدت كل ما يجرى من حولنا

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

مانشستر سيتى يكتسح كريستال بالاس بثلاثية بمشاركة شرفية لمرموش.. فيديو

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في قضية أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر


كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

تقارير إخبارية تكشف اسم الشخص منتزع السلاح من منفذ هجوم سيدنى.. من هو؟

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور


الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى