إدمان الأطفال السوشيال ميديا.. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الجمهورية

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة
كتب لؤى على

حدَّدت وزارة الأوقاف موضوع خطبة اليوم الجمعة 7 من نوفمبر 2025، الموافق 16 من جمادى الأولى 1447هـ، بعنوان "إدمان الأطفال وسائل التواصل الاجتماعي"، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو التحذير من خطورة إدمان وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا على الأطفال، وسبل مواجهة ذلك.

إدمان الأطفال السوشيال ميديا

الحمد لله رب العالمين، أحمده حمد الشاكر المعتبر، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، العزيز الغفار، سبحانه هدى العقول ببدائع حكمه، ووسع الخلائق بجلائل نعمه، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،

فنعم الله تعالى لا تحصى ولا تعد، ومنن الله على عباده لا تقف عند حد، ووسائل التواصل الاجتماعي هبة الله في هذا الزمان، و جسر الاتصال ما بين البلدان والأوطان، فهي ساحة واسعة لنشر الخير والهدى، وبث المعرفة التي تعم بالفائدة على الورى، تفتح أبواب الرزق والتجارة لكل ساع، وتزيد من فرص الحياة الطيبة لكل راج، فبين يديك أداة فعالة لنقل الخبرات، وتحقيق الإنجازات، وتجاوز المسافات، وتعلم المهارات، مزيج عجيب مدهش من تجلي الله تعالى على عباده باسمه المنعم، قال تعالى: ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم﴾

أيها الأكارم، قد تتحول نعمة مواقع التواصل الاجتماعي إلى نقمة بسوء استخدامها، وكثرة العكوف عليها، فإدمان السوشيال ميديا له آثاره المدمرة التي تبدأ بضياع الأوقات الثمينة، مرورا بتحويل المنصات إلى مواطن للغيبة والنميمة الإلكترونية، ونشر التعليقات السلبية، وصولا إلى المجاهرة بالمعاصي ونشر الفواحش وتتبع العورات، فيؤدي ذلك إلى تفكيك النسيج المجتمعي ونشر الإشاعات، وإغراق الأفراد في علاقات وهمية سطحية قائمة على الإعجابات، فيحدث للأسرة تفكيكا لعلاقاتها وجمودا لحواراتها، ويجد المرء نفسه غارقا في عزلة وانفصال عن الواقع، وتتفاقم الكارثة بتصدر رؤوس جهال للفتوى والتخوض في أمور التخصص بغير علم ولا إحاطة بفقه المآلات، قال تعالى: ﴿ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولٰئك كان عنه مسئولا﴾.

سادتي الكرام، كم من ساعة انقضت أمام محتوى لا يغني؟ وكم من فرصة ذهبت أمام مقطع له مشاهدات تطغي؟ وكم من صلاة أجلت بسبب إشعارات تلهي؟ فأعيدوا لمواقع التواصل دورها، فليس الحل في الرفض المطلق والاعتزال التام بل في التوازن والاعتدال في الاستعمال، فاجعلوا لهذا العالم وقتا معلوما وغاية مرسومة، فلا نتتبع كل خبر أو صورة أو معلومة، ولا بد أن نكون فاعلين لا متفاعلين، ننتقي المفيد وننشر الخير الرقمي، ونحذر الشرور والفتن والمغريات الإلكترونية، فلا تحولوا النعمة إلى نقمة، ولا الأداة إلى آفة، وكونوا من الذين يقتصدون في كل أمورهم ويحسنون تدبير وقتهم ومواردهم، وحافظوا على عقولكم سليمة صافية، وعلى قلوبكم نقية زكية، ولا تسلموها لتيارات عابرة وموجات متلاطمة، قال الجناب المعظم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله.

عباد الله، احذروا انغماس الأطفال في مواقع السوشيال ميديا، فلقد فقد أطفالنا الشعور بالدفء والأمان الأسري، أرأيتم صورة هذا الطفل الصغير الذي تعرض للتنمر والتحرش الإلكتروني؟ ألم تسمعوا إلى المشاكل الصحية والنفسية نتيجة الجلوس أمام الشاشات مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي؟ ألم يتأثر أطفالنا بتطبيقات الألعاب الإلكترونية العنيفة فظهرت حالات من العنف المدرسي؟ وبسبب هذا الإدمان المفرط يعاني أطفالنا من انعدام الثقة بالنفس، وتدني احترام الذات، والشعور بالبؤس، وانعدام الرضا، وعدم القناعة، وضياع الهوية الثقافية والدينية، والتقليد الأعمى، والمقارنات الوهمية، والتعرض لمحتويات غير أخلاقية منافية للتعاليم الدينية، فلا بد من تقنين أوقات الجلوس أمام الشاشات، وقوموا بتفعيل برامج المراقبة الأسرية والأبوية، وكونوا قدوة لأبنائكم، وافتحوا لغة الحوار مع أطفالكم، واستجيبوا لهذا النداء الإلهي: ﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة﴾.

أيها الآباء والأمهات، إن التكنولوجيا نعمة من نعم الله إن أحسن استخدامها ووسيلة للتعلم والتواصل ونشر الخير إذا وضعت لها الضوابط السليمة، فأمانة الأبناء عظيمة، ومسؤولية الحفاظ على عقولهم وصحتهم العقلية جسيمة، فلتكن لكم وقفة جادة مع أبنائكم، وفلذات أكبادكم، كونوا لهم قدوة حسنة بضبط استخدامكم مواقع التواصل، وراقبوا محتواهم بعين الحكمة والمحبة، وعلموهم الفرق بين العالم الافتراضي والواقعي، وبين الصالح والطالح، وبين ما يفني الوقت وما يبنيه، فهم زهرة حياتكم وثمرة جهودكم، فاحرصوا عليهم حرصكم على أنفسكم، وخصصوا لهم وقتا نوعيا بعيدا عن الشاشات، يمارسون فيه النشاطات البدنية والألعاب الجماعية والتفاعل الأسري الواقعي، واستجيبوا لهذا البيان النبوي الشريف: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».

حفظ الله أولادنا وبناتنا من كل مكروه وسوء.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد عادل عبد المنعم يؤازر حارس الإسماعيلى: إن شاء الله ترجع أفضل

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

موعد الجولة الثانية من بطولة كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية


الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

فرصة ذهبية لـ عدى الدباغ مع الزمالك فى كأس عاصمة مصر

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

الخارجية تتابع حادث غرق مركب بالقرب من جزيرة كريت على متنها مصريين


موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

غيابات الزمالك أمام حرس الحدود بكأس عاصمة مصر

برشلونة يشيد بموهبة حمزة عبد الكريم: نجم واعد للمستقبل

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

فراس شواط يهدد الإسماعيلى بإيقاف القيد رقم 7

وزارة الصحة توجه للمواطنين رسائل هامة لمنع عدوى الأنفلونزا.. صور

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى