ذكرى ميلاده.. كيف كانت حياة نوستراداموس؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد نوستراداموس الذى ولد في مثل هذا اليوم الرابع عشر من ديسمبر قبل أكثر من خمسة قرون وقد كان طبيبًا فرنسيًا ومنجمًا وصاحب رؤى مستقبلية، تلقّى تعليمه في الطب واكتسب خبرة واسعة في علاج ضحايا الطاعون، مما أكسبه سمعة علمية رفيعة، واتجه إلى التنجيم والعرافة، واشتهر بكتاب "النبوءات" (Les Prophéties)، الذي نُشر لأول مرة عام 1555، ويضم 942 رباعية شعرية كتبت بأسلوب رمزي غامض، تتناول موضوعات الحرب والكوارث الطبيعية والاضطرابات السياسية والتحولات الاجتماعية.
كان نوستراداموس المولود فى 14 ديسمبر 1503 طبيبًا وكان مثقفًا وعرف عنه استعماله وسائل علاجية طبية عربية مثل الحجامة وغيرها، وكثيرًا ما قال بنفسـه عن نبوءاته إنها جاءت مفاجئة له.
وكان نوستراداموس يستعمل الماء فى قراءة المستقبل، فينظر فى إناء مملوء بالماء الصافى ويتأمل ما سيحدث ليكتبه شعرًا موزونًا فيما بعد، وكانت نبوءاته قد انتشرت كثيرًا فى حياته، وفى كتابه "النبؤات" قال إن قائدًا عظيمًا سيهزم فى واترلو، فى الزمان المحدد، فكانت هزيمة نابليون بونابرت الشهيرة الذى تنبأ له نوستراداموس باحتراق أسطوله الفرنسى فى مياه الإسكندرية فى مصر، فقال: "يغرق الأسطول بالقرب من البحر الأدرياتيكى، ومصر تهتز كلها، والدخان يتصاعد ويحتشد المسلمون".
وظهر كتاب "النبؤات" أول مرة فى العام 1555، فصنع له شهرته الواسعة، وانتشر انتشارًا واسعًا فى العالم وتناقلته الأجيال، ولا تزال تطبع نسخه على مدار العام بلغات عدّة، مات نوستراداموس بعد 11 عامًا فى سنة 1566 وتم دفنه واقفًا فى حائط كنيسة سالون، ونبش قبره فى الثورة الفرنسية، ولكن أعيد دفنه من جديد فى كنيسة سانت لورن وما يزال ضريحه قائما حتى اللحظة.
نوستراداموس والدين
بعد اعتناق أسرته للمسيحية وتحوله ليكون مسيحيا كاثوليكيا كان من الطبيعى أن يتعمق فى دراسة الإنجيل وأسفار العهد الجديد حتى ينفى عن نفسه وأسرته أى شبهة تعلق باليهودية حيث لا يخفى على أحد أنهم تحولوا إلى المسيحية من اليهودية لا اعتقادا بصدق المسيحية، ولكن لينجوا بأنفسهم من الويلات التى تعرض لها اليهود فى (أوروبا) فى زمانهم.
خوف والد نوستراداموس على ولده من اتهامه بالهرطقة حين جهر بتأييد نظرية ديفيد كوبرنيكوس حول كروية الأرض.. ما دعاه لإرساله إلى مونبلييه الفرنسية لدراسة الطب هربا من مطاردة محاكم التفتيش.
وفى عام 1538 اتهم بالهرطقة لأنه أبدى ملحوظة دون قصد قبل ذلك بسنين وقد نقلت هذه الملحوظة للسلطات، فقد علق نوستراداموس على عامل يقوم بصب تمثال برونزى للعذراء بأنه إنما كان يصنع الشياطين. ومع أنه كان يقصد ما يفتقر إليه التمثال من عنصر جمالى، وهكذا أرسلت محكمة التفتيش فى طلبه من أجل أن يذهب إلى تولوز، فشرع نوستراداموس فى التطواف من جديد، مبتعداً قدر الإمكان عن سلطات الكنيسة على مدى السنوات الست التالية، وفى هذه الفترة ذهب إلى البندقية وصقلية.
Trending Plus