رئة الأرض على شفا كارثة تاريخية.. درجات الحرارة والجفاف غير مسبوقين منذ 10 ملايين سنة فى غابات الأمازون.. ملايين الكائنات الحية فى مواجهة الانقراض والجفاف الشامل.. فما الجهود المتبعة للحفاظ على ما تبقى؟
يواجه الأمازون، المعروف باسم رئة الأرض، أزمة بيئية غير مسبوقة تهدد استقراره كأحد أهم نظم الحياة على كوكبا، ولم تسجل درجات الحرارة والجفاف التي تشهدها الغابات المطيرة حاليا منذ 10 ملايين عام، وفقا لأحدث الدراسات المناخية والأبحاث البيئية، وهذه المؤشرات تشير إلى أن الأمازون يقترب من نقطة تحول قد تحدث آثارا كارثية على النطاق المحلى والعالمى.
موطنا لأكثر من 400 مليار شجرة
وتعد الغابة المطيرة الأمازونية موطنًا لأكثر من 400 مليار شجرة وملايين الأنواع الحيوانية والنباتية الفريدة ، تعتمد ملايين المجتمعات المحلية على المياه والغذاء الذي توفره الغابة بشكل مباشر. ومع ارتفاع درجات الحرارة وتناقص الهطول المطري، بدأت أجزاء كبيرة من الغابة تتحول تدريجيًا إلى مناطق شبه جافة، وهو ما يعرف بـ التصحر المدارى، و.إذا استمر هذا الاتجاه، فإن الغابة قد تتحول من مخزن ضخم للكربون إلى مصدر لانبعاثات الكربون، ما يزيد من تسارع الاحتباس الحراري العالمي.
تزايد الجفاف وارتفاع الحرارة
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة إنفوباى الأرجنتينية فإن التغير المناخي، إضافة إلى إزالة الغابات غير القانونية، يمثل عاملين رئيسيين في تزايد الجفاف وارتفاع الحرارة، فإزالة الأشجار تقلل من قدرة الغابة على إنتاج الرطوبة والحفاظ على دورة الأمطار الداخلية، ما يؤدي إلى ما يُعرف بـ حلقة التغذية الإيجابية، حيث كل هكتار يتم قطعه يزيد من الجفاف ويجعل المنطقة أكثر عرضة للحرائق. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة مقلقة فى حرائق الغابات، بعضها مفتعل لأغراض الزراعة وقطع الأخشاب، مما يفاقم أزمة الغابة ويهدد التنوع البيولوجي.
مستويات غير مسبوقة من الحرارة والجفاف
الأبحاث الحديثة تكشف أن بعض مناطق الأمازون وصلت بالفعل إلى مستويات حرارة وجفاف غير مسبوقة منذ 10 ملايين عام، ما يعكس تغيرًا بيئيًا لم تشهده الأرض فى العصور الحديثة. العلماء يحذرون من أن استمرار هذه الظروف قد يؤدى إلى فقدان كميات هائلة من الكربون المخزن فى التربة والنباتات، وهو ما سيؤدى إلى تسريع الاحتباس الحرارى العالمى وارتفاع درجات الحرارة على نطاق كوكبي.
من الناحية الاجتماعية، يتأثر السكان الأصليون الذين يعتمدون على الغابة كمصدر أساسى للغذاء والماء. كما أن المجتمعات الحضرية المحيطة بالأمازون تواجه مشاكل فى الزراعة وإمدادات المياه نتيجة انخفاض الأمطار وتغير مواسم الرياح الموسمية.
420 ألف طفل تأثر بالجفاف ونقص المياه
الأزمة لم تكن بيئية فحسب، بل إنسانية أيضًا، فقد أدى انخفاض منسوب الأنهار إلى عزل آلاف الأسر الريفية عن المياه والغذاء ووسائل النقل. تقرير صادر عن اليونيسف فى نوفمبر 2024 أشار إلى أن أكثر من 420 ألف طفل تأثروا بالجفاف ونقص المياه فى البرازيل، فيما توقفت الدراسة فى 1,700 مدرسة وتعطلت خدمات 760 مركزًا صحيًا بسبب صعوبة الوصول إليها.
جهود الحفاظ على الأمازون
جهود الحفاظ على الأمازون تشمل تعزيز قوانين منع قطع الأشجار، إعادة التشجير، مراقبة حرائق الغابات، وتشجيع السياسات المستدامة للزراعة والصناعة. ومع ذلك، يظل الضغط السياسى والاقتصادى على الغابة كبيرًا، مما يجعل الحلول الحالية غير كافية لمواجهة هذا التحدى البيئى الفريد.
خلاصة القول، الأمازون لم يكن يومًا أكثر هشاشة مما هو عليه اليوم. التغير المناخى، الجفاف المتزايد، وقطع الأشجار غير القانونى يهددون نظامًا بيئيًا معقدًا ومتنوعًا. الحفاظ على الأمازون لم يعد خيارًا بيئيًا فحسب، بل ضرورة للبشرية جمعاء، لأنه يمثل مفتاح التوازن المناخى والمائى للكوكب بأسره. الوقت ضيق، وكل يوم يمر دون إجراءات صارمة يجعل رئة الأرض أقرب إلى نقطة اللاعودة، ويزيد من احتمالية فقدان ملايين الأنواع الحيوية وتهديد الأمن الغذائى والمائى للبشر على مستوى العالم.
Trending Plus