واشنطن بوست: «المحاربين القدامى» تستعد لإلغاء 35 ألف وظيفة بشكل مفاجئ

تستعد وزارة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية لإلغاء ما يصل إلى 35 ألف وظيفة في مجال الرعاية الصحية بشكل مفاجئ هذا الشهر، معظمها وظائف شاغرة تشمل أطباء وممرضين وموظفي دعم، وذلك بحسب مذكرة داخلية وموظفين في الوزارة ومساعدين في الكونجرس.

وأشارت المذكرة التي حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بشكل حصري إلى أن قادة الوزارة أصدروا تعليماتهم للمديرين عبر إدارة صحة المحاربين القدامى، وهي ذراع الرعاية الصحية للوزارة، لتحديد آلاف الوظائف الشاغرة التي يمكن إلغاؤها بينما حذر الموظفون من أن الإلغاء سيزيد الضغط على النظام المجهد بالفعل، مما يساهم في إطالة أوقات الانتظار للحصول على الرعاية.

وتأتي التخفيضات بعد جهود إعادة التنظيم الضخمة التي أدت بالفعل إلى فقدان ما يقرب من 30 ألف موظف هذا العام كما يأتي هذا القرار بعد أن تراجع وزير شؤون المحاربين القدامى، دوجلاس كولينز، تحت ضغط سياسي من الكونجرس، عن خطة لخفض 15 بالمائة من القوى العاملة في الوزارة من خلال عمليات الفصل الجماعي.

وبدلًا من ذلك، خسرت الوزارة هذا العام نحو 30 ألف موظف نتيجة عروض التقاعد المبكر والاستقالات الطبيعية.

وتأمل الوزارة أن تؤدي التخفيضات إلى خفض القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية إلى ما لا يقل عن 372 ألف موظف، أي انخفاض بنسبة 10 بالمائة عن العام الماضي، وفقًا لمذكرة تمت مشاركتها مع القادة الإقليميين الشهر الماضي وحصلت عليها صحيفة واشنطن بوست.

وتم التركيز على تفاصيل التخفيضات في الأيام الأخيرة، وفقًا لـ 17 موظفًا في وزارة شؤون المحاربين القدامى ومساعدين في الكونجرس تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنه لم يكن لديهم إذن بمشاركة الخطط.

وأكد المتحدث باسم وزارة شؤون المحاربين القدامى، بيت كاسبروفيتش، التخفيضات المخططة للوظائف الشاغرة. وقال إن نظام الرعاية الصحية يلغي حوالي 26400 من وظائفه المفتوحة، والتي وصفها بأنها "في الغالب كانت في وقت كوفيد والتي لم تعد ضرورية".

ومن جانبها، قال توماس دارجون، نائب المستشار العام للنقابة الأمريكية لموظفي الحكومة، الذي يمثل أكثر من 320 ألف موظف في وزارة شؤون المحاربين القدامى، إن النقابة لم تتشاور مع الوزارة بشأن التخفيضات ولكنها سمعت عن مخاوف أعضائها.

وقال دارجون: "لقد عانت وزارة شؤون المحاربين القدامى من نقص مزمن في عدد الموظفين لسنوات، ومن الواضح أن الموظفين سيواجهون وطأة أي تخفيضات أخرى في الوظائف أو إعادة تنظيم تؤدي إلى اضطرار الموظفين إلى القيام بمزيد من العمل بموارد أقل".

وقالت شاردا فورنارينو، وهي ممرضة في وزارة شؤون المحاربين القدامى بولاية كولورادو ورئيسة فرع نقابة الممرضات محليًا، إن منشأتها لا تزال تعاني نقصًا في الكوادر اللازمة لمواكبة الطلب، ودعت المشرعين إلى إعادة العمل بحق التفاوض الجماعي حتى يتمكن الممرضون من المطالبة بظروف عمل أكثر أمانًا.. غير أن تمرير هذا الإجراء يبدو غير مرجح في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

وتابعت فورنارينو: "سنواصل بذل المزيد من الجهد بموارد أقل، سنستمر في العمل فوق طاقتنا."

وفي الوقت نفسه، قال أحد موظفي وزارة شؤون المحاربين القدامى إنه في قسم الصحة العقلية وحده، كان هناك 78 وظيفة مفتوحة اعتبارًا من هذا الشهر - نصفها تقريبًا سيختفي الآن. وأشار الموظف إلى أن المحاربين القدامى في منطقة سان دييجو ينتظرون حاليًا ما بين 60 و90 يومًا للوصول إلى خدمات الصحة العقلية من فيرجينيا.

وقال الموظف إن الموظفين مرهقون بالفعل بعد عام صعب، ويعتمدون على التعزيزات، موضحا :" نحن جميعًا نقوم بعمل الآخرين للتعويض، إن فكرة عدم وصول التعزيزات هي في الحقيقة مخيبة للآمال حقًا."