تمساح الزوامل.. اعرف قدسيته عند المصريين القدماء

فى الحضارة المصرية القديمة، كان التمساح رمزاً مزدوجاً للقوة والخصوبة والشر، مرتبطاً بالمعبود سوبك (المعبود التمساح) الذي كان إلهاً للحماية و"مفتاح الحياة" في الفيوم وكوم أمبو، لكنه أيضاً يمثل الفوضى والخطورة التي يجلبها النيل، مما أدى لتقديسه وتحنيط آلاف التماسيح وتقديمها قرابين أو تربيتها في المعابد، مع وجود تباين بين من يعبده ومن يقتله، حسب المناطق والمعتقدات.

أعلنت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الشرقية عن تشكيل 6 لجان منها شئون البيئة، والري والصرف الصحي، المتابعة الميدانية، والحماية المدنية، ولجنة من رئاسة مركز بلبيس، لرصد والتحقق فيما زعمه الأهالي من رصد تماسيح مختلفة الحجم والعمر، في مصرف قرية الزوامل التابعة لمركز بلبيس، مما اعتبروة تهديدا مباشرا لحياتهم وخاصة الأطفال وتلاميذ المدارس.

رمزًا للخير والشر معا

وارتبط التمساح بالمصريين منذ العصور الفرعونية القديمة، فكان رمزا للخير والشر معا، إذ ظهر بصورة متناقضة عند المصريين القدماء، ما بين التقديس والكراهية والتدنيس، إذ كان رمزا للإله سوبك الذى يمثل فى الحقبة "مفتاح الحياة" رمز الحياة، لكنه أيضا كان رمز للشيطان عند البعض الآخر.

كان التمساح في مصر القديمة رمزاً قوياً للإله سوبك (Sobek)، المرتبط بالخصوبة، قوة النيل، والحماية، وكان يُعبد في معابد مثل كوم أمبو والفيوم حيث كان تتم تربية تماسيح حية وتحنط لاحقاً كقرابين، ويُعتقد أن المصريين القدماء استخدموا جلده للحماية ونسجوا التمائم منه للتغلب على مخاطره والسحر.

ووفقا لكتاب "التمساح فى الفن القبطى" تأليف بولين تودرى، فإن التماسيح ظهرت بصورة متناقضة فى الأدبيات المصرية القديمة، إذ ظهر أن التمساح يُعبد باسم الإله "سوبك"، خاصة فى كوم أمبو والفيوم، وإن كانت مومياوات التماسيح المحنطة التى ظهرت، تكشف عن عبادة التمساح فى كل بقاع مصر، وأيضًا نجد أنه يمكن اصطياده ومطاردته.

وبالعودة إلى كتاب "التمساح فى الفن القبطى" نجد أيضا أن التماسيح كانت تعبر عن الإله الصالح "أوزوريس"، لكنه فى نفس الوقت يُعبر عن أخيه الشرير "ست"، وأيضًا يمكن أن يُمثل الإله "رع"، وأوضح الكتاب أنه فى الوقت الذى يُظهر فيه المصريون القدماء رغبتهم فى أن يتحولوا إلى تماسيح بعد الموت، نجد أن التمساح الذى يُمثل الشيطان، يلتهم أو يفنى أرواح الأموات الذين لم يعيشوا حياة طاهرة أو فاضلة، ولذلك فهم محتاجون إلى تميمة أو تعويذة تحميهم من التماسيح فى الحياة الأخرى (وهذه التميمة على شكل تماثيل صغيرة للتمساح).