سباق الملاجئ النووية يتصاعد بين الدول الأوروبية.. خطة ألمانية سرية تشعل القارة.. استعدادات غير مسبوقة لسيناريو حرب عالمية ثالثة.. عودة ذعر الحرب الباردة بنسخة 2025.. وسويسرا تملك أكبر شبكة ملاجئ نووية فى العالم
تشهد أوروبا واحدة من أكثر لحظات القلق الاستراتيجي منذ نهاية الحرب الباردة، بعد تقارير رسمية كشفت عن دخول ألمانيا في سباق محموم لإعادة تأهيل آلاف الملاجئ النووية القديمة وبناء منشآت حماية جديدة بتكاليف مليارية، في خطوة وُصفت بأنها تحوّل دفاعي غير مسبوق يعكس مستوى متصاعدًا من المخاوف الأمنية.
ألمانيا تُعيد فتح ملف الملاجئ النووية… والسرية تثير الرعب
بحسب صحيفة "الكونفدنثيال" الإسبانية، بدأت برلين تنفيذ برنامج ضخم لإحياء منظومة الدفاع المدني، يتضمن:
فحص الملاجئ المهجورة منذ عقود
إعادة اختبار أنظمة التهوية والحماية
تخصيص ميزانيات هائلة لتشييد بنية تحتية قادرة على حماية المدنيين من تهديد نووي أو إشعاعي محتمل، ورغم أن الحكومة لم تصدر أي بيان رسمي يوضح أسباب الاستعجال، فإن مسؤولين أوروبيين سرّبوا للإعلام أن الخطوة جاءت نتيجة تقديرات أمنية غير معلنة، وهو ما زاد الغموض وأشعل التكهنات حول وجود تهديد لا يزال بعيدًا عن أعين الرأي العام.
وتتزامن هذه الخطوات مع تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن محطة تشرنوبل في أوكرانيا، حيث أفادت بأن الهيكل المعدني الذي يغطي المفاعل فقد جزءًا من وظائفه الأساسية بعد الهجوم العسكري في فبراير الماضي، ما أعاد ذكريات كارثة 1986 إلى الواجهة.
عودة ذعر الحرب الباردة بنسخة 2025
لم تكن ألمانيا وحدها في دائرة الحركة. فبحسب الصحيفة الإسبانية، بدأت عدة دول أوروبية اتخاذ إجراءات مشابهة بهــدوء، في مشهد وصفه مراقبون بأنه عودة رسمية لذعر الحرب الباردة لكن بملامح القرن الحادي والعشرين.
يقول خبراء أمنيون إن حجم المشروع وسرعة التنفيذ يشيران إلى تحول استراتيجي كبير قد يعيد تشكيل بنية الأمن القومي الأوروبي خلال السنوات المقبلة.
فنلندا… الدولة الأكثر جاهزية لحرب نووية محتملة
تتصدر فنلندا قائمة الدول الأكثر استعدادًا. فالحكومة تعلن بوضوح أنها تتعامل مع احتمالات حرب عالمية ثالثة كأمر يجب الاستعداد له، وقد رفعت بالفعل ميزانية الدفاع لتصل إلى 3% من الناتج المحلي بحلول 2029.
كما تملك فنلندا شبكة من 50,500 ملجأ تحت الأرض، قادرة على حماية 85% من السكان ويمكن تجهيزها خلال 72 ساعة فقط، وتشمل: حمامات سباحة، و صالات رياضية، و مناطق لعب، و أنظمة مقاومة للانفجارات والإشعاعات والغازات الكيميائية، هذا النموذج الفنلندي أصبح الأكثر إلهامًا للدول الأوروبية في ظل تصاعد التوترات العالمية.
سويسرا: أكبر شبكة ملاجئ نووية في العالم
على الرغم من حيادها التاريخي، تعد سويسرا اليوم الدولة الأكثر تحصينًا في أوروبا، إذ تمتلك:370 ألف ملجأ نووي فعال، وهو عدد يكفي لإيواء كامل عدد السكان الذي لا يتجاوز 9 ملايين نسمة، وأطلقت الحكومة السويسرية مشروعًا جديدًا لاستعادة وتأهيل الملاجئ القديمة بتكلفة 250 مليون دولار لضمان جهوزيتها لأي صراع واسع النطاق. ويرى المسؤولون السويسريون أن الحفاظ على هذه الشبكة من الملاجئ ليس استعدادًا للحرب، بل استثمار في السلام.
إسبانيا: قفزة 200% في بناء المخابئ
تشهد إسبانيا طلبًا متزايدًا على بناء الملاجئ الخاصة بنسبة 200%، خصوصًا بعد التوترات العالمية وتوصية المفوضية الأوروبية بضرورة امتلاك المواطنين مخزونًا للطوارئ يكفي 72 ساعة. وتكشف شركات بناء الملاجئ عن طفرة غير مسبوقة في الطلب، حيث تؤكد شركة "VIP Bunker" أنها تتلقى 60 مكالمة في الساعةمع أسعار تبدأ من 100 ألف يورو للمأوى الواحد. كما تؤكد شركات أخرى أن الأسواق الإسبانية قد تلحق بالنموذج الأمريكي من حيث الاهتمام بالملاجئ الخاصة.
هل نحن أمام بداية سباق تسلّح نووي جديد؟
تصاعد التوتر بين روسيا والغرب، والحرب الجارية في أوكرانيا، والأزمة بين إسرائيل وإيران، وتنامي سباق التسلح العالمي، كلها عوامل جعلت أوروبا تشعر أن التهديد النووي لم يعد مجرد سيناريو نظري.
ومع دخول ألمانيا وسويسرا وفنلندا وإسبانيا على خط تحديث الملاجئ، يرى محللون أن القارة تعيش:أكبر موجة تحصين نووي منذ عام 1989، وتشير هذه التحركات إلى أن أوروبا تتجه نحو مرحلة دفاعية جديدة عنوانها الأساسى استعدّ لأسوأ الاحتمالات… حتى وإن كنت تأمل ألا يأتي.
Trending Plus