التجويع حتى الموت.. استبعاد اللحوم والألبان من غذائك يعالج أصعب أنواع السرطان

استبعاد الانظمة المحتوية على البروتين لعلاج السرطان
استبعاد الانظمة المحتوية على البروتين لعلاج السرطان
كتبت أمل علام

قالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إنه يمكن للتغييرات البسيطة في النظام الغذائي أن تساعد في مكافحة أكثر أنواع السرطان شراسةً وصعوبةً في العلاج، حيث يشيد الخبراء بعلاج رائد قد يجوع الأورام حتى الموت.

يختبر العلماء ما إذا كان استبعاد مركبين طبيعيين موجودين في الأطعمة اليومية مثل اللحوم ومنتجات الألبان يمكن أن يعالج بعضًا من أصعب أنواع السرطان.

قال الباحثون، إن هذا النهج الجديد الرائد قد يساعد في علاج الأطفال المصابين بأحد أصعب أنواع السرطان علاجاً، وكذلك البالغين المصابين بسرطان نادر ولكنه عدواني مرتبط بالتعرض للأسبستوس، لطالما اعتمد علاج السرطان تقليدياً على الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، وفي الآونة الأخيرة، العلاج المناعي - باستخدام أدوية تستغل قوة دفاعات الجسم لمهاجمة الأورام.

الاطفال المصابين بالسرطان  هل يفيدهم الانظمة المقيدة ؟
تجويع السرطان حتى الموت بإلغاء البروتين من النظام الغذائى

ومع ذلك، فقد اقتصر دور النظام الغذائي في الغالب على ضمان بقاء المرضى بصحة جيدة أثناء العلاج، بدلاً من اعتباره علاجًا بحد ذاته، لكن دراسة نُشرت في مجلة Nature ، وجدت أن إزالة اثنين من الأحماض الأمينية (اللبنات الأساسية للبروتين) - تسمى الأرجينين والبرولين - من النظام الغذائي للفئران المصابة بالورم الأرومي العصبي، وهو سرطان عدواني يصيب الخلايا العصبية ويؤثر على الأطفال، جعل الأورام أقل عدوانية.

يُعد كل من الأرجينين والبرولين من الأحماض الأمينية الشائعة الموجودة في الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان.
وجدت دراسة أن إزالة حمضين أمينيين (اللبنات الأساسية للبروتين) - وهما الأرجينين والبرولين - من النظام الغذائي للفئران المصابة بالورم الأرومي العصبي جعل الأورام أقل شراسة

وجدت دراسة أن إزالة حمضين أمينيين (اللبنات الأساسية للبروتين) - وهما الأرجينين والبرولين - من النظام الغذائي للفئران المصابة بالورم الأرومي العصبي جعل الأورام أقل شراسة

قام علماء في مستشفى جامعة زيورخ للأطفال في سويسرا بإطعام الفئران نظامًا غذائيًا خاصًا خاليًا من الأرجينين والبرولين، تقوم خلايا الورم العصبي الأرومي بتحويل هذه المواد إلى مواد كيميائية تسمى البوليامينات، والتي تساعدها على التكاثر والنمو.

أوضح الدكتور رافائيل مورشر، وهو طبيب أورام أطفال في المستشفى وباحث رئيسي في الدراسة: "إنه كان الهدف هو استغلال نقطة ضعف في عملية التمثيل الغذائي للسرطان - الطريقة التي يستخدم بها العناصر الغذائية"، لكن الباحثين وجدوا تأثيراً أكبر عندما أُعطيت الفئران أيضاً دواء DFMO ، وهو دواء يُستخدم بالفعل لعلاج الورم الأرومي العصبي، والذي يثبط إفراز البوليامينات، وعندما استُخدم  الطريقتين معاً، تقلصت الأورام وتضاعفت معدلات البقاء على قيد الحياة.

قال الدكتور مورشر، "إن إزالة الأرجينين والبرولين تستنزف العناصر الغذائية اللازمة لتكوين البوليامينات، موضحا، إن الجمع بين الدواء والتغييرات الغذائية يعزز تأثير الدواء المعتمد".

استبعاد مركبين طبيعيين موجودين في الأطعمة مثل اللحوم ومنتجات الألبان

يختبر العلماء ما إذا كان استبعاد مركبين طبيعيين موجودين في الأطعمة اليومية مثل اللحوم ومنتجات الألبان يمكن أن يعالج بعضًا من أصعب أنواع السرطان، مع ذلك، حذر الباحثون من أن إخضاع الأطفال الصغار جدًا (معظم المصابين بالورم الأرومي العصبي تقل أعمارهم عن  5 سنوات) لأنظمة غذائية قاسية كهذه سيكون غير آمن، وبدلًا من ذلك، يأملون في تجربة تأثير النظام الغذائي باستخدام أدوية تزيل هذين الحمضين الأمينيين من مجرى الدم، مما يؤدي إلى تجويع الخلايا السرطانية، ومن المقرر إجراء أول تجربة سريرية على البشر باستخدام هذه التقنية في العام المقبل.

حرمان الخلايا السرطانية من الأحماض الأمينية الأساسية 

وقد أثبتت التقنية نفسها - حرمان الخلايا السرطانية من الأحماض الأمينية الأساسية - فعاليتها لدى البالغين، وذلك عن طريق إزالة الأرجينين من الدم، يُعرّض إنزيم بيجارجيميناز الخلايا السرطانية لضغط مستمر فتصبح أضعف، وتنمو ببطء، وتكافح لإصلاح الضرر.
عند إضافة العلاج الكيميائي، يصبح القضاء على الخلايا السرطانية أسهل بالنسبة للأدوية السامة، عاش المرضى الذين تلقوا العلاج المركب حوالي 9.3 أشهر في المتوسط، مقارنةً بـ 7.7 أشهر للمرضى الذين تلقوا العلاج الكيميائي فقط، والأهم من ذلك، أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة  3 سنوات كان أعلى بـ 4 مرات.

قال الباحثون، إن هذا النهج الجديد الرائد قد يساعد في علاج الأطفال المصابين بأحد أصعب أنواع السرطان علاجاً.

قال بيتر سلوساريك، أستاذ علم الأورام الطبية في معهد بارتس للسرطان، الذي قاد الدراسة، إنه في بعض الأورام، بما في ذلك ورم الظهارة المتوسطة وبعض سرطانات الدماغ، يكون هناك جين رئيسي مفقود - ASS1 - مما يعني أن الخلايا السرطانية لا تستطيع صنع الأرجينين الخاص بها ويجب أن تستمده من مجرى الدم.

أضاف "يقوم إنزيم بيجارجيميناز بتحليل الأرجينين في مجرى الدم، مما يؤدي فعلياً إلى تجويع الخلايا السرطانية المعتمدة على الأرجينين حتى الموت". أما الخلايا السليمة فتبقى سليمة، لكنّه يحذر من أنه لا يمكن تحقيق النتائج نفسها من خلال النظام الغذائي وحده، لأنه حتى لو توقف شخص ما عن تناول الأرجينين، فسيظل الجسم ينتج بعضًا منه في الكليتين (من أحماض أمينية أخرى، يعيد الجسم تدويرها ويحولها إلى أرجينين). ويقول البروفيسور شلوساريك إن هذا يكفي لتغذية ورم، كما تم استهداف أحماض أمينية أخرى في علاجات السرطان.

حذف الحمض الأميني الميثيونين من النظام الغذائى يزيد فعالية العلاج الكيميائى 

وجدت دراسة أجريت عام 2023 في مجلة Nature Metabolism ، إن حذف الحمض الأميني الميثيونين (الموجود أيضًا في البيض والأسماك واللحوم والمكسرات) من النظام الغذائي جعل العلاج الكيميائي أكثر فعالية في الفئران المصابة بسرطان الأمعاء والثدي.
تجري الآن تجارب سريرية على البشر في الولايات المتحدة لاختبار ما إذا كان تقييد الميثيونين يمكن أن يعمل بأمان جنبًا إلى جنب مع علاجات السرطان القياسية.

وأظهرت دراسة أجريت عام 2018 في مجلة Nature ، إن خفض مستويات حمض الأسباراجين الأميني - إما عن طريق النظام الغذائي أو باستخدام دواء يسمى الأسباراجيناز - قلل من انتشار سرطان الثدي لدى الفئران.

يقول الخبراء، إن فكرة استهداف استقلاب السرطان بهذه الطريقة واعدة - ولكن لا يمكن تكرار جميع النتائج التي تم التوصل إليها من الفئران بأمان في البشر.

الأنظمة الغذائية المقيدة قد تكون خطيرة

وأوضح برنارد كورف، أستاذ التغذية والصحة في جامعة نيوكاسل، إن الأنظمة الغذائية المقيدة قد تكون خطيرة، مضيفا، إنه لا يوجد دليل جيد يشير إلى أن النظام الغذائي وحده يمكن أن يعالج أو يشفي من السرطان"، كما أن تقليل تناول البروتين يمكن أن يسبب ضرراً بالغاً لأن جسمك يحتاجه للحفاظ على قوة العضلات وإصلاح الأنسجة - ولدعم جهاز المناعة أثناء العلاجات الصعبة، مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي."

وأضاف الدكتور جون ريتشز، وهو قارئ سريري في علم المناعة الأيضية للسرطان في معهد بارتس للسرطان، أن أي نظام غذائي يفتقر إلى الأحماض الأمينية يجب أن يتم التخطيط له بعناية لتجنب سوء التغذية، وخاصة عند الأطفال، لكن الدكتور مورشر، من أحدث دراسة سويسرية، مقتنع بأن تغيير العادات الغذائية قد يكون طريقة ثورية لعلاج بعض أنواع السرطان، مؤكدا، إن هذه الدراسة نقطة تحول في كيفية استخدامنا للنظام الغذائي لعلاج السرطان.
 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البحث عن 6 أشخاص مفقودين بينهم أطفال أسفل ركام عقار إمبابة المنهار

سيمي أجايي يفتتح التسجيل لنيجيريا أمام تنزانيا في كأس أمم أفريقيا 2025

حسام حسن يحذر ثنائى منتخب الفراعنة قبل مواجهة جنوب أفريقيا

إنقاذ شخص مصاب من أسفل ركام عقار إمبابة المنهار

استخراج أول جثة من أسفل ركام عقار إمبابة المنهار


قطع المياه 8 ساعات عن بعض مناطق الهرم بالجيزة مساء الجمعة

غزل المحلة يسجل الهدف الثاني في الأهلي بكأس عاصمة مصر

30 دقيقة.. الـ VAR يلغي هدف التعادل للأهلي في غزل المحلة بكأس مصر

الطقس غدا.. شبورة كثيفة وأجواء شديد البرودة والصغرى بالقاهرة 12 درجة

التحقيق فى فيديوهات منسوبة لهيفاء وهبى.. والنيابة تٌكلف بتتبع ناشرها


حيثيات محكمة النقض فى إدانة غادة والي بقضية سرقة رسومات الفنان الروسي

تأجيل دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم إلى 8 فبراير

الزمالك ضد سموحة.. موعد المباراة وترتيب مجموعة كأس عاصمة مصر

تعرف على الماكيير الراحل محمد عبد الحميد والد الفنان أحمد عبد الحميد

الأرصاد تحذر من انخفاض الحرارة.. وهذه المنطقة الأكثر برودة فى مصر

برواتب تصل لـ13500 جنيه.. وزارة العمل تعلن فرص عمل للمهندسين والفنيين

موعد مباراة مصر ومنتخب جنوب أفريقيا فى كأس الأمم الأفريقية

أجواء شتوية.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار المتوقعة الساعات المقبلة

معلومات المناخ يصدر تنبيهاً عاجلاً من موجة برد قارسة حتى ليلة الأربعاء

التعليم: أحقية المعلمين المحالين للمعاش وباقون فى الخدمة بحافز التدريس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى