شفرة سرية لمنظمة كو كلوكس كلان.. كيف انتشرت فى الجنوب الأمريكى؟

بالنظر إلى السنوات التي تلت الحرب الأهلية الأمريكية، رأى العديد من الباحثين أن النسخة الأولى من منظمة كو كلوكس كلان كانت عبارة عن مجموعة من الجماعات المحلية من الرجال البيض الغاضبين الذين ظهروا فجأة لممارسة العنف العنصري دون تنسيق يُذكر، لكن المؤرخ برادلي د. بروكتور يجادل بأن رسالة مشفرة من رجل جنوبي ثري إلى شقيقه ترسم صورة مختلفة.

وجهات نظر

بدأت جماعة كو كلوكس كلان في بولاسكي، تينيسي، حيث شكّلت مجموعة من الشبان المنتمين لعائلات بيضاء مرموقة، عام 1866، منظمة أخوية ذات أزياء غريبة وطقوس وألقاب مميزة، ومع صعود الحزب الجمهوري إلى السلطة في الولاية، مهددًا عودة الحكم الأبيض بعد الحرب الأهلية، بدأت الجماعة في ترويع الجمهوريين والمواطنين السود عمومًا.

لكن كيف انتشرت جماعة كو كلوكس كلان في الجنوب؟ هل كانت مجرد جماعات محلية من أنصار تفوق العرق الأبيض تستلهم أفكارها من التقارير الإعلامية حول العنف في تينيسي؟

الرسالة التي يحقق فيها بروكتر - وهي واحدة من عدد محدود جدًا من الوثائق التي تعود إلى حقبة إعادة الإعمار في كو كلوكس كلان - تأتي من مجموعة إيريديل جونز، نجل عائلة ناشطة سياسيًا من ملاك العبيد في كارولاينا الجنوبية، خدم في جيش الولايات الكونفدرالية ثم في كو كلوكس كلان، مؤرخة في 23 أكتوبر 1868، تتألف الرسالة بالكامل تقريبًا من نقاط وشرطات، مع بعض العبارات الإنجليزية المتناثرة.

يكتب بروكتر وفقا لموقع جستور نيوز أن هذا يشير إلى عدة أمور حول جماعة كو كلوكس كلان: فقد امتلكت النخب، مثل عائلة جونز، شبكة سرية للمساعدة في إنشاء أوكار في مناطق مختلفة من كارولاينا؛ وكانت هذه الأوكار موحدة بدستور مشترك؛ وشملت الشبكة فرع الجماعة الأصلي في تينيسي، على الأقل بالقدر الذي استخدموا فيه أسلوب التشفير الخاص بها.

ويجادل بروكتر بأنه من المهم عدم المبالغة في وصف الطبيعة الموحدة لجماعة كو كلوكس كلان، فالرسالة المشفرة وغيرها من الأدلة تشير إلى هيكل يشبه إلى حد كبير بعض المنظمات الإرهابية الحديثة، حيث يكون رؤساء الخلايا المحلية مسؤولين أمام هيكل قيادي هرمي، حتى وإن كانوا يعملون في الغالب بشكل مستقل.