لبنان.. اتفاق هش وغارات تتجدد.. جيش الاحتلال يتذرع بمطاردة عناصر حزب الله.. والدولة اللبنانية تؤكد: المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح جنوب نهر الليطانى قرب الانتهاء.. ولجنة مراقبة وقف إطلاق النار تجتمع 7 يناير

يواجه لبنان اتفاقًا هشًا لوقف إطلاق النار منذ إعلانه فى نوفمبر عام 2024 لم ينجح فى كبح جماح آلة الحرب الإسرائيلية التى لم تتوقف يومًا عن قصف جنوب لبنان وشرقه أيضًا وصولًا إلى التحليق فوق العاصمة؛ فمنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل أكثر من عام، قُتل قرابة 340 شخصا بغارات إسرائيلية في لبنان بحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

تتذرع قوات الاحتلال بملاحقة عناصر حزب الله التى اعيد بناءً قواتها العسكرية قرب الحدود اللبنانية مع دولة الاحتلال - على حد زعم إسرائيل- وهى المزاعم التى لم يؤكد الواقع الميدانى صحتها؛ فـ"حزب الله" لم يقم بشن أو هجمات ضد إسرائيل منذ إعلان الاتفاق؛ ولم ترصد عدسات الكاميرات الإسرائيلية أو تجهيزات عسكرية وفقا للرواية الإسرائيلية.
كما تؤكد تصريحات الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم عدم نية الحزب خوض مزيد من المعارك.

آخر مستجدات الوضع الميداني

وعلى الصعيد الميدانى قام جيش الاحتلال بقصف بلدة ياطر جنوبى لبنان؛ ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر، بغارتين إسرائيليتين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.

وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان. وذكرت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن "غارتي العدو الإسرائيلي على سيارة ودراجة نارية في بلدة ياطر قضاء بنت جبيل أدتا على التوالي إلى سقوط شهيد وإصابة مواطن ثانٍ بجروح".

وتقع بلدة ياطر على مسافة نحو 5 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.

وفي بيانين منفصلين، قال الجيش الإسرائيلي إنه "هاجم عنصرا.. من حزب الله في منطقة ياطر بجنوب لبنان"، مضيفًا أنه "هاجم عنصرا إضافيا" من الحزب اللبناني في المنطقة نفسها.

في المقابل، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، الأحد، أن وحدة عسكرية تابعة لها "عثرت على جهاز تجسس إسرائيلي مموّه ومزود بآلة تصوير في بلدة يارون" الحدودية بجنوب لبنان وقامت بتفكيكه.

نزع السلاح ومخاوف إسرائيل

الهدف الرئيسى لإسرائيل أن تضمن تخلى حزب الله عن سلاحه؛ وهو ما تعهدت به الدولة اللبنانية؛ وفى هذا الإطار أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أن "المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح المتعلقة بجنوب نهر الليطاني باتت على بعد أيام من الانتهاء".

وأوضح سلام؛ أن الدولة جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة حصر السلاح، أي إلى شمال نهر الليطاني، استنادا إلى الخطة التي أعدّها الجيش اللبناني بناءً على تكليف من الحكومة.

كما شدد سلام، على ضرورة توفير كل الدعم اللازم للجيش اللبناني، لتمكينه من الاضطلاع الكامل بمسؤولياته الوطنية.

وفى إطار متابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار استقبل الرئيس اللبناني جوزيف عون السفير كرم بعد عودته من اجتماع اللجنة الذي انعقد في الناقورة، حيث وضعه في أجواء النقاش، وتأكيد رئيس الجمهورية على أولوية المطلب اللبناني بعودة سكان القرى الجنوبية إلى قراهم ومنازلهم وأرضهم كمدخل للبحث بكل التفاصيل الأخرى. وأعلم السفير كرم الرئيس عون، أن الاجتماع المقبل للجنة حدد في 7 يناير المقبل.

وكان نائب رئيس قسم السياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أوري ريزنيك، قد زار بلدة الناقورة بجنوب لبنان للمشاركة في اجتماعات لجنة آلية الرقابة على وقف إطلاق النار (الميكانيزم)، ثم رفعت إسرائيل درجة تمثيلها في الاجتماعات حيث شارك نائب رئيس مجلس الأمن القومي يوسي دريزنين، وغير موضح حتى الآن لماذا تحرص إسرائيل على تمثيل عال في اجتماعات الميكانيزم؟.

وبدأت إسرائيل المشاركة في محادثات اللجنة بعد أن أعلن لبنان عن مشاركة ممثل مدني في المحادثات لتعزيز القضايا المدنية والاقتصادية. وقد شارك في اللقاء المدني الثاني، من بين آخرين، سفير لبنان السابق لدى الولايات المتحدة سيمون كرم والمبعوثة الأمريكية إلى لبنان مورغان أورتاجوس.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد الاجتماع أن دريزنين شارك في اللقاء الذي عُقد في الناقورة برعاية أمريكية، بموافقة بنيامين نتنياهو وبتوجيه من القائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي.

وأضاف: "يعد هذا الاجتماع استمرارا للحوار الأمني الرامي إلى ضمان نزع سلاح حزب الله من قبل الجيش اللبناني. وجرت خلال الاجتماع مناقشة سبل تعزيز المشاريع الاقتصادية من أجل التأكيد على المصلحة المتبادلة في إزالة تهديد حزب الله وضمان أمن مستدام للسكان على جانبي الحدود".