علماء غربيون يتوقعون زيادة حالات الأنفلونزا بالمدارس وينصحون بعودة الكمامات
تعد هذه الفترة من العام موسما لانتشار إصابات الأطفال بنزلات البرد في المدارس، وظهور أعراض تشبه الأنفلونزا، حيث أظهرت دراسة أن التعامل المباشر بين الأطفال في الفصول الدراسية، إلى جانب مشاكل جودة الهواء الداخلي أو التهوية المناسبة ، قد يساهم في انتشار الفيروسات التنفسية، مثل الأنفلونزا، خلال الأشهر القادمة، حسب ما جاء في تقرير نشره الموقع الإلكتروني"نيوزويك ".
وقال لوكاس فينير، العالم في جامعة برن بسويسرا، وأحد مؤلفي الدراسة، أن جودة الهواء لها تأثير كبير على انتقال الفيروسات التنفسية، وليس الأنفلونزا فقط، مضيفا أن الأنفلونزا مرض تنفسي قد يسبب أعراضًا تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وفي الحالات الخطيرة، قد تؤدي إلى الوفاة، وهي واحدة من العديد من الفيروسات الشائعة التي تنتشر خلال فصل الشتاء، مثل فيروس نوروفيروس، المعروف بـ"فيروس القيء الشتوي"، وفيروس كوفيد-19.
صرح لوكاس فينير، العالم بجامعة برن في سويسرا وأحد مؤلفي الدراسة، أن الأماكن المغلقة المزدحمة بشكل كبير تساهم في انتقال الأنفلونزا وغيرها من الأمراض الفيروسية التنفسية خلال فصل الشتاء وتجتمع هذه الظروف غالبًا في المؤسسات التعليمية، حيث يقضي الطلاب أوقاتًا طويلة في الأماكن المغلقة، وكذلك في أماكن العمل ووسائل النقل والمرافق الصحية، فإن إعادة التركيز على جودة الهواء في الأماكن المغلقة أمر ضروري فإن تهوية الهواء وجودته، ومدة التعرض في الأماكن المغلقة، وتتبع المخالطين في الأماكن المغلقة من أسباب العدوى.
كيف تنتقل العدوى بين الأطفال
قالت أوبيري جوردون، الأستاذة ومديرة مركز ميشيجان لتهديدات الأمراض المعدية والتأهب للأوبئة في جامعة ميشيجان، أن الأطفال يلعبون دورًا محوريًا في نقل الإنفلونزا نظرًا لقضائهم فترات طويلة معًا في أماكن مغلقة مشتركة، لأن مناعتهم عادة ما تكون أقل من البالغين، لكن هذا لا يعني أنهم العامل الوحيد المسبب لانتشار المرض كل شتاء، فتساهم المدارس في زيادة انتشاره، لكن الأنفلونزا تنتقل أيضًا عبر المنازل والمجتمعات وتؤكد الدراسة أن البيئة وخاصة الغرف سيئة التهوية، هي التي تسرع من انتقال العدوى بشكل كبير.
صرحت البروفيسورة سيما لاكداوالا، المديرة المشاركة لمركز إيموري إن انتقال مسببات الأمراض الموجودة في الجو ستساعد عدة إجراءات في الحد من انتقال العدوى في الفصول الدراسية ومنها زيادة تهوية الأماكن المغلقة من خلال فتح النوافذ واستخدام مراوح السقف وأجهزة تنقية الهواء و غيرها من استراتيجيات التهوية بالإضافة إلى إدخال تعديلات على أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء فمن غير المرجح أن يكون لزيادة التهوية فقط تأثير كبير على انتقال العدوى عن قرب.
أهم النصائح
وتنصح أن اللقاح الموسمي يكون درعًا واقيًا يحمينا من الإصابات الخطيرة، لكنه لا يمنع العدوى تمامًا والكمامات تكون عامل ضروري للوقاية والتهوية الجيدة مهمة جدا لتجديد الهواء والحد من الإصابة بالفيروسات.
فقد أصبح ارتداء الكمامات في المدارس والطائرات أمرًا طبيعيًا، وكان البقاء في المنزل عند ظهور أعراض تنفسية أمرًا مقبولًا، كما كان يؤخذ في الاعتبار دائمًا إقامة التجمعات في أماكن جيدة التهوية. وأخيرًا، يُمكن أن تُساعد الفحوصات التشخيصية السريعة المتاحة دون وصفة طبية الناس على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن المخاطر التي يتعرضون لها، والإجراءات اللازمة لحماية جيرانهم."
قال الدكتور دونالد ميلتون، أستاذ الصحة البيئية في جامعة ميريلاند: التهوية تعد من الأساليب الشائعة لتحسين جودة الهواء في الفصول الدراسية، ولهما فوائد عديدة تتجاوز مكافحة العدوى، ولا يكون لفتح النوافذ نفعًا دائمًا، خاصةً إذا كان فتحها مؤقتًا وفي حال عدم وجود تهوية كافية يمكن الاستعانة بأجهزة تنقية الهواء المحمولة وثمة خيار آخر يتمثل في استخدام الأشعة فوق البنفسجية المبيدة للجراثيم وقد استخدمت تقنية تعقيم الجزء العلوي من الغرفة منذ ثلاثينيات القرن الماضي وكانت فعالة في الحد من انتقال حتى الحصبة في الفصول الدراسية.
أضاف أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا الموسمية من البالغين ويبدو أن الأطفال الصغار ينشرون الفيروس بكميات أكبر ولمدة أطول وهذا يجعل المدارس بؤرة أكبر للإنفلونزا مقارنة بالبيئات الأخرى و يختلف هذا تمامًا عن كوفيد-19، حيث لم يكن الأطفال أكثر عرضة للإصابة به، بل كانوا أقل عرضة لنقله لقد عرفنا هذا عن الإنفلونزا منذ زمن طويل .
أضاف أندرو بيكوز الأستاذ ونائب رئيس قسم علم الأحياء الدقيقة الجزيئية والمناعة في جامعة جونز هوبكنز، أن هناك دراسات أخرى توصلت إلى استنتاجات مماثلة وإن قضاء الأطفال وقتًا طويلًا معًا في بيئة تسهل انتقال العدوى كما هو موضح في هذه الدراسة أيضًا و يعد أحد العوامل الرئيسية للانتشار في فصل الشتاء وقد يكون أيضًا أن الأطفال الصغار ليس لديهم تاريخ من التعرض لبعض هذه الفيروسات، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة مقارنةً بالبالغين الذين قد يتمتعون بمناعة مسبقة أكبر ضد نطاق أوسع من مسببات الأمراض.
Trending Plus