الأمم المتحدة تعرب عن مخاوفها إزاء الأوضاع المتدهورة لعشرات الآلاف من المحاصرين فى الفاشر.. وتؤكد: معاناة مروعة للغاية والمصير المجهول.. ومسئول أممي: انقطاع شبكات الاتصالات يحول دون الوصول إلى الحقائق
أعربت وكالات وبرامج منظمة الأمم المتحدة عن مخاوفها حول مصير عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يُعتقد أنهم ما زالوا محاصرين في مدينة الفاشر السودانية، وحذرت منظمات الإغاثة الأممية من أن مقومات البقاء على قيد الحياة في المدينة قد دمرت تماما. و أفادت وكالات أممية ان انقطاع الاتصالات يحول دون الوصول الي المعلومات من أرض الواقع للأوضاع الإنسانية في الفاشر.
الأغذية العالمي: الأوضاع الإنسانية لـ100 ألف من المحاصرين في الفاشر " مروعة "
من جانبه قال مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، روس سميث، إن المعلومات القليلة المتوفرة حاليا عن الأوضاع في الفاشر مروعة للغاية، مؤكدا أن ما بين 70 و100 ألف شخص قد لا يزالون محاصرين داخل المدينة.
وأكد المسؤول الأممي علي ضرورة تأمين الوصول الإنساني والذي اعتبره أولوية ملحة في ظل انقطاع شبكات الاتصالات الذي حال بشكل كبير دون التواصل مع من لا يزالون داخل الفاشر لافتا ان شهادات الناجين تصف المدينة بأنها مسرح جريمة مليء بعمليات القتل الجماعي والجثث المحروقة والأسواق المهجورة.
وأشار سميث إلى أن من تمكنوا من الفرار من الفاشر خاطروا بحياتهم على طرق مليئة بالألغام والذخائر غير المنفجرة وقد وصل كثيرون إلى مأوى في منطقة طويلة، التي كانت حتى وقت قريب بلدة صحراوية صغيرة، لكنها أصبحت الآن مخيم نزوح ضخم مترامي الأطراف يضم أكثر من 650 ألف نسمة، فيما لجأ نازحون آخرون إلى منطقة الدبة في الولاية الشمالية.
وأضاف المسؤول الأممي أن هذه عائلات عانت من المجاعة لأشهر طويلة، وتعرضت لفظائع جماعية، وتعيش الآن في ظروف معيشية مكتظة مع دعم محدود للغاية مضيفا أنه لا يوجد مأوى كافٍ للناس، ويضطر الكثيرون إلى الإقامة في مساكن مؤقتة للغاية عبارة عن أكواخ من القش والأعشاب وغيرها. كما أن وباء الكوليرا والأمراض الأخرى منتشرة على نطاق واسع.
الأمم المتحدة: نقص الطعام يجبر المحاصرين في الفاشر على أكل علف الحيوانات
من جانبها حذرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن تلك المحنة أجبرت الناس على تناول قشور الفول السوداني وعلف الحيوانات، بينما أظهرت لقطات الأقمار الصناعية بقع دماء ناجمة عن عمليات قتل جماعي للمدنيين وإعدامات على أساس قبلي. وحتى الآن لم تستطع فرق الإغاثة من الوصول إلى المدنية.
فيما حذر المتحدث باسم الأمم المتحدة من انعدام الامن الغذائي الحاد الذي يهدد السودانيين حيث إن نتائج تقييم حديث أجرته إحدى المنظمات الشريكة للأمم المتحدة لأكثر من 1200 أسرة أشار إلى انعدام حاد في الأمن الغذائي، ناجم عن ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 500% وانهيار سبل العيش على نطاق واسع مضيفا أنه تعتمد العديد من الأسر الآن على استعارة الطعام، أو تفويت وجبات الطعام، أو بيع ما تبقى لديها من ممتلكات للبقاء على قيد الحياة مشددا علي ضرورة وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق ومستدام إلى جميع أنحاء السودان.
Trending Plus