خبراء التراث يدعون لتشكيل فريق عمل دولى للتخطيط لإعادة إعمار تدمر
يجري حالياً وضع خطط لإعادة تأهيل مدينة تدمر السورية القديمة، بما في ذلك متحف الموقع المدرج على قائمة اليونسكو للمواقع الأثرية، وذلك في أعقاب أول اجتماع دولي شامل حول هذا الموضوع منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في عام 2024.
جمع مؤتمر نظمته جامعة لوزان ومؤسسة "أليف" الدولية في سويسرا الأسبوع الماضي خبراءَ دوليين في التراث، ومسؤولين عن الآثار، وأفرادًا من المجتمع السوري، وذلك لأول مرة منذ عام 2019. ومنذ ذلك الحين، أصدرت المجموعة توصيات، من بينها تشكيل فريق عمل دولي من الخبراء للعمل على إزالة تدمر من قائمة اليونسكو للتراث العالمي المعرض للخطر.
وقال فاليري فريلاند، المدير التنفيذي لمؤسسة "أليف"، لصحيفة "ذا آرت نيوزبيبر" بأن المؤتمر أظهر "استنفارًا كاملًا" للمجتمع الدولي لدعم هذه الخطط، موضحا "نحن مستعدون للعمل في ثلاثة اتجاهات رئيسية: إعادة تأهيل متحف تدمر، الذي تضرر ونهِب جراء قصف داعش والحرب الأهلية؛ وترميم القطع الأثرية (المحفوظة حاليًا) في متحف دمشق؛ وإصلاح جسر المشاة المؤدي إلى الموقع".
ويأمل فريلاند أن يبدأ العمل في يناير/ 2026، عندما يبحث فريقه عن مشغل للمتحف.
ومن التوصيات الأخرى التي أصدرتها المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية عقب المؤتمر، الإسراع في تثبيت مجموعة المتحف والآثار ذات الأولوية، وتوحيد البيانات الأثرية، كما سيتم وضع خطط لإشراك المجتمعات المحلية من خلال برامج تدريبية وورش عمل.
قال فريلاند: "كانت تدمر ملتقىً ثقافيًا، وهي رمز للحوار بين الثقافات والصمود. إعادة تأهيلها ستمنح الأمل لأهالي تدمر".
حكاية تدمير تدمر منذ عام 2015
في عام 2015 دمر تنظيم داعش معالمَ مهمة في تدمر، مثل معبد بل ومعبد بعل شمين وقوس النصر وأعمدة وادي القبور، بعد أن استعادها جيش الأسد مؤقتًا في مارس 2016، استعاد التنظيم الإرهابي المدينة في ديسمبر التالي وألحق بها المزيد من الأضرار، وقد ازداد الحديث عن إعادة إعمار المدينة منذ سقوط نظام الأسد وما تلاه من رفع للعقوبات الدولية.
مع ذلك، تواجه عملية إعادة تأهيل مدينة تدمر القديمة، وإعادة بناء علاقتها بالمدينة الحديثة المجاورة التي تحمل الاسم نفسه، تحديات عديدة، يقول ديفيد ساسين، مدير مشروع "ألف"، والذي قام مؤخرًا بزيارة ميدانية للمنطقة، إن هذه التحديات تشمل "محدودية الأمن وسهولة الوصول، ووجود ذخائر غير منفجرة، وثغرات في التوثيق نتيجة سنوات من الصراع".
ويضيف: "كانت العلاقة بين الموقع الأثري والمدينة الحديثة ديناميكية ومثمرة اقتصاديًا، أما اليوم، فيحتاج كل من الموقع الأثري والمنطقة الحضرية المجاورة إلى إعادة تأهيل شاملة لاستعادة هذه الصلة وتوطيدها".
أعربت لينا قطيفان، نائبة مدير المديرية العامة للآثار والمتاحف، عن هذا الشعور في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، وخاطبت زملاءها من متحف تدمر، وخبراء التراث السوري، وممثلين عن متحف اللوفر والمؤسسات الأكاديمية، حيث أشارت إلى الحاجة الملحة لبدء مشاريع تجريبية صغيرة لإعادة تأهيل الموقع الذي تبلغ مساحته 200 فدان.
وأقرت بتحديات إدارة الموقع، بما في ذلك نقص الكهرباء ومياه الشرب النظيفة وفي مناقشات لاحقة، وُصفت هذه القضايا بأنها تربط جوهريًا بين محنة آثار تدمر ومحنة السكان المحليين، الذين سيستفيدون جميعًا - حالما تتوفر البنية التحتية المناسبة - من عودة السياحة الثقافية والبيئية.
خلال ندوة حول المشاركة المجتمعية، تحدث حسن علي، مدير متحف تدمر، عن الصلة المحلية بالموق وفي إشارة إلى ملكة تدمر السورية في القرن الثالث الميلادي، قال: "لكل شخص في تدمر ابنة اسمها زنوبيا"، وتحدثت سورية حضرت الفعالية عن ابن عمها الذي عاد إلى مسقط رأسه تدمر بعد سقوط نظام الأسد بعد سنوات من المنفى في أوروبا وقالت: "بدلاً من الذهاب إلى منزله، ذهب مباشرةً إلى الأنقاض".
Trending Plus