متى يدخل النقل الأخضر باقى محافظات مصر؟
منذ أن تولى الرئيس عبد الفتح السيسي حكم مصر، بعد ثورة شعبية أطاحت بحكم ميليشيا الإخوان، وسياساته تعتمد على المصارحة والمكاشفة، مع العمل وفق خطط علمية مدروسة، مع الأخذ بالأسباب وتقوى الله سبحانه وتعالى.
ونظرا لتعدد التحديات التي تواجه الدولة المصرية على كافة الجبهات اتخذ سيادته قرارا بالإصلاح المبنى على علم، مع مراعاة البعد الاجتماعي، على أن يكون الهدف من الإصلاح تحقيق جودة الحياة، والعمل من أجل مستقبل الأجيال الجديدة التي نتمنى لها جميعا أن تعيش حياة بعيدة عن التحديات.
ودائما أسهل ما يكون هو تحديد الإشكالية أو نقط القصور في الأداء الحكومي، فجميعنا حكماء عند الكلام والنقد، لكن القليل هو من يمتلك القدرة على العمل والابتكار، معتمدا على البحث العلمي والتفكير خارج الصندوق من أجل حل المشكلات المرحلة من عصور سابقة نتيجة للجمود وعدم التطور.
ولتوضيح ما يحدث مع الحكومة عند الإعلان عن أي مشروع، وكلامي ليس دفاعا عن الحكومة.. فإنجازاتها سيحكم عليها التاريخ، ولكن أقر واقعا عبر قصة معروفة لرسام تشكيلي وضع لوحة وأقلاما وكتبا من يجد ملحوظة في اللوحة يتفضل بكتابتها وبعد مدة وجد اللوحة قد اختفت من كثرة النقد، فجلس حزينا وقص حكايتة لأخيه الحكيم، فابتسم وقال له هذا حال العامة، لا تحزن منهم ولا تعاتبهم، ولكن ارسم لوحة ثانية وضع الفرشاة والأقلام، واكتب من يجد نقصا في اللوحة أرجو أن يستكمله.. وبعد عدة أيام وجد اللوحة كما هي دون تعديلات.
فمن السهل أن تعيش دور الفيلسوف العبقري، ولكن عند التعاطي مع الواقع وتحمل المسئولية يكشف تحديات متراكمة، فالحياة لست وردية لكنها بين عسر ويسر.
وهنا أقول كباحث إن أسهل شىء هو النقد والكلام.
وأصعب قرار يواجه القائد أو المسئول هو قرار البناء والإصلاح، وخاصة عندما تصلح شيئا بُني في زمن سابق ولم يحدث له تطوير أو تحديث فستواجه بأصحاب المصالح المستفدين من الوضع القائم، وستواجه بزيادة تكاليف الإصلاح أكثر من إنشاء منظومة جديدة.
وأنا عشت في الأقصر وأسوان والغردقة، وهي مدن تراثية، فهل يدخل النقل الأخضر، المترو والمونوريل، إلى تلك المناطق للحفاظ على البيئة والآثار كأولوية؟
وكذلك وسط الدلتا، كان هناك قطار الدلتا وتم إلغاؤه لأسباب كثيرة، فهل تتم عودته مرة أخرى كمترو.. وبالنسبة للتمويل هناك أفكار كثيرة بالتعاون بين الدولة والمواطنين، فالجدية والحوافز الحكومية ستجعل مشروعات النقل ذات جدوى اقتصادية للتقليل من تداعيات الوصول للسعر العادل للمحروقات.
فالمستقبل القريب للنقل الأخضر، أي خلال عشر سنوات أو أكثر، ستكون المحركات التي تعمل بالبترول مكلفة في الإصلاح والتشغيل.. فهل نواكب العصر ونستعين بالخبراء والمتخصصين، ونكلف مكاتب لعمل دراسات جدوى خاصة في المحافظات ذات الكثافة السكانية والتي لا تمتلك ظهيرا صحراويا؟
ومن الممكن أن يتم تعديل تشريعي ليصبح النقل الأخضر ضمن كود بناء المدن الجديد: رأس الحكمة والعلمين وغيرهما، ليكون الانتقال للنقل الأخضر على عدة مراحل.
وبالنسبة للتمويل هناك كثير من الأفكار في ظل الاستقرار السياسي، فمن الممكن عمل اكتتاب على غرار قناة السويس ومشاركة المواطنين نظير أرباح تعادل أرباح البنوك، والكثير من الأفكار تحتاج فقط لمن يحرك المياه الراكدة في هذا الملف الحيوي الذي يخدم شريحة كبيرة من بسطاء الحال الباحثين عن الرزق الحلال.
أثق في الحكومة المصرية، وأحترم ما تقوم به من جهود في كثير من الملفات وطرحي لموضوع تطوير النقل الداخلي من باب رفع الروح المعنوية للمواطنين، وزيادة اللحمة المجتمعية، وتخفيف الأعباء المادية للدولة في دعم الوقود والتخفيف عن الأسر المصرية من زيادة أسعار المواصلات الخاصة وركوب أكثر من مواصلة للوصول إلى أعمالهم.. دمتم في نعمة الستر والصحة وتحيا مصر.
Trending Plus