من المتحف المصري الكبير إلى صناديق الاقتراع.. المصري يصنع تاريخه من جديد

في الوقت الذي احتشد فيه آلاف المصريين أمام المتحف المصري الكبير مبتهجين بافتتاح أحد أعظم صروح الحضارة الإنسانية، وتهافت المواطنين على زيارة الأهرامات والتقاط الصور أمام رموز المجد والتاريخ، تتجه أنظار الدولة المصرية الآن نحو محطة ديمقراطية مهمة متمثلة في انتخابات مجلس النواب 2025.

فالمواطن المصري الذي وقف فخورًا أمام آثار أجداده، مطالب اليوم بأن يثبت فخره الحقيقي بالمشاركة الفعالة في بناء الحاضر وصياغة المستقبل، عبر ممارسة حقه الدستوري في التصويت. 

عزيزي القارئ علينا أن نعلم جميعا أن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد واجب وطني، بل رسالة مباشرة إلى من يحاولون تقزيم دور مصر والتشكيك في مسيرتها، فالإعلام المعادي، وعلى رأسه إعلام جماعة الإخوان الإرهابية، لا يمل من محاولات الإحباط وزرع الأكاذيب في عقول الشباب. ولكن الرد الأقوى والأفعل لا يكون بالرد الكلامي، فلنترك الكلام لمن ليس لديه سواه ونرد بالأفعال، فنزول المصريون لصناديق الاقتراع، يمثل صفعة جديدة على وجوه أعداء الوطن.

لقد أثبت الشعب المصري مرارًا أنه يقف صفًا واحدًا خلف دولته، من أجل الحفاظ على استقرارها، والدفع بها نحو مستقبل أفضل. ومثلما واجه التحديات الأمنية والاقتصادية، وساند قيادته في كافة المحن، ها هو يُدعى مجددًا إلى ساحة الوعي، لا لينتخب فقط، بل ليؤكد أن مصر لا تُخدع، وأن وعي شعبها هو درعها الحقيقي.

وقد شهدت انتخابات مجلس النواب 2025 مشاركة فعّالة وملحوظة من المصريين في الخارج، الذين حرصوا على أداء واجبهم الوطني رغم بُعد المسافات وتحديات الغربة. فتوافد أبناء الوطن على مقار البعثات الدبلوماسية في العواصم العالمية، ليؤكدوا من جديد أن الانتماء لمصر لا تحدّه حدود، وأن المشاركة في صناعة مستقبل الوطن مسؤولية لا يسقطها البُعد الجغرافي. تلك الصور المشرّفة للمصريين في الخارج، وهم يصطفون حاملين الأعلام، مرددين الهتافات الوطنية، كانت أبلغ رد على أكاذيب الإعلام المعادي، ودليل على أن المصري أينما وُجد يبقى قلبه نابضًا بحب بلاده.

فلنجعل من انتخابات 2025 ملحمة وطنية جديدة، نثبت فيها أن مصر، بتاريخها العظيم، وشعبها الواعي، قادرة على مواجهة كل حملات التشويه، والانتصار عليها في الميدان الديمقراطي.