الفاشر تنزف.. الآلاف محتجزون وسط النيران والعنف.. الأمم المتحدة تندد باستهداف الأطفال والعاملين الإنسانيين.. لجنة أممية تؤكد تفاقم المجاعة فى السودان.. وأكثر من 21 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائى الحاد

تصاعد العنف بشكل كبير ضد المدنيين فى الفاشر السودانية ومنعهم من مغادرة المدينة المحاصرة منذ 17 شهرا متواصلة فيما يتم استهداف عمال الإغاثة والأطفال وقتل عدد كبير منهم، تقارير أممية تؤكد استمرار عمليات الإعدام للمدنيين خارج القانون.

استمرار المجاعة فى عدد من مناطق السودان

أصدرت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائى تقرير للمرة الثانية فى أقل من عام يؤكد تفاقم حدوث المجاعة فى أجزاء من السودان وقالت اللجنة أن السودان لا يزال يواجه كارثة إنسانية، حيث يعانى أكثر من 21 مليون شخص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائى الحاد

ولفتت اللجنة أنه فى حين أن بعض المناطق فى شرق السودان قد استقرت وأظهرت علامات على التحسن، فإن الصراع المكثف فى منطقتى دارفور وكردفان يعمق أزمة الجوع فى البلاد.

وقالت اللجنة أن المجاعة مستمرة ومن المتوقع أن تستمر حتى يناير 2026 فى مدينتى الفاشر وكادقلى وأكدت أن هناك 20 منطقة فى أنحاء دارفور الكبرى وكردفان الكبرى معرضة لخطر المجاعة، وذكرت اللجنة أن المجاعة تتسم بانهيار كامل لسبل العيش ومستويات عالية للغاية من سوء التغذية ووفيات بسبب الجوع.

استهداف عاملى الإغاثة ومنع الآلاف من مغادرة بالفاشر

فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، قال إن المدنيين غير قادرين على مغادرة الفاشر فيما قتل المئات منهم، بمن فيهم عاملون فى المجال الإنسانى، ولا يزال عدد كبير محاصرا داخل المدينة، مع انقطاع أو انعدام التواصل مع العالم الخارجي.

قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن العنف تصاعد بشكل حاد فى ولايتى شمال وجنوب كردفان، مما أدى إلى نزوح واسع النطاق ومعاناة المدنيين، وسط تقارير عن مقتل أطفال ومزاعم عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة فى محلية بارا.

فيما ندد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية شدد من استمرار قوات الدعم السريع فى عرقلة إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى المدينة داعيا إلى إتاحة وصول فورى وغير مقيد إلى الأشخاص المحاصرين فى الفاشر.

مكتب المدعى العام للجنائية الدولية يعرب عن القلق البالغ من عمليات القتل الجماعى

أعرب مكتب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية عن قلقه البالغ إزاء التقارير الأخيرة الواردة من الفاشر حول عمليات قتل جماعى واغتصاب وجرائم أخرى يزعَم ارتكابها خلال هجمات قوات الدعم السريع.

وقال المكتب فى بيان له، إن هذه الفظائع تعد جزءا من نمط عنف أوسع نطاقا شمل منطقة دارفور بأكملها منذ أبريل 2023. وأضاف أن هذه الأعمال، فى حال ثبوتها، قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأضاف بيان المكتب الأممى، أنه يحقق المكتب فى الجرائم المزعومة المرتكبة فى دارفور منذ اندلاع الأعمال العدائية فى أبريل 2023، ويعمل بشكل مكثف، بما فى ذلك من خلال الانتشار الميدانى المتكرر، وتعميق التواصل مع مجموعات الضحايا والمجتمع المدنى، وتعزيز التعاون مع السلطات الوطنية والمنظمات الدولية.

وأكد المكتب، أنه يتخذ خطوات فورية فى إطار التحقيق الجارى بشأن الجرائم المزعومة فى الفاشر لحفظ وجمع الأدلة ذات الصلة لاستخدامها فى الملاحقات القضائية المستقبلية.