ما بين دولة التلاوة و مسابقة القرآن الكريم العالمية "فكرة"
تزامنا مع إذاعة حلقات برنامج دولة التلاوة ، والذى نال استحسان، وإقبالا من الجميع بكافة شرائح المجتمع في المتابعة، من حيث الاستفادة من معلومات المحكمين، ومن الاستمتاع بأصوات المتسابقين، الذين أعادوا تقييم المشهد بالشارع المصري بأن المحتوى القيم ، الهادف مهما كان جاد، وعميق، هو الفائز بقلب وعقل المصريين، وسط ذلك انطلقت اليوم في نسختها ال32 ، المسابقة العالمية للقرآن الكريم ، والتي تنظمها وزارة الأوقاف المصرية تحت قيادة الدكتور أسامة الأزهري بشكل سنوي ، والتي ستقام هذا العام تحت أسم القارئ الراحل الشيخ الشحات محمد أنور.
مسابقة القرآن الكريم والمستمرة لأكثر من ثلاثون عاما، وتشمل ثمان فروع رئيسية متنوعة، بمجموع جوائز إجمالي يبلغ ثلاثة عشر مليون جنيه، ما بين حفظ القرآن الكريم مع تجويده، وتفسيره وأسباب نزوله، للناطقين بالعربية، وغير العربية ، وللأئمة والوعاظ، ثم فرع الصوت الحسن والتجويد، وفرع ذوي الهمم وتفسير الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، وغيرها من فروع المسابقة البالغة ثماني فروع، بخلاف التقييمات الخاصة، والمشاركات المميزة.
اللافت في ذلك التوقيت ، انه يجمع ما بين فاعليتين تتشابهان بنسبة ما في تقديم نماذج صوتية لقراء من أهل الله ، و حفظة كتاب الله من كافة بقاع الأرض، سواء بشكل مهني، احترافي، أو هاو ، لكنا سنجد أن تجربة برنامج دولة التلاوة، هي الأنجح من حيث الانتشار، والتأثير الذى القته على قلوب ومسامع المشاهد المصري، الذى اصبح يسارع ويحرص على متابعة حلقات التلاوة، للاستفادة والاستزادة، من علم وخبرة المحكمين، العلماء، ومن جمال أصوات حفظة كتاب الله ، وهم يتلون آيات الله بالتجويد، والقراءات المختلفة، ما بين أحكام فقهية، وعلوم شرعية، أعتقد أنا كثير منا لأول مرة سمع عنها، من خلال ذلك البرنامج، ومن ناحية أخرى تأتى مسابقة القرآن الكريم الدولية، العالمية، التي تنظمها وزارة الأوقاف منذ 32 عاما، ومع كل التبجيل، والاحترام، ومهابة الحدث، إلا أن تأثيره لم يصل بعد كل تلك السنوات، لمسامع، وقلب المتلقي البسيط، فنحن لا نعلم عن تلك المسابقة سوي الافتتاح عنها، والذى ان عرض بالشاشات يكن لفترات ليست كبيرة إعلانا عن الانطلاق فقط، لتنقطع علاقة المشاهد بما يدور داخل تلك الفاعلية العظيمة، ولا يتمتع بها، إلا المتابع ،الفاهم ، من طلاب الأزهر، أو المقرئين بكافة أنحاء العالم .
ما بين برنامج دولة التلاوة ، و مسابقة القرآن الكريم، خيط رفيع، مجرد " فكرة" وهو التسويق لمحتوى ذا قيمة، بشكل جاذب، دعائي وتقديمه للمشاهد في شكل مسابقات ، تنافسية شريفة غرضها الأوحد هو إعلاء صوت القرآن ، ورفع دولة التلاوة وتميزها وريادتها، في تقديم نماذج صوتية لقراء وحفظة ومفسرين لكتاب الله الكريم ، وهو ما نجح فيه القائمين على ذلك البرنامج، واهتمت به الشركة المتحدة ، من الترويج لفكرة البرنامج ،والذى حققت الهدف منها ووصلت لقطاع كبير من الجمهور بكافة فئاته، وشرائحه .
عدة حلقات من دولة التلاوة، أمام أثنان وثلاثون من تنظيم مسابقة القرآن الكريم العالمية ، اثبت بما لا يدع للشك أن هناك العديد من المحتوى النافع، ولكن وجب توجيهه، وتكييفه ،وتقديمه، بشكل أو بآخر للمشاهد، في قالب جاذب ليتم الاستفادة، وتكتمل الرسالة من تلك المسابقات الهادفة.
لذا ارجو من القائمين على مسابقة القرآن الكريم، وغيرها من المسابقات التي تقام لدينا، أن يتم التعامل مع تلك المسابقات بفكر مختلف، فكر ترويجي للفكرة المستنيرة التي يريدون تقديمها لإيصالها للمتلقي بشكل كاف ووافى، بدل من أن تظل العديد من المسابقات تقام بالسنوات، دون أن يعلم عنها أحد شيء ولا يستفاد منها سوى المهتمين ، والمختصين فقط .
Trending Plus