الحفائر والترميمات فى كل مكان بالكرنك.. البعثة المصرية الصينية تجرى أعمال الحفائر والترميمات فى منطقة معبد مونتو لخدمة الحضارة المصرية.. البعثة بدأت أعمالها منذ 7 سنوات فى المنطقة لأول مرة منذ عام 1940

جانب من عمل البعثة

الأقصر – أحمد مرعى

الأربعاء، 10 ديسمبر 2025 10:00 م

الحفائر في كل موقع ومعبد منتشر في منطقة معابد الكرنك لإستكشاف التاريخ المصرى القديم، حيث تعمل على قدم وساق البعثة الأثرية الصينية في قلب معبد مونتو في قلب معابد الكرنك لخدمة التاريخ المصري القديم، والتي بدأت عملها منذ 7 أعوام مضت في تلك المنطقة.

البعثة المصرية الصينية تجرى رفع مساحى ومسح أثرى لمنطقة مونتو بالكرنك

وفى هذا الصدد وعلى مدار المواسم الماضية للحفائر، قامت البعثة بأعمال النظافة وإزالة الحشائش والعاقول والمخلفات التي تركتها البعثة الفرنسية التي قامت بأعمال الحفر الأثرى في منطقة المعبد عام 1940 لمحاولة اكتشاف باقي اجزاء المعبد، كما قامت البعثة المصرية الصينية أيضاً بعمل رفع مساحي ومسح أثري لمنطقة المعبد، بالاضافة إلي عمل فوتوسكان وفوتو جراماتيك للبلوكات الخاصة به والمتناثرة علي ارض المعبد منذ اكتشافه وذلك تمهيدا لتسجيلها وتوثيقها، حيث شملت الأعمال أيضاً عمل مربعات حفر أثري لرفع تلك البلوكات لتوثيقها وترميمها وإعادة تركيبها.

وقد كشف جيا شياو بينغ رئيس البعثة الأثرية الصينية بالأقصر، أنه يعمل داخل المعبد خطوة بخطوة بدءاً من إزالة الحشائش والمخلفات الزراعية داخل المعبد، ويتم خلال ذلك تجميع كافة الأحجار على مصاطب فى كردونات محددة لتسهيل عملية فحصها وتوثيقها بالكامل لإعادة التجميع ووضع تلك القطع فى أماكنها من جديد، كما سيستكمل العمل فى المعبد بإختيار أدق موقع لبدء الحفريات لإكتشاف المزيد من تاريخ المعبد التى من المرجح أنها مدفونة غالبيتها أسفل المعبد.
ويؤكد رئيس البعثة، أنه بدأ في العمل بمنطقة المعبد برفقة الفريق الآثرى يتكون من 4 علماء آثار و3 خبراء بالتناوب، ويتم القيام بعمل فحص كامل للتوصل لتفاصيل تصميم الهيكل الخاص بالمعبد، كما أنهم قاموا بالعمل فيما بعد بالتنقيب الآثرى داخل المعبد وذلك فى مرحلة أولى لا تزيد عن 3 شهور، يتم خلالها العمل فى حفريات تجريبية حول "معبد مونتو" للتوصل لعمر المعبد بالكامل وكافة المعلومات الخاصة به.

مدير آثار الأقصر يتابع أعمال الحفائر والترميم للبعثة الصينية بالكرنك

ومن جانبه تابع الدكتور عبدالغفار وجدى مدير عام أثار الأقصر، أعمال الحفائر والترميم التي تقوم بها البعثة الصينية بمعبد مونتو في معابد الكرنك، حيث أن آخر أعمال اثرية بالمعبد قامت به البعثة الفرنسية عام 1940م.

وأكد مدير آثار الأقصر، على معبد مونتو يقع شمال معبد الكرنك وهو مخصص لعبادة إله الحرب مونتو، وتم الكشف عنه خلال حفائر عالم الآثار الفرنسى فرناند بيسون دى لا روك فى عام 1925 واستمر العمل لاكتشاف كافة مباني المعبد عدة سنوات، فهو يعد تحفة فنية مميزة تعاقب على بنائه عدد من الملوك على مر العصور من الفراعنة والبطالمة والرومان،وهو يضم برج وفناء كبير ومقاصير من الاسرة 25 و 26 و بوابة تعود لفترة بطليموس الثالث والرابع.

بداية عمل البعثة رسمياً في 2018 بمعابد الكرنك

فيما يقول الطيب غريب المدير السابق بمعابد الكرنك، إنه تم بدء عمل أول بعثة صينية أثرية فى مصر عام 2018، والتي انطلقت فى عملها رسمياً داخل معبد مونتو شمال الكرنك والذى تم اكتشافه فى عام 1925، حيث تقوم البعثة بأعمال الحفائر العلمية والترميم التوثيق للمعبد وعمل المسح الأثرى للجدران والكتل الحجرية داخله، مؤكداً أن الصينيين يحملون خبرات واسعة فى مجال الحفائر.

وتم بدء عمل أول بعثة صينية بمصر عقب توقيع مذكرة التفاهم بين وزارة الآثار والمعهد الصينى لتنسيق العمل المتعلق بسبل حفظ الآثار والمشاريع البحثية وبناء القدرات وتبادل المعارض المؤقتة، والبعثات الأثرية، كما تهدف إلى دفع ودعم الأنشطة الثقافية والتعليمية والأثرية بهدف رفع الوعى بالتراث الثقافى المصرى والصينى وحمايتهما والحفاظ عليهما، والتشجيع على تجديد وتشكيل البعثات المناسبة للبحوث والحماية والتقييم والنشر وغير ذلك من فرص التعاون المشتركة فى مجال حماية التراث الثقافى.

مونتو إله الحرب عند الفراعنة ويرمز له بالصقر في النقوش على جدران المعابد

ومن الجدير بالذكر "مونتو" كان إله الحرب عند الفراعنة ويرمز له بالصقر فى النقوش على الجدران بمعابده المختلفة، حيث يعتبر "مونتو الصقر" هو الحامى لمنطقة طيبة، وحامى عدد كبير من ملوك الأسرة الحادية عشر، واعتبره المصريون إله الحرب وشيدت له عدة معابد أرمنت والطود وآخر بالكرنك وكذلك بمنطقة المدامود، ومعبد "مونتو" بالكرنك عبار عن مقصورة بناها الملك تحتمس الثالث وهو قريب من معبد بتاح، فهو عبارة عن هيكل متهدم يحيط به سور، فتلك المقصورة ترتفع على جدار مكسو بصفائح مربعة وبه بقايا نقوش مميزة على الحوائط.