خريطة أولويات واشنطن.. وما يجب الانتباه إليه أوروبيا وعربيا

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

لا أحد ينكر أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تسبب  فى قلب النظام الجيوسياسي الدولي رأسا على عقب، وفرض مواقف غير معهودة للإدارة الأمريكية في ملفات داخلية وخارجية، سواء بقرارات مثيرة للجدل أو تحركات أتت من أجل الاستقرار إلا أنها وصفت بأنها استثمار في الصراع، والعنوان الأبرز دائما "أمريكا أولا"، لذلك كان هناك اهتمام واسع بوثيقة الأمن القومى الأمريكي الجديدة وخريطة الأولويات، وبات السؤال الأبرز كيف ستتعامل واشنطن مع الشرق الأوسط ومع روسيا ومع الصين، ومع أوروبا..؟

أيا كان الأمر، ما نود أن نسلط الضوء عليه في هذا المقال، أن هذه الوثيقة الجديدة بمثابة إعادة للحسابات الأمريكية بشأن الهيمنة والقيادة العالمية، فالانتقال من معانٍ تقليدية إلى تصورات جديدة في إدارة العالم أمر بالغ الحساسية، وقد تكون انعكاساته كبيرة، ليس فقط على الدول التي بها صراعات أو تحت الحماية الأمريكية وإنما الانعكاسات ستكون أكثر قوة وتأثيرا للدول ذات التبيعة، والتي اعتقدت لعقود أنها في تحالف استراتيجى مع الولايات المتحدة، فعاشت في تبعية مُطلقة، وهنا الأصابع تشير إلى أوروبا، رغم عدم التطرق إليها في هذه الوثيقة، وما يُعزز هذا التصور وتلك الطرح، لأن الإشارة إلى روسيا باعتبارها قوة عظمى ذات نفوذ في حد ذاته إشارة إلى أوروبا ومستقبلها مع واشنطن، ولأنه بلغة بسيطة خطاب ترامب والتهديد بالتخارج من المنظمات الأممية باعتبارها عبء، وكذلك موقفه من حلف الناتو ، يؤكد أيضا أن النظر إلى الاتحاد الأوروبى بأنه أصبح في رفاهية وثراء على حساب واشنطن، وهو ما لم ينبغي أن يكون مستقبلا.. وهذا يعنى بالدرجة الأولى مزيد من التبعية ودفع ثمن تلك الرفاهية والثراء..
 
أما القول بأن بشأن الشرق الأوسط لم يعد محور السياسة الأمريكية، لأنه لم يعد مصدراً دائماً للخطر، هذا ما يجب الانتباه إليه، خاصة أن رسالة السيطرة والهيمنة عن طريق الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان عهد ولّى، وهو ما يعنى إنهاء سياسة فرض الديمقراطية وقبول الأنظمة كما هي والحفاظ على شراكات أمنية واقتصادية دون تدخل مباشر، حتى لا يكون هذا عبئاً أيديولوجياً ضاراً كما كان وفق تصورات وحسابات ترامب، بصرف النظر عن التناقضات الترامبية.


الأمر الآخر، الذى يجب الانتباه إليه، أن أن نفهم أن الوثيقة تدعو إلى تقليص الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، وتراجع الاهتمام الأمريكي، إنما ما يحدث - فى حقيقة الأمر - هو تمكين لإسرائيل فى السيطرة على الشرق الأوسط، باعتبارها وكيلا أو حليفا أمريكيا، وهو ما يؤكده ويعززه الدعم اللامحدود لتل أبيب، وبالمناسبة إسرائيل باتت تقترب من هذا السيطرة، لكن يتبقى أن يقدم لها حلفاء واشنطن من المنطقة المساعدة وهو ما يسعى إليه ترامب الآن، في ظل الاستثمار في كل صراعات الشرق الأوسط.


لذلك – اعتقاد ى – أن هذا جرس إنذار وناقوس خطر، لابد أن تتفهمه دول المنطقة في الشرق الأوسط وخاصة عربيا، وكذلك أوروبيا التي لها مصالح كبيرة في المنطقة الشرق أوسطية والأفريقية، ونموذجا أن الوثيقة نفسها تنص على عدم السماح لأي قوة معادية للمصالح الأمريكية بأن تسيطر على المنطقة، بدون الإشارة إلى أية قوة محددة.. ولأن إسرائيل حال القيام بهذا الدور المأول فلن يهما إلا مصالحها ومخططاتها وحتى ولو على حساب حلفائها في الغرب والشرق.. وهو ما يجب الانتباه إليه جيدا ..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة


أموالها ليست إرثا.. خبراء يحسمون الجدل القانوني حول استغلال ممتلكات الزوجة

كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال


ماذا قال عمر متولى عن والدته الراحلة شقيقة الزعيم عادل إمام.. فيديو

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

وكالة الفضاء المصرية تُعلن نجاح إطلاق وتشغيل القمر الصناعي المصرى SPNEX

الأهلى يضع اللمسات الأخيرة على صفقة يوسف بلعمرى

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

أمن الإسماعيلية يحبط محاولة خطف طفلة من إحدى القرى السياحية

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى