لماذا قد تشعر بألم فى البطن بعد تناول الأرز.. أسباب صحية وأخرى تتعلق بطرق الطهى

الأرز أحد أكثر الأطعمة انتشارًا في العالم، يدخل في أطباق لا حصر لها من الثقافات المختلفة، ويُعتبر خيارًا سهل الهضم في أغلب الحالات، لكن بعض الأشخاص يلاحظون انزعاجًا في المعدة بعد تناوله، ما يثير تساؤلًا حول سبب ذلك رغم سمعته كطعام لطيف على الجهاز الهضمي.

وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن الشعور بعدم الارتياح أو الألم في المعدة عقب تناول الأرز قد يرتبط بعدة عوامل؛ بعضها بسيط وعابر، وبعضها يستدعي الانتباه الطبي، خاصة إذا تكرر أو صاحبه قيء أو إسهال، ورغم أن الأرز نفسه لا يُعد مسببًا شائعًا للمشكلات الهضمية، إلا أن طريقة حفظه أو طهيه أو المكونات المضافة إليه قد تكون وراء الأعراض.

حين يتحول الأرز إلى مصدر للتسمم الغذائي
 

يُعدّ التسمم الناتج عن ما يُعرف بـ«متلازمة الأرز المقلي» من أشهر الأسباب التي تؤدي إلى ألم المعدة بعد تناول الأرز، هذه الحالة تحدث عند تناول أرز مطبوخ تُرك في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة، مما يسمح لبكتيريا تُسمى العصوية الشمعية بالنمو وإفراز سموم مقاومة للحرارة، وتظهر الأعراض خلال ساعات قليلة وتشمل الغثيان والتقيؤ وتقلصات المعدة، وقد يصحبها إسهال أو ارتفاع في الحرارة.

ينصح المتخصصون بتبريد الأرز المطبوخ سريعًا بعد الطهي، وعدم تركه خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين، كما يُفضَّل تسخينه جيدًا قبل الأكل لتقليل احتمالية التلوث، مع تجنّب إعادة تسخينه أكثر من مرة.رغم أن حساسية الأرز نادرة، فإنها ممكنة الحدوث، وتؤدي إلى أعراض تشمل المغص والانتفاخ وأحيانًا الحكة أو التورم في الفم. لكن في كثير من الأحيان، لا تكون المشكلة من الأرز ذاته، بل من المكونات المصاحبة له مثل الصويا أو منتجات القمح أو الزبدة المستخدمة في الطهي. لذلك، من المهم تحديد العنصر المسؤول بدقة عبر استشارة الطبيب أو إجراء اختبار الحساسية.

الحساسية تجاه الأرز أو مكونات الطبق
 

ويشير الخبراء إلى أن رد الفعل التحسسي قد يظهر خلال دقائق من تناول الوجبة، وإذا صاحبه ضيق في التنفس أو تورم في الحلق، فيجب طلب المساعدة الطبية فورًا لأنها قد تكون حالة حساسية مفرطة تستدعي التدخل العاجل.

عدم تحمّل مكونات الأرز
 

تختلف عدم القدرة على تحمّل الطعام عن الحساسية، إذ تنشأ الأولى من ضعف في إنزيمات الهضم أو تفاعل مفرط للجهاز الهضمي تجاه بروتينات معينة، بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية تجاه النشا أو البروتينات النباتية في الأرز، مما يؤدي إلى تقلصات وانتفاخات أو غازات، في هذه الحالات، تكون المشكلة في الهضم وليس في المناعة، وغالبًا ما تتحسن الأعراض عند تقليل الكمية أو اختيار نوع آخر من الأرز مثل البسمتي أو البني.

كذلك يمكن أن تؤدي أمراض مزمنة في الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي أو سوء الامتصاص، إلى تضخيم الاستجابة بعد تناول الأرز، لذا، فإن التقييم الطبي ضروري إذا تكررت الأعراض أو ارتبطت بأنواع متعددة من الأطعمة النشوية.

إشارات يجب الانتباه إليها
 

يجب مراجعة الطبيب إذا استمر الألم أكثر من يومين، أو ترافق مع إسهال شديد أو جفاف أو دوخة، فالمعدة الحساسة قد تتأثر سريعًا بالتلوث الغذائي أو بمزيج من الأطعمة الدهنية والتوابل القوية التي ترافق الأرز في بعض الأطباق.

ولأن الأرز في حد ذاته يُعدّ غذاءً آمناً ومفيدًا عند طهيه وحفظه جيدًا، فإن ظهور أعراض متكررة بعد تناوله قد يكون مؤشرًا لمشكلة أعمق في الجهاز الهضمي تحتاج إلى تشخيص دقيق، وليس سببها الأرز وحده.