لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدى.. كيف تتغلب على التيبس فى الصباح؟
يشكو كثير من المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي من معاناة تبدأ مع أولى لحظات النهار، حين تبدو المفاصل كأنها جامدة ترفض الانصياع للحركة، هذا التيبس الصباحي ليس مجرد انزعاج عابر، بل علامة مميزة للمرض توضح مدى نشاط الالتهاب داخل المفصل ومدى تأثر الأنسجة المحيطة به.
ووفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن تصلب المفاصل عند الاستيقاظ هو من أكثر الأعراض التى تُثقل كاهل المرضى، ويُعدّ مؤشرًا مهمًا يستخدمه الأطباء لتقييم تطور التهاب المفاصل الروماتويدى واستجابته للعلاج، ورغم أن الأدوية تُخفف من الالتهاب، فإن الطريقة التى يُدار بها الصباح قد تحدد مستوى الراحة طوال اليوم.
ما الذى يسبب التيبس الصباحى؟
تحدث هذه الحالة بسبب بقاء المفاصل في وضع السكون لعدة ساعات أثناء النوم، ما يسمح بتجمع السائل الالتهابي حولها ويزيد من لزوجة السائل الزلالي الذي يسهّل الحركة. كما تلعب الساعة البيولوجية للجسم دورًا في زيادة إنتاج الخلايا الالتهابية خلال الليل، ما يجعل الفجر أكثر الأوقات صعوبة للمصابين.
يُشبّه بعض المرضى هذا الشعور بأن الجسد يتحول إلى آلة صدئة تحتاج إلى بعض الوقت لتتحرك من جديد. ومع أن الألم والتيبس قد يخفان تدريجيًا بعد الاستيقاظ، إلا أن التأثير النفسي لبدء اليوم بهذه الصعوبة لا يمكن تجاهله.
تعديل روتين النوم
من المهم أن يبدأ الحل منذ المساء. فالحصول على نوم هادئ وعميق يساعد على خفض حدة الالتهاب وتقليل حساسية الجهاز العصبي للألم. ينصح الأطباء بتجنب المنبهات قبل النوم وتنظيم مواعيد الخلود إلى السرير، مع استخدام وسادات مريحة تقلل الضغط على المفاصل.
دفء الصباح يصنع الفرق
الحرارة الرطبة هي صديق المفصل الروماتويدي في بداية اليوم. فكمادات الماء الدافئ، أو وسادات التدفئة الكهربائية، تساعد على تنشيط الدورة الدموية حول المفصل وتُعيد له ليونته الطبيعية، كما أن الاستحمام بالماء الدافئ لمدة عشر دقائق يحقق تأثيرًا مضاعفًا من حيث تخفيف الألم وتحسين المرونة.
يشير اختصاصيو الروماتيزم إلى أن بعض المرضى يستفيدون من تسخين الغرفة قليلًا قبل الاستيقاظ بنصف ساعة، بحيث تكون المفاصل أكثر استعدادًا للحركة عند النهوض.
الحركات اللطيفة تسبق النشاط الكامل
ينصح الخبراء بالبدء بحركات بسيطة أثناء البقاء في الفراش، مثل ثني ومد الركبتين، أو تدوير المعصمين ببطء. هذه الحركات تنبه الجهاز العصبي وتُحفز العضلات المحيطة بالمفاصل على العمل تدريجيًا دون إجهاد. وعند الانتقال من السرير، يُفضل الوقوف ببطء لتجنب الضغط المفاجئ على المفاصل المتصلبة.
تناول الدواء في الوقت الأمثل
الأدوية المضادة للالتهاب أو المعدلة للمناعة لا بد أن تُؤخذ في مواعيد دقيقة. ويقترح الأطباء أن يتناول المريض جرعته الصباحية فور الاستيقاظ، حتى يبدأ مفعولها مع بدء النشاط اليومي. بعض المرضى يحتفظون بأدويتهم إلى جانب السرير مع كوب ماء لتسهيل تناولها قبل النهوض.
تنظيم اليوم وتخفيف العبء الصباحي
يمكن لتخطيط بسيط في الليلة السابقة أن يقلل كثيرًا من الإرهاق عند الصباح. تجهيز الملابس، وتحضير مكونات الإفطار أو حقيبة العمل مسبقًا، يمنح المريض وقتًا أطول لبدء يومه بهدوء ودون استعجال. ويُستحسن طلب المساعدة من أحد أفراد الأسرة عند الحاجة لتجنب إجهاد المفاصل مبكرًا.
دور الطبيب لا يتوقف
الطبيب هو الشريك الأساسي في التعامل مع هذه الأعراض اليومية. إذ يراجع معه المريض الجرعات الدوائية، وأساليب العلاج الطبيعي، وحتى الإرشادات الغذائية التي قد تُخفف الالتهاب، كما قد يقترح الطبيب أجهزة مساعدة بسيطة مثل الأدوات ذات المقابض العريضة التي تُقلل الجهد المطلوب في المهام المنزلية.
التكيف طريق الراحة
التيبس الصباحي لا يعني بالضرورة بداية يوم صعب. فحين يتعلم المريض التعايش مع المرض بأسلوب علمي ومنهجي، يمكن أن تصبح الصباحات أكثر سهولة. السر يكمن في الدمج بين الدواء المنتظم، والحرارة المناسبة، والنشاط التدريجي، إلى جانب الراحة النفسية. إن بناء روتين مرن ومريح هو أفضل وسيلة لتقليل الألم وتحسين جودة الحياة.
Trending Plus