خالد الجندى يوضح معنى «إياك نعبد وإياك نستعين» ويدعو إلى تحرى الحلال

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن قول الله تعالى في سورة الفاتحة ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ يمثل منهجًا شاملًا لحياة الإنسان، مشيرًا إلى أن الآية الكريمة استوعبت جميع أصناف الخلق، كما تناولها كبار العلماء في مؤلفات مطولة لما تحمله من معانٍ عظيمة في العبودية والاستعانة بالله.

وأوضح خالد الجندي، خلال حلقة من برنامج لعلهم يفقهون على قناة dmc، أن الناس ينقسمون في علاقتهم بالعبادة والاستعانة إلى أربعة أصناف: من يعبد الله ويستعين به، ومن لا يعبده ولا يستعين به، ومن يعبد الله ويستعين بغيره، ومن يستعين بالله دون أن يعبده، مؤكدًا أن الطريق القويم هو الجمع بين العبادة الخالصة والاستعانة الصادقة بالله وحده.

حياة الإنسان رحلة سير إلى الله

وأشار إلى أن حياة الإنسان هي رحلة سير إلى الله، مستشهدًا بقوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾، موضحًا أن الراحة الحقيقية تكون عند أول قدم يضعها المؤمن في الجنة.

وتناول عبد المعز مقام المراقبة باعتباره من أهم مقامات السير إلى الله، موضحًا أن المراقبة تعني متابعة العبد لخواطره وأفعاله، والالتزام بأوامر الله، وعدم العيش دون وعي بالحلال والحرام.

تحري الحلال في الطعام والشراب

وشدد على ضرورة تحري الحلال في الطعام والشراب والمال، مؤكدًا أن أهل المراقبة لا يسمحون بدخول لقمة إلى بطونهم إلا بعد التأكد من مشروعيتها، لافتًا إلى أن السلف الصالح كانوا يوصون أهلهم بتقوى الله في الرزق، والصبر على الجوع وعدم الصبر على النار.

وأوضح أن الله سبحانه وتعالى مطلع على كل ما يخفى ويعلن، مستشهدًا بآيات قرآنية تؤكد علم الله بالسر والنجوى، وأنه بالمرصاد لكل عمل، محذرًا من الاغترار بالصحة أو المال أو النفوذ.

وأكد خالد الجندى أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على مقام المراقبة في أحاديث عدة، منها قوله اتق الله حيثما كنت، مبينًا أن الوقوع في الخطأ أمر وارد، لكن المطلوب هو المسارعة بالتوبة وعدم تأجيلهاـ داعيا إلى العلاج الفوري للذنوب باتباع السيئة بالحسنة، موضحًا أن المبادرة بالأعمال الصالحة والصدقة تمحو الذنب قبل أن يتراكم ويؤثر في القلب.