إدراج أداة الحياكة القديمة فى باراجواى باليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافى
بعد إدراج البونشو باراي ذي الستين خطاً في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل في عام 2023، حصل هذا العنصر التراثي على التمويل الذي كان ضرورياً بالنسبة إليه وسلَّط عليه الضوء وسوف تنظر اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي في دورتها العشرين التي سوف تُعقد في الهند خلال شهر ديسمبر في ترشيح 11 عنصراً آخر لإدراجها في هذه القائمة.
كانت الشعوب الأصلية في باراجواي ما قبل الاستعمار تصنع البونشو يدوياً بحياكة مواد طبيعية بطرق مميزة توارثتها عبر الأجيال؛ وقد برز البونشو ذو الستون خطاً خلال حرب الحلف الثلاثي التي دارت في ستينات القرن التاسع عشر ليكون رمزاً للقدرة على الصمود؛ واعتمد المقاتلون في بيريفيفاي، وهي واحدة من أوائل ساحات القتال الحضرية، على البونشو في التدفئة والحماية وحتى التمويه.
وبقي البونشو بعد الحرب مرافقاً للحياة اليومية والتقاليد الاحتفالية وقد أُقرَّت أهميته الثقافية رسمياً في عام 1901 عندما اعترف معرض الصناعات الحِرفية الباراجوايانية بالبونشو المصنَّع محليا.
الخيط بما يمثله من تراث
اعترفت اليونسكو بتقنيات الأجداد والتقنيات التقليدية لصنع "البونشو باراي" ذي الستين خطاً كتراث غير مادي في عام 2023، وأُدرج هذا العنصر في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل في العام نفسه.
يواجه البونشو بالفعل عدداً من الصعوبات، بدءاً من قلة عدد الحائكات وانتهاءً بالتكلفة المرتفعة للمواد الخام؛ فقد أرغم ارتفاع سعر الخيوط المستقدمة من بيرو في عام 2024 الحرفيات على إبطاء إنتاج البونشو، مما زاد في ندرته وقيمته، ومع ازدياد صعوبة الحصول على هذا النوع من الخيوط، أصبح الحفاظ على جودة البونشو من الناحية الصناعية والجمالية، من حياكة وقوة وألق، يتطلب الاستمرار في بذل جهود استثنائية.
معلمات الحرفة
تضطلع اليوم معلمات الحرفة مثل روزا سيجوفيا، التي حصلت على تقدير بوصفها ثروة وطنية حية لخبرتها وتفانيها، بنقل هذه المعارف لضمان الحفاظ عليها ووصولها إلى الأجيال المقبلة.
افتتحت روزا في عام 2019 في منزلها مدرسة لصون صناعة البونشو ذي الستين خطاً، حيث تدرِّب النساء على صناعة أجزاء البونشو الثلاثة، وهي الجسم والأطراف المتدلية والوشاح، إذ يتطلب صنع كلٍّ منها استخدام تقنيات فريدة من نوعها وقالت:"من واجبي الاستمرار في تعليم الأخريات، لأنني لا أريد أن تندثر هذه المعارف بعد موتي."
ممارسات جديدة تحتاج إلى صون عاجل
سوف تنظر اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي في دورتها العشرين التي سوف تُعقد في نيودلهي بالهند من 8 إلى 13 كانون ديسمبر في ترشيح 11 ممارسة أخرى لإدراجها في قائمة الصون العاجل.
ترشيحات عناصر مثل الفن الأوزبكي لصناعة آلة الكوبيز والعزف عليها ورقصة موازنديكا الروحية لمجتمع دايدا في كينيا تشدد على أنَّ التراث لا ينحصر في المعالم الأثرية والمناظر الطبيعية، وإنما يضمُّ أيضاً الممارسات والسرديات والمهارات التي ترسم ملامح الحياة اليومية وتضفي عليها المعنى.
وفضلاً عن النظر في ترشيح العناصر لإدراجها في قائمة الصون العاجل، سوف تدرس اللجنة ترشيحات 53 عنصراً لإدراجها في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، التي أصبحت تضمُّ أكثر من 780 ممارسة للتراث الحي من أكثر من 150 بلداً.
Trending Plus