من معاناة غزة إلى أفراح الملاعب.. فلسطين تفرض حضورها في كأس العرب 2025

أعاد منتخب فلسطين كتابة فصلاً مشرقًا في تاريخه الكروي، حين نجح في تكرار إنجازه في بطولة كأس العرب 2025، راسماً بسمة نادرة على وجوه شعب أنهكته الحرب ومازال يعاني تحت وطأتها في قطاع غزة.

جاءت هذه العودة المبهجة لتمنح الفلسطينيين جرعة أمل هم بأمسّ الحاجة إليها، ولتؤكد أن الرياضة قادرة على أن تكون متنفسًا وفضاءً لوحدة المشاعر حتى في أحلك الظروف.

منتخب فلسطين يحقق أفضل إنطلاقة منذ 59 عامًا

وحقق منتخب فلسطين أفضل انطلاقة له في دور المجموعات من بطولة كأس العرب، منذ 59 عاما وبالتحديد في كأس العرب 1966، وذلك بعدما تعادل مع منتخب تونس بنتيجة 2 – 2 في المباراة التي جمعتهما بملعب "لوسيل"، ضمن منافسات الجولة الثانية بالمجموعة الأولى في بطولة كأس العرب 2025 المقامة حاليًا في دولة قطر.

تمكن منتخب فلسطين من تحقيق 4 نقاط بعد الفوز على قطر بهدف دون رد، في الجولة الأولى من كأس العرب 2025، والتعادل مع منتخب تونس بنتيجة 2-2، وهذا الإنجاز يغيب عن فلسطين منذ 59 عاماً.

حيث نجح منتخب فلسطين في كأس العرب عام 1966 من التعادل سلبيا أمام ليبيا في الجولة الأولى ثم الخسارة الثقيلة أمام اليمن الشمالي بسباعية، وتمكن الفدائي من الفوز في الجولة الأخيرة على سوريا بنتيجة 3-1.

ويتصدر منتخب فلسطين المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط، ويستعد لمواجهة نظيره السوري يوم الأحد المقبل في ختام دور المجموعات، حيث يكفي منتخب فلسطين الحصول على نقطة التعادل لبلوغ الدور ربع النهائي.

مدرب فلسطين: كل مباراة نلعبها رسالة للعالم عن القضية الفلسطينية

وكشف إيهاب أبوجزر، مدرب منتخب فلسطين، عن فرحته الكبيرة بالنقطة الثمينة التى انتزعها منتخب "الفدائي" أمام تونس، فى كأس العرب، وشدد على أن المنتخب لم يضمن التأهل للدور الثاني بعد، وأن فرحة اللاعبين والجهاز الفني الغامرة عقب نهاية المباراة تعود إلى التعادل الذي جاء في وقت صعب، وأن هذه الفرحة هي فرحة شعب، فمنتخب كرة القدم بات سفير فلسطين، وهو البسمة الوحيدة للشعب الفلسطيني خلال المعاناة التي يعيشها يوميا.

وتابع في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء القطرية: "فرحة الشعب الفلسطيني بنتائج المنتخب، والرسائل التي تأتينا من كافة أنحاء فلسطين وخاصة بعد الفوز في مباراة قطر، تحمل اللاعبين والجهاز الفني مسؤوليات كبيرة لمواصلة تحقيق نتائج إيجابية وإسعاد الشعب الفلسطيني في كل مكان".

ورأى أبو جزر أن "كل مباراة يخوضها منتخب فلسطين هي رسالة ننقل من خلالها القضية الفلسطينية للعالم أجمع"، مشددا في الوقت نفسه إلى أن المنتخب لم يضمن التأهل بعد وأن سيناريو الجولة الأخيرة مفتوح على كل الاحتمالات.

وشدد مدرب فلسطين على أن وجود عدد من اللاعبين المحترفين في الدوري المصري ضمن تشكيلة المنتخب الفلسطيني أمام تونس، ساهم في تقديم أداء قوي في ظل احتكاكهم القوي مع الأندية الإفريقية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الدوري القطري أيضا أضاف لخبرات عدد من اللاعبين الفلسطينيين المحترفين فيه بصورة مميزة، وبرز ذلك في مباراتي قطر وتونس.