نتنياهو بين السماء والقانون: مأزق بلا منقذ

رامى محيى الدين
رامى محيى الدين
رامى محيى الدين

في أعماق الفضاء، على بعد آلاف الكيلومترات فوق سطح الأرض، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تائه فى الفضاء، ينظر إلى الأرض متحسرا من نافذة مركبة فضائية، لكنه لم يكن يراها كما يراها أي سائح فضائي أو عالم فلك، بل يرى نفسه فى مأزق لا فكاك منه فرضه القانون الدولي والاتهامات المتصاعدة من المحكمة الجنائية الدولية بسبب الجرائم التي ارتكبها في غزة، فهرب إلى الفضاء بعد أن لفظته كل زاوية على الأرض حيث كانت تذكّره أن الهروب ليس خيارًا، وأن السماء من حوله لا تمنحه أي حماية، وأنه لا جاذبية هناك تمنع الحساب من الوصول إليه.

في الداخل الإسرائيلي، لم يكن المأزق أقل تعقيدًا، فقد أصبح نتنياهو مطاردًا سياسيًا وقانونيًا في آن واحد، بين خصومه داخل حزبه وداخل البرلمان، وبين التحقيقات المستمرة التي تزيد من ضغوطه اليومية، لم يجد أمامه سوى خيار واحد، وهو التوجه إلى الولايات المتحدة، بحثًا عن تدخل واشنطن كوسيط محتمل للحصول على عفو أو تخفيف العقوبات، معتمداً على النفوذ الأمريكي وقدرتها على ممارسة الضغط السياسي والدبلوماسي على تل أبيب، لكن حتى هذا الخيار لم يكن مضمونا، كل محاولة لإرسال رسائل أو الضغط عبر قنوات دبلوماسية كانت تُقرأ بعناية شديدة، وأي خطوة خاطئة قد تزيد من عزلة نتنياهو الداخلية، فالضغط السياسي، مهما كانت قوته، لا يمكنه أن يلغي قوانين الدولة أو المحكمة الجنائية الدولية، وما تبقى له هو محاولة موازنة بين تهديد المحاسبة القانونية، وصراع النفوذ الداخلي في إسرائيل، وبين أمل خجول في تدخل أمريكي قد يخفف من وطأة المأزق.

كان الموقف يحمل دلالات رمزية قوية: حتى أقوى القادة ليس لديهم ملاذ حقيقي من الحساب، والقوة السياسية أو الاقتصادية لا تقي من مسؤولياتهم القانونية، سواء على الأرض أو خارجها. كل لحظة في المدار كانت تذكّر نتنياهو بأن التاريخ والقانون والدبلوماسية الدولية لا تسمح لأي قائد بالفرار من المحاسبة، مهما حاول استغلال النفوذ أو الموارد الحيوية.

وبين المدارات والنجوم البعيدة، وبين النزاع القانوني والسياسي الداخلي والخارجي، بقي نتنياهو عالقًا في مأزق غير مألوف، قصة لم تُكتب في أي كتاب سياسي من قبل، ولكنه درس حي لكل من يعتقد أن القانون يمكن تجاوزه، أو أن المصالح يمكن استغلالها كغطاء للهروب، السماء لم تكن ملاذًا، والضغط السياسي لم يكن كافيًا، وما تبقى هو الحقيقة الصارمة: أن المسؤولية لا تُلغى، وأن الحساب حاضر دائمًا، مهما حاول القائد الابتعاد عن الأرض.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ألمانيا تحبط هجوما إرهابيا على سوق عيد الميلاد واعتقال 5 أشخاص

إحالة المتهم بالتحرش بالفنانة ياسمينا المصرى للجنايات

الدوري السعودي يستعد لاستقبال محمد صلاح.. والهلال يفتح خزائنه

ارتفاع حصيلة قتلى إطلاق النار على تجمع يهودى بسيدنى إلى 10 أشخاص

صدمة بعد إطلاق نار فى جامعة أمريكية.. الضحايا من الطلاب والمسلح لا يزال هاربا


صور الأقمار الصناعية.. تدفق للسحب مصحوبة بأمطار متفاوتة الشدة على هذه المناطق

صحيفة إنجليزية تحذر رونالدو من انتقال محمد صلاح إلى الدوري السعودي

سقوط 5 قتلى في إطلاق النار بأستراليا.. والشرطة تعلن مقتل أحد المنفذين

تفاصيل صادمة فى جريمة العمرانية.. أم تقتل طفليها بسلاح أبيض

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026


التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

مواعيد مباريات اليوم.. ألافيس ضد الريال ومان سيتي مع كريستال بالاس

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

الأهلي يتعهد بالسماح لمصطفى شوبير بالاحتراف الأوروبى.. اعرف التفاصيل

6 جواهر تتألق فى كأس عاصمة مصر مع الأهلي والزمالك والمصري

مواعيد مباريات اليوم الأحد 14-12-2025 والقنوات الناقلة

روبوت يختفى تحت جليد القطب الجنوبى 8 أشهر ويعود بمعلومات تثر الذعر.. ما القصة؟

مواعيد مباريات الزمالك فى بطولة كأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى