هل تساعد أجهزة تنقية الهواء على تنفس هواء أنظف؟
مع استمرار ارتفاع مستويات التلوث عالميا أصبح الاهتمام بجودة الهواء داخل المنازل أولوية لدى الكثيرين، خاصة بعد تكرار التحذيرات من خطورة الجسيمات الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة، وبدأت أجهزة تنقية الهواء فى الانتشار إذ يرى الناس فيها وسيلة لتخفيف أثر الهواء الملوث وحماية صحتهم داخل منازلهم ، وفى هذا التقرير نتعرف على هل هذه الأجهزة فعالة في تنقية الهواء؟
وفقا لموقع تايمز ناو يرى الخبراء أن أجهزة تنقية الهواء يمكنها بالفعل تقليل الملوثات الداخلية بنسبة كبيرة، مثل الغبار، وحبوب اللقاح، والدخان، والجسيمات الدقيقة المعروفة باسم “PM2.5”، غير أن فعاليتها الحقيقية تعتمد على عدة عوامل، من بينها نوع الفلتر المستخدم، وحجم الغرفة، وطريقة الصيانة الدورية للجهاز.
كيف تعمل أجهزة تنقية الهواء؟
تعتمد معظم أجهزة تنقية الهواء المحمولة على مبدأ بسيط، إذ تسحب الهواء الملوث من الغرفة بواسطة مراوح داخلية، ثم تمرره عبر مرشحات متعددة تلتقط الملوثات قبل إعادة تدوير الهواء النظيف إلى الداخل. وغالبًا ما تحتوي هذه الأجهزة على أكثر من فلتر واحد، فهناك مرشح خاص بالجسيمات، وآخر للغازات، بالإضافة إلى مرشحات إضافية للتعامل مع المواد الكيميائية والروائح.
ويعد فلتر HEPA (الهواء الجزيئي عالي الكفاءة) الأكثر فاعلية في إزالة الجسيمات الدقيقة، حيث يمكنه احتجاز ما لا يقل عن 99.5% من الجسيمات التي يبلغ حجمها ثلاثة ميكرون أو أقل، وتشمل هذه الجسيمات الغبار، وحبوب اللقاح، والبكتيريا، والفيروسات.
مدى تأثير أجهزة التنقية على الصحة
يرى الأطباء أن أجهزة تنقية الهواء يمكن أن تساهم في تحسين صحة الجهاز التنفسي والدورة الدموية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن والمصابين بالحساسية أو الربو. إلا أن الفائدة لا تتحقق بشكل مطلق، بل تتوقف على مجموعة من العوامل، أهمها نوع الملوثات الموجودة في المنزل، ومستوى التهوية، وحجم الغرفة، ومدى انتظام استخدام الجهاز وصيانته.
كما أن أجهزة التنقية لا تستطيع معالجة جميع مصادر التلوث داخل المنزل، فالغبار والمواد السامة قد تتراكم أيضًا في الأثاث، والسجاد، والفراش، وعلى الأسطح الصلبة. لذلك، ينصح بالحفاظ على نظافة المنزل بانتظام، وفتح النوافذ في الأوقات المناسبة لتحسين التهوية الطبيعية.
نتائج الدراسات العلمية
تشير الدراسات إلى أن استخدام أجهزة تنقية الهواء يؤدي إلى تحسن ملحوظ في صحة الجهاز التنفسي، وانخفاض أعراض الحساسية والربو، إلى جانب تحسين مؤشرات صحة القلب والأوعية الدموية. كما أظهرت بعض الأبحاث أن بعض أنواع أجهزة التنقية يمكنها تقليل الجسيمات المحمولة في الهواء التي تحتوي على فيروسات، شريطة أن تكون قادرة على إزالة الجسيمات الصغيرة جدًا التي يتراوح حجمها بين 0.1 و1 ميكرون.
يمكن القول إن أجهزة تنقية الهواء تمثل وسيلة فعالة لتحسين جودة الهواء الداخلي، لكنها ليست حلًا سحريًا لمشكلة التلوث فهي تعمل بشكل أفضل عندما تستخدم ضمن منظومة متكاملة تشمل التهوية الجيدة، والتنظيف المنتظم، وتقليل مصادر التلوث داخل المنزل.
Trending Plus