من الإخوان إلى كارتلات المخدرات.. إدارة ترامب تعيد رسم خارطة الإرهاب العالمى بـ2025.. الرئيس الأمريكى يبدأ أولى خطوات تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.. الحوثيون وأنتيفا وجماعة كلان ديل جولفو الكولومبية ضمن القائمة

كان عام 2025 عامًا مفصليًا فى قائمة الإرهاب الأمريكية، حيث شهدت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى ولايته الثانية توسيع نطاق استخدام قوائم الإرهاب لتشمل جماعات مسلحة دولية، ميليشيات، حركات سياسية ومجتمعية داخل وخارج الولايات المتحدة، مع انعكاسات سياسية، قانونية، واقتصادية، مثل العقوبات المالية، حظر الدعم، ومنع الدخول إلى أمريكا.. إلخ.

قرارات متلاحقة لتصنيف جماعات ومنظمات دولية

على مدار العام، أعلن ترامب عدة قرارات لتصنيف حركات وجماعات كمنظمات إرهابية، شملت جماعة الإخوان، الحوثيين، نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وحركة أنتيفا، بالإضافة إلى كارتلات مخدرات دولية.

الإخوان تحت مجهر التصنيف الإرهابى الأمريكى

ففي أواخر نوفمبر 2025، وعلى الرغم من أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية لم تُدرج الإخوان بشكل رسمى على قائمة «Foreign Terrorist Organizations» (المنظمات الإرهابية الأجنبية) التى تصدرها وزارة الخارجية بموجب القوانين المعمول بها، إلا أن  الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وقع أمرًا تنفيذيًا يقضي ببدء عملية رسمية لدراسة وتصنيف بعض فروع الإخوان في الخارج كمنظمات إرهابية أجنبية ، وليس الجماعة ككل في الوقت الحالي. هذا لا يعني التصنيف النهائي، بل فتح الباب للإجراءات القانونية التي يجب أن تقوم بها وزارة الخارجية ووزارة الخزانة خلال أسابيع.

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن ترامب وقع أمراً تنفيذياً يوجّه وزيري الخارجية والخزانة للنظر فيما إذا كان ينبغي تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان كـ«منظمات إرهابية أجنبية (FTO)، وكيانات إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص (SDGT)، في إطار ما وصفته الإدارة الأمريكية بأنه خطوة لـ حماية الولايات المتحدة من التهديدات الاستثنائية.

وبموجب الأمر التنفيذي، سيُطلب من وزيري الخارجية والخزانة، بالتشاور مع المدعي العام ومديرة الاستخبارات الوطنية، تقديم تقرير حول ما إذا كان يجب تصنيف فروع الإخوان في دول مثل لبنان ومصر والأردن كـ«منظمات إرهابية» بموجب القوانين الأمريكية ذات الصلة.

ترامب يصنف نظام فنزويلا «منظمة إرهابية أجنبية»
 

ولم يقتصر الأمر على هذا، ففي ظل التوترات الأمريكية الفنزويلية، صنف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منتصف ديسمبر الحالى، النظام الفنزويلى «منظمة إرهابية أجنبية».. وقال تم فرض حصار كامل وشامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التى تدخل فنزويلا أو تغادرها.

وذكر ترامب - في منشور على حسابه على منصة تروث سوشيال، أن فنزويلا محاصرة تماما بأكبر أسطول بحري تم تجميعه في تاريخ أمريكا الجنوبية.. سيزداد هذا الأسطول قوة، وستكون الصدمة التي سيتلقونها غير مسبوقة.

وأضاف ترامب: أصدرت أمرا رسميا بفرض الحصار البحري الشامل على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات، الصدمة التي ستتلقاها فنزويلا ستكون غير مسبوقة إلى أن تعيد النفط والأراضي والأصول التي سرقتها.

ترامب يعيد إدراج الحوثيين فى القائمة
 

وننتقل إلى اليمن، وعلى غرار ما فعله ترامب خلال ولايته الأولى، ففي أواخر يناير 2025، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تصنيف جماعة الحوثى منظمة إرهابية أجنبية. واستند ترامب في قراره إلى هجماتهم على القوات الأمريكية، بالإضافة إلى استهدافهم للبنى التحتية المدنية والسفن التجارية.

وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر (22 يناير 2025) إعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية المعروفة رسمياً باسم أنصار الله على قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية».

الحوثيون بين إدارات ترامب وبايدن
 

وفى ولاية دونالد ترامب الأولى صنف جماعة الحوثى منظمة إرهابية، وكان الرئيس السابق جو بايدن وبعد توليه منصبه عام 2021 قد ألغى هذا التصنيف، غير أنه أعاد العام الماضي إدراج الحوثيين، أو «أنصار الله» وفق اسمهم الرسمي، في قائمة «الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص» .

وقال البيت الأبيض في بيان أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأمريكيين في الشرق الأوسط وسلامة أقرب شركائنا بالمنطقة واستقرار التجارة البحرية العالمية.

تصنّيف حركة أنتيفا منظمة إرهابية كبرى
 

وفى سبتمبر الماضى، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصنيف حركة «أنتيفا» (مصطلح عام يُطلق على جماعات يسارية متطرفة ترفع لواء مناهضة الفاشية) منظمة إرهابية كبرى، في قرار يأتي بعد أسبوع من اغتيال حليفه الوثيق المؤثر المحافظ تشارلي كيرك.

وكتب ترامب في منشور على منصّته تروث سوشال للتواصل الاجتماعي، يسرّني أن أبلغ العديد من الأمريكيين الوطنيين أنّني بصدد تصنيف «أنتيفا»، الكارثة اليسارية الراديكالية المريضة والخطرة، منظمة إرهابية كبرى.

كارتلات المخدرات على قائمة الإرهاب
 

ولم يقتصر التصنيفات كمنظمات إرهابية على الحركات والجماعات فقط بل امتدت لعصابات المخدرات، حيث صنّفت الولايات المتحدة جماعة «كلان ديل جولفو» منظمةً إرهابيةً أجنبية وكياناً إرهابياً عالمياً مُدرجاً على نحو خاص.

الخارجية الأمريكية: منظمة إجرامية عنيفة

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في بيان نشرته الخارجية الأمريكية، أن «كلان ديل جولفو»، التي تنشط في كولومبيا، تُعد منظمة إجرامية عنيفة وقوية تضم آلاف الأعضاء، ويُعد الاتجار بالكوكايين مصدر دخلها الرئيسي، الذي تستخدمه لتمويل أنشطتها العنيفة.

وأضاف أن الجماعة مسؤولة عن هجمات إرهابية استهدفت مسؤولين حكوميين وأفراداً من أجهزة إنفاذ القانون والقوات المسلحة، إضافة إلى مدنيين في كولومبيا.

التزام أمريكي بمكافحة الإرهاب الدولي
 

وأكد روبيو، بحسب البيان، أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام جميع الأدوات المتاحة لحماية أمنها ووقف حملات العنف والإرهاب التي تنفذها الكارتلات الدولية والمنظمات الإجرامية العابرة للحدود، مشددة على التزامها بحرمان هذه الجماعات من التمويل والموارد.

وأوضح أن هذه الخطوة اتُّخذت بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية، والأمر التنفيذي رقم 13224، على أن تدخل تصنيفات المنظمات الإرهابية الأجنبية حيز التنفيذ فور نشرها في السجل الفيدرالي.

تصنيف 8 منظمات جريمة دولية إرهابية
 

كما صنفت الولايات المتحدة، في فبراير الماضى، ثمانى منظمات جريمة دولية كمنظمات إرهابية أجنبية، وأشخاص على صلة بالإرهاب العالمى.

وقال وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو - فى بيان - إن الخارجية تفى اليوم بأحد أولى وعود الرئيس دونالد ترامب منذ توليه منصبه.

ويسعدنى أن أعلن عن تصنيف الوزارة لثمانى منظمات كمنظمات إرهابية أجنبية (FTOs) وأشخاص ذوى صلة بالإرهاب العالمى (SDGTs)

وأضاف روبيو: كما قال الرئيس ترامب فى الأمر التنفيذى 14157، فإن الكارتلات والمنظمات العابرة للحدود الأخرى، تهدد سلامة الشعب الأمريكي، وأمن الولايات المتحدة، واستقرار النظام الدولى فى نصف الكرة الغربي.

وبحسب البيان، أعلنت وزارة الخارجية عن تصنيف كل من ترين دى أراجوا، مارا سالفاتروشا (MS-13)، كارتل سينالوا، كارتل خاليسكو نويفا جينيراسيون، كارتل نوراستى (سابقا لوس زيتاس)، لا نويفا فاميليا ميشواكانا، كارتل ديل جولفو (كارتل الخليج)، و كارتيليس أونيدوس كمنظمات إرهابية أجنبية (FTOs) وأشخاص ذوى صلة بالإرهاب العالمى (SDGTs).

هدف التصنيفات الجديدة
 

وأوضح وزير الخارجية الأمريكى أن الهدف من تصنيف هذه الكارتلات والمنظمات العابرة للحدود كمنظمات إرهابية هو حماية أمتنا والشعب الأمريكى ونصف كرتنا الغربي. وهذا يعنى وقف حملات العنف والإرهاب التى تشنها هذه الجماعات الوحشية سواء فى الولايات المتحدة أو على المستوى الدولي. توفر هذه التصنيفات أدوات إضافية للإنفاذ القانونى لوقف هذه الجماعات.

وأشار إلى أن التصنيف كمنظمات إرهابية يلعب دورًا حاسمًا فى حربنا ضد الإرهاب وهى وسيلة فعالة للحد من الدعم للأنشطة الإرهابية. إن الإجراءات التى تم اتخاذها اليوم من قبل وزارة الخارجية تظهر التزام إدارة ترامب بحماية مصالحنا الأمنية الوطنية وتفكيك هذه المنظمات الخطيرة.