أطفال السودان يفرون إلى المجهول.. أمين عام الأمم المتحدة: هجمات مميتة على عشرات الأطفال فى جنوب كردفان.. واليونيسف تكشف: مستويات مروعة من العنف ونزوح 5 ملايين طفل دون مأوى.. وتحذيرات من انتشار المجاعة

تتحمل الفئات الأضعف من النساء والأطفال وطأة الحرب المروعة فى السودان ليجبروا على الفرار من مكان لأخر دون القليل من الخدمات التى تجعلهم على قيد الحياة دون مرض أو تعرض لعنف واستغلال.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أكدت نزوح 10 ملايين شخص فى السودان، نصفهم من الأطفال مؤكدة أنه أعلى مستوى لنزوح الأطفال فى العالم داعية إى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال وتوفير الخدمات الأساسية لهم.

اليونيسف: الأطفال فى المناطق النائية معرضين للموت

وشددت اليونيسف بأن الأطفال العالقين فى المناطق المحاصرة والنائية، بما فى ذلك منطقتى دارفور وكردفان، هم الأكثر عرضة للخطر، حيث لا يزال الوصول إلى الغذاء والماء والإمدادات الطبية شبه معدوم. ويصل الأطفال النازحون حديثًا منهكين، يعانون من الجفاف، وفى حاجة ماسة إلى الحماية والتغذية والرعاية الطبية.

ومن جانبها قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل أن النساء والفتيات يتحملن وطأة الأزمة، بما فى ذلك مستويات مروعة من العنف الجنسي. وهنّ بحاجة إلى الحماية والخدمات والتضامن العالمي.

ولفتت المديرة التنفيذية إلى الاعلان عن مجاعة فى أجزاء من منطقتى دارفور وكردفان، محذرة من خطر اتساع رقعة انتشارها مع صعوبة الوصول إلى المحتاجين قائلة أن الأمة التى يعيشها النساء والأطفال فى السودان مروعة.

الأمين العام يندد بالهجمات المروعة على الأطفال والمدنيين

من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش عن صدمته إزاء التقارير التى أفادت بمقتل عشرات الأطفال وغيرهم من المدنيين فى الهجمات المميتة التى وقعت مؤخرا فى جنوب كردفان. وأدان جميع الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، مشيرا إلى أن استهداف المدارس والمستشفيات قد يُشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولى الإنساني.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة أن تحترم كافة الأطراف المدنيين فى السودان وأن تحميهم وأن تسمح بوصول الإغاثة الإنسانية بما فى ذلك الرعاية الطبية إلى المدنيين المحتاجين وأن تسهل مرور الإغاثة الإنسانية بسرعة وبدون عوائق.

واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة هذا الهجوم الجديد على العمليات الإنسانية فى وقت تشتد فيه الحاجة، منبها إلى أن الأزمة الإنسانية فى إقليم كردفان تستمر فى التفاقم مع انخفاض الإمدادات المنقذة للحياة، مع تأكيد وجود مجاعة فى كادقلى، عاصمة ولاية جنوب كردفان.

جاء ذلك على خلفية التقارير التى أفادت بوقوع ثلاث غارات جوية منفصلة على الأقل فى بلدة كالوقى أصابت اثنتان منها روضة أطفال، وأصابت ثالثة مستشفى نُقل إليه مصابون لتلقى العلاج وفى اليوم نفسه، فى شمال كردفان، أصابت غارة جوية قافلة إنسانية تنقل مساعدات غذائية إلى شمال دارفور، مما أدى إلى إتلاف شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمى وإصابة سائق الشاحنة بجروح خطيرة.

ودعا الأمين العام جميع الدول التى لها نفوذ على الأطراف أن تتخذ إجراءات فورية وأن تستخدم نفوذها لحمل الأطراف على وقف القتال فورا ووقف تدفق الأسلحة الذى يؤجج الصراع.

وطالب جوتيريش كافة الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولى، بما فى ذلك القانون الدولى الإنسانى والقانون الدولى لحقوق الإنسان، فى جميع مناطق النزاع الدائر فى السودان ما فيها منطقتا كردفان ودارفور.