أعراض فيروس H1N1 عند الأطفال.. متى تصبح الأنفلونزا خطرا عليهم
قد تبدو نوبة الحمى أو السعال عند الطفل عرضًا عابرًا للبرد الموسمي، لكنها أحيانًا تخفي خلفها إصابة بفيروس أكثر شراسة، مثل فيروس H1N1، المعروف شعبيًا بإنفلونزا الخنازير. هذا الفيروس من سلالات الإنفلونزا التي تصيب الجهاز التنفسي وتنتقل بسرعة بين الأشخاص، وغالبًا ما تبدأ أعراضه بشكل بسيط ثم تتطور في بعض الحالات إلى مضاعفات تستدعي التدخل الطبي العاجل.
وفقًا لتقرير نشره vcuhealth، فإن الفيروس ينتقل أساسًا عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، كما يمكن أن ينتقل باللمس غير المباشر لأسطح ملوثة ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم. وتُظهر الدراسات أن الفيروس قادر على البقاء نشطًا على الأسطح لساعات، مما يزيد من احتمالات العدوى داخل البيئات المغلقة والمدارس.
الأطفال الأكثر عرضة للإصابة
رغم أن جميع الفئات العمرية يمكن أن تصاب بالفيروس، إلا أن الأطفال دون السنتين يمثلون الفئة الأكثر هشاشة، خصوصًا أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو أو اضطرابات المناعة. كذلك، تشير الإحصاءات إلى أن من تقل أعمارهم عن 25 عامًا أكثر عرضة للإصابة مقارنة بكبار السن، الذين قد يملكون مناعة جزئية بسبب تعرضهم لأنماط قديمة من الفيروس.
الأعراض الأولية للعدوى
تبدأ الأعراض عادة بعد يوم أو يومين من التعرض للفيروس، وتشمل ارتفاع الحرارة، القشعريرة، السعال، احتقان الأنف، والصداع.
إلى جانب ذلك، يعاني بعض الأطفال من آلام عضلية شديدة وإرهاق ملحوظ، وقد تظهر علامات على إصابة الجهاز الهضمي مثل الغثيان أو القيء أو الإسهال، وهي أعراض تميز إنفلونزا H1N1 عن نزلات البرد التقليدية.وفي بعض الحالات، تزداد شدة الأعراض تدريجيًا لتؤثر على التنفس أو تسبب التهابات في الرئة، وهو ما يستدعي مراقبة دقيقة من الأهل.
متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟
إذا تجاوزت درجة حرارة الطفل 38 درجة مئوية واستمرت لأكثر من يومين، أو ظهرت عليه صعوبة في التنفس، زرقة في الشفتين أو الوجه، خمول غير معتاد، أو قيء متكرر، فيجب التوجه للطبيب دون تأخير.
الأطفال الذين يبدون غير قادرين على الشرب أو لا يتفاعلون مع محيطهم معرضون لخطر الجفاف أو المضاعفات التنفسية الحادة. كما أن عودة الحمى بعد تحسن مؤقت من الإنفلونزا تُعد علامة إنذار لاحتمال وجود التهاب رئوي ثانوي.
تشخيص العدوى بدقة
يبدأ الطبيب عادة بجمع معلومات عن الأعراض ومدتها، ثم إجراء فحص سريري يتبعه مسحة من الأنف أو الحلق لتأكيد وجود الفيروس. ويُستخدم هذا التشخيص لتحديد ما إذا كانت الحالة تستدعي علاجًا دوائيًا أم يمكن الاكتفاء بالرعاية المنزلية.
دور الأدوية المضادة للفيروسات
لا يحتاج معظم الأطفال إلى علاج دوائي خاص، إذ يتعافى الجسم تلقائيًا بعد فترة قصيرة. ومع ذلك، في الحالات المتوسطة أو الشديدة، يمكن للطبيب أن يصف أدوية مضادة للفيروسات مثل أوسيلتاميفير لتقليل مدة المرض وتخفيف الأعراض، بشرط البدء بها خلال أول 48 ساعة من ظهور العلامات الأولى.
ويُحذر الأطباء من إعطاء الأطفال الأسبرين أثناء الإصابة بالإنفلونزا، نظرًا لاحتمال ارتباطه بمتلازمة خطيرة تُعرف باسم متلازمة راي.
الوقاية تسبق العلاج
اللقاح الموسمي الذي يحتوي على مكونات مضادة لفيروس H1N1 يظل وسيلة فعالة للوقاية، خاصة للأطفال والحوامل وكبار السن. كما أن الالتزام بغسل اليدين بانتظام، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية، والتهوية الجيدة في المنازل والمدارس، كلها إجراءات تقلل من فرص العدوى بشكل كبير.
Trending Plus