الإعمار الجزئى فى غزة.. الأهداف والدلالات

حديث وجدل حول رغبة الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل بشأن خطط للإعمار الجزئي لمناطق في قطاع غزة، اللافت أن الإعلام العبرى يروج لهذا بكثافة خلال الفترة الماضية ما يؤشر إلى أن هناك إصرارا على تنفيذ فكرة تقسيم القطاع.

بالمناسبة هدف تقسيم القطاع بدأ منذ بداية الأزمة 7 أكتوبر 2023 بأسابيع قليلة، من خلال العمل على تنفيذ "خطة الجنرلات" التى استهدفت فصل شمال القطاع عن وسط وجنوب القطاع، وذلك من خلال نسف المنازل، وتدمير كامل وممنهج للبنية التحتية، وقتل كل مقومات الحياة، فضلا عن اعتبار كل من يُريد البقاء هدف إرهابى يتم تصفيته على الفور، وكان كل هذا بهدف تهجير 300 ألف فلسطينىى ووضعهم فى حالة نزوح..

وبالتالى، ما يحدث فى غزة الآن، مخطط استراتيجى وهو ما أكدته فيما بعد إطلاق خطة تسمى "عربات جدعون" وهدفها تقسيم أواصل القطاع، ثم يأتى الاتفاق الخاص بإنهاء الخرب والبدء فى تنفيذ بنود الاتفاق من خلال الانتقال من مرحلة إلى أخرى، ثم يتم البدء بالانسحاب حتى الخط الأصفر، لتصبح 53% من مساحة القطاع تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، ليأتى الحديث الآن عن إعمار جزئى يستهدف مناطق من بينها رفح الفلسطينية،

اللافت، أن حكومة بنيامين نتنياهو وافقت على تمويل مخطط الإعمار الجزئى، ما يطرح تساؤلا كبيرا ويضع علامة استفهام كبرى، حيث يتساءل الجميع، هل يعقل أن تدفع تل أبيب تكاليف إزالة الأنقاض من قطاع غزة، وأن تتحمل مسؤولية العملية الهندسية الضخمة وهى من تتعنت فى كل شئ وتمارس وترتكب أعمال إبادة جماعية بشهادة محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية؟

لكن،بدأت الأمور تتكشف بعد الحديث أن هذا يأتى بعد طلب من الولايات المتحدة الأمريكية، للبدء بإخلاء منطقة في رفح جنوبي القطاع من أجل إعادة إعمارها، اتضح الهدف والمغزى..

إذن، الفخ الذى يجب الانتباه إليه أن تكون إسرائيل مطالبة بإزالة أنقاض قطاع غزة بأكمله، في عملية تستمر سنوات بتكلفة إجمالية تزيد على مليار دولار، فيما ترغب الولايات المتحدة في البدء بإعادة إعمار رفح، على أمل أن تجعلها نموذجاً ناجحاً لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتأهيل القطاع، وبالتالي جذب العديد من السكان من مختلف أنحائه، على أن يعاد بناء المناطق الأخرى في مراحل لاحقة.. تطرح مع تحركات إسرائيلية لتعطيل المرحلة الثانية بدعوى أهمية البدء في نزع سلاح القطاع أولاً، حتى تنتهى إسرائيل من الدائرة المغلقة وهى إنهاء المقاومة ومشروعها فى غزة، وتحقيق هدفها بالتهجير بأى شكل من الأشكال..