قنبلة القروض الطلابية.. ملايين الأمريكيين يسقطون في فخ التعثر
كشفت تطورات حديثة عن موجة تعثر غير مسبوقة في سوق القروض الطلابية بالولايات المتحدة، بعد انتهاء فترة السماح التي فُرضت خلال جائحة كورونا، حيث تخلف أكثر من 9 ملايين مقترض عن سداد قسط واحد على الأقل خلال عام واحد، في سوق ديون يتجاوز حجمه 1.7 تريليون دولار. هذا الارتفاع المفاجئ وضع القروض الطلابية في صدارة مصادر القلق المالي داخل الاقتصاد الأمريكي، بعدما ظلت لسنوات مؤجلة خلف إجراءات الطوارئ.
استثناء سلبي في مشهد ديون الأسر
في الوقت الذي شهدت فيه معظم القروض الأسرية استقرارًا نسبيًا في معدلات السداد، برزت القروض الطلابية كحالة شاذة، مع تضاعف نسب التأخر عن السداد لأكثر من 30 يومًا مقارنة بما قبل الجائحة. ويعكس هذا الوضع هشاشة بنيوية في قدرة شريحة واسعة من الخريجين على العودة السلسة إلى الالتزامات المالية، خاصة في ظل تباطؤ سوق العمل وتراجع فرص التوظيف الجيد.
الخريجون الجدد في عين العاصفة
تزامنت موجة التعثر مع ضغوط متزايدة على الخريجين الجدد، الذين يواجهون سوق عمل أقل ديناميكية وأجورًا لا تواكب أعباء الديون. وتشير مؤشرات اجتماعية واقتصادية إلى أن القدرة على تحمل التكاليف أصبحت العائق الأكبر أمام الاستمرار في السداد، بينما لا يزال قطاع واسع من المقترضين يترقب مصير برامج الإعفاء أو إعادة الجدولة.
صدمة ائتمانية واسعة التأثير
أدى استئناف الإبلاغ الائتماني إلى نقل ملايين المقترضين دفعة واحدة إلى خانة المتعثرين، ما تسبب في تراجع حاد في درجاتهم الائتمانية بمتوسط يقارب 100 نقطة. هذا الانخفاض دفع أعدادًا كبيرة إلى فئات ائتمانية ضعيفة، مهددًا قدرتهم المستقبلية على الحصول على تمويل لشراء منازل أو سيارات، حتى في الحالات التي عاد فيها بعضهم لاحقًا إلى وضع السداد المنتظم.
تعافٍ جزئي وندوب طويلة الأمد
ورغم نجاح نحو ثلث المتعثرين في تصحيح أوضاعهم الائتمانية خلال فترة قصيرة، فإن الآثار السلبية لا تزال قائمة، حيث تشير البيانات إلى أن الضرر الائتماني قد يستمر لسنوات. اللافت أن التراجع لم يقتصر على أصحاب التصنيفات الضعيفة، بل طال أيضًا مقترضين كانوا يتمتعون بسجل ائتماني ممتاز قبل انتهاء مهلة السماح.
هل أسيء إدارة العودة إلى الواقع؟
تطرح هذه التطورات تساؤلات جدية حول كيفية إدارة الانتقال من سياسة التيسير الشامل إلى استئناف السداد الكامل. فبينما اعتُبرت إجراءات التجميد خلال الجائحة ضرورية، يرى مراقبون أن غياب خطة تدريجية واضحة للعودة أسهم في تفجير موجة التعثر، ما جعل القروض الطلابية واحدة من أخطر القنابل المؤجلة داخل الاقتصاد الأمريكي.
Trending Plus