اكتشاف تمثال خشبى لهرقل عمره 2000 عام فى إيبيزا بإسبانيا

عُثر فى جزيرة إيبيزا الإسبانية على تمثال خشبى نادر لهرقل، عمره ألفى عام، فيما يصفه علماء الآثار بأنه أحد أروع الاكتشافات المسجلة فى المنطقة على الإطلاق، وقد نجا التمثال، المنحوت خلال العصر الروماني، في حالة شبه مثالية بفضل مجموعة من الظروف الطبيعية غير العادية التي حالت دون تحلله، وفقا لما نشره موقع greekreporter.

العثور على التمثال أثناء أعمال الحفر

عُثر على هذا التمثال أثناء أعمال حفر مرتبطة بمشروع سكني جديد بالقرب من شارع إيزيدور ماكابيتش، وتتبع علماء الآثار التمثال إلى صومعة حبوب رومانية أُعيد استخدامها كمكب للنفايات.

على مر القرون، غمرت المياه الجوفية الحفرة، مما أدى إلى خلق بيئة خالية من الأكسجين، أو بيئة لا هوائية، بدون الأكسجين، لا تستطيع الكائنات الدقيقة التي تُدمر الخشب عادةً البقاء، مما سمح للتمثال بالبقاء سليمًا لما يقرب من ألفي عام.

قال الخبراء إن هذا النوع من الحفظ نادرٌ جدًا في مناخ إيبيزا الحار والرطب، ويُربط بقاء مماثل للقطع الأثرية الخشبية عادةً بالمستنقعات الباردة والمُشبعة بالمياه في شمال أوروبا.

اقتباس روماني لبطل يوناني

يُصوِّر هذا التمثال هرقل، النسخة الرومانية من نصف المعبود والبطل اليوناني هرقل، استعار الرومان أساطير البطل من التقاليد اليونانية، لكنهم أعادوا تشكيل صورته لتعكس القيم الرومانية القوة والمثابرة والانتصار على الفوضى.

أصبح هرقل موضوعًا شائعًا في المنازل الرومانية والأضرحة والحمامات والفنون العامة، ومع ذلك، فإن التماثيل الخشبية له نادرة للغاية، إذ نادرًا ما تنجو من الدفن.

لم يؤكد الباحثون بعدُ تاريخ نحت التمثال أو كيفية استخدامه، ربما وُضع في ضريح منزلي، أو زُيّن مبنى، أو كان جزءًا من شحنة مرتبطة بميناء إيبيزا الذي كان يومًا ما مكتظًا بالحركة، ستُجرى تحاليل إضافية لتحديد نوع الخشب، وعلامات الأدوات، وأي آثار أصباغ قد لا تزال عالقة على السطح.

يكشف الحفر عن الحياة اليومية

اكتُشف تمثال هرقل إلى جانب مجموعة من القطع الأثرية اليومية، بما في ذلك أحذية وأدوات قديمة وبقايا نباتات وبذور فاكهة، نُقلت جميع الاكتشافات إلى متحف إيبيزا وفورمينتيرا الأثري (MAEF)، حيث يعمل خبراء الترميم على تثبيت المواد الحساسة.

قال عالم الآثار خوان خوسيه ماري كازانوفا إن ترميم التمثال الخشبي سيستغرق شهورًا، يجب الحفاظ على الخشب في رطوبة ودرجة حرارة مُتحكم بهما لمنعه من التشقق أو الانهيار أثناء جفافه.

مكانة إيبيزا في العالم الروماني

دخلت إيبيزا، المعروفة قديمًا باسم إيبوسوس، نطاق الحكم الروماني بعد سقوط قرطاج عام 146 قبل الميلاد، وتطورت بعد ذلك لتصبح ميناءً متوسطيًا مزدهرًا يُصدّر المشروبات الروحية والملح وصلصة السمك، وكان الميناء الرئيسي يقع في المكان الذي تقع فيه مدينة إيبيزا (إيبيسا) اليوم.

تمثال خشبى لهرقل