سوريا بعد عام من بشار.. عن الفرحة المُستحقة بين السردية والشرعية والتمنيّات

 حازم حسين
حازم حسين
بقلم حازم حسين

يحتفل ملايين السوريين اليوم فى الداخل والخارج، ويحق لهم الاحتفال، وقد أزاحوا حجرا ثقيلا عن صدورهم قبل سنة كاملة، وتخلصوا من نظام تسلط عقودا عليهم؛ حتى بدا فى مُخيّلتهم والأبد سواء.

ولا تخلو الصورة من مبتئسين قطعا، وبين الفريقين جمهرة تقل أو تزيد من المترقبين بحذر وإشفاق، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، بقدر ما ينشغلون بحال سوريا ومآلها، بين ما فعله بها الأسد، ولدا ووالدا، وما يعدهم به خلفاؤه الذين اصطفتهم الظروف القهرية، فارتقوا مسند القيادة تحت ظل السلاح، وفى غلاف كثيف من الأمنيات.

قبل يومين جلس الرئيس المؤقت أحمد الشرع/ أبو محمد الجولانى سابقا، أو حتى إشعار آخر، فى جلسة ضمن فعاليات منتدى الدوحة. تحدث كثيرا عن الحاضر والمستقبل، وأفاض فى نفى تهمة الإرهاب عن نفسه، والتصويب على ازدواجية المعايير الدولية.

وبالتزامن، كانت الشاشات تتناقل مقطعا قديما لسلفه بشار مع مستشارته لونا الشبل، يجوبان غوطة دمشق فى سيارة كورية الصنع، يمسك الرئيس بمقودها كما أمسك طويلا بخناق البلاد والعباد، ويسخر مع مرافقته من الجميع، الحلفاء قبل الأعداء، وجنود الجيش قبل عناصر الميليشيات، وحزب الله وإيران وروسيا والمنكوبين بالبراميل المتفجرة.

سياقان مختلفان ظاهرا؛ لكنهما متطابقان فى الجوهر، إذ يبدو الخارج فيهما حاضرا قبل الداخل، ويُعوّل عليه، بالمغازلة أو الاستهجان، بأكثر مما يُعوّل على الجغرافيا فى ذاتها، وعلى ساكنيها اليائسين قديما دون خيار إلا الصبر، والمتفائلين حاليا بلا بديل سوى الإذعان.

يعود فيديو الأسد غالبا للعام 2018. وقتها كان الإسناد العسكرى له من الداعمين فى أوجه، فيما المعارضة المسلحة تشهد انحسارا متواليا. انسحب المقاتلون من الغوطة، ولم تكن تشكلت الحكومة الجزئية فى إدلب أو استقرت أوضاعها بعد.

تطورت الأمور ببطء فى السنوات التالية على ما يعرف الجميع، فاستتبت سلطة الجولانى شمالا، بشىء من المناكفة والتنازع مع الجيش الوطنى «الحر سابقا» وفصائله ذات الهوى العثمانى، وتضاءل نفوذ الأسد على الأرض لصالح مُنقذيه الذين صاروا أوصياء على بقائه وخياراته، وأخذ من الانتصارات المعنوية نكهة الاستكبار والتبجح، فيما لم تكن سلطته تتجاوز ساحة قصر المهاجرين وبعض أحياء العاصمة.

قضت المستشارة شريكة جولة السيارة خلال العام الماضى، وأُحيل السبب إلى حادث سير بحسب المعلن، وقيل فى الكواليس إنها تصفية من جانب الحرس الثورى، على خلفية اتهامها بالتخابر وكشف معلومات حساسة الإسرائيليين عن الميليشيات الشيعية. وكما برزت مذيعة الأخبار المتواضعة ضمن حلقة القيادة الضيقة، اختفت فجأة أيضا، وتلاها القائد نفسه فى غضون شهور.

لا أحد يعرف كيف سارت ترتيبات الأسابيع الأخيرة فى عُمر النظام، ولا طبيعة التوافقات التى صالحت هيئة تحرير الشام على الجيش الوطنى بعد عداء طويل، لتنفتح لهما طريق ذهبية من حلب إلى دمشق فى نحو عشرة أيام تقريبا.

ولا يمكن أن يكتمل الارتياح بالخلاص من حقبة البعث دون إفصاح عن خفايا الغرف المغلقة، ولا أن يطمئن الفرحون للمستقبل قبل أن تُفرَد أمامهم على الطاولة تفاصيل غرفة العمليات المشتركة، وقوس الرعاية العريض إقليميا ودوليا. لم يستمر بشار لموهبة أو كفاءة؛ إنما كان البقاء حصيلة توافقات بين فرقاء عدة، وكذلك الخلاص منه، ما يعنى أن الاستبدال نتاج تسويات أيضا.

ومما يُحمَد للقدر ومجريات الميدان، أن الغياب لم يكن باهظ الكلفة مثل الحضور. لكن الحسنة المنظورة فى مراسم التسليم والتسلم، تُوجب التفكّر بعمق فى الخفى عفوا، وفيما يُراد إخفاؤه بالقصد والاحتيال. فلا تتناسب النهاية الخافتة مع قرابة أربع عشرة سنة من الصخب وطواحين الدم.

ويصعب افتراض أن بشار قد مسّه قبس من الإنسانية على غير اعتياد، أو أن تخلى الرعاة عنه أقنعه بما لم يذهب إليه فى محطات أكثر احتداما، وكان قد أوشك على الاندحار فعلا فى 2015. كما لا يرتاح المتشكك بطبعه لفكرة أن الميليشيات حصّلت ما عجزت عنه سنوات فى أيام، أو امتلكت من أسباب القوة الغائبة ما يكفل لها الحسم دون قتال أو ضحايا. كان المشهد شبيها بتبخر الجيش العراقى بين يوم وليلة؛ غير أن الغريم لم يكن بغلظة الأمريكيين ونيرانهم الموقدة.

استُبق احتفال الذكرى السنوية الأولى، بترويج أنباء عن اعتزام عناصر بارزة من فلول النظام القديم، الدفع باتجاه تفجير الساحل تحت أقدام الحكومة الجديدة. واختُصر الكلام فى مسؤول المخابرات السابق اللواء كمال حسن، وفى ابن خال بشار، رجل الأعمال رامى مخلوف.

الأول لم يُسمَع به منذ السقوط، والثانى كان أول الهاربين. أما الحديث عن ملايين الدولارات المرصودة للمخطط الجديد؛ فكانت فى الداخل قبل سنة، وكان الشغل على الأرض أسهل وأجدى من التآمر فيما وراء الحدود. والقصة لا تنسجم منطقيا مع التحلل السريع للنظام، ولا اختفاء قلبه الصلب وقتما كانت المراكز شبه مُتكافئة. ولا أنكر فرضية المؤامرة؛ إنما لا أرى لها تأثيرا يُذكَر، وربما استدعاؤها لا يتجاوز نطاق الدعاية لأغراض تخص الجديد لا القديم.

والتعليل نفسه يصح فى ابتعاث بشار الأسد من ركام الأرشيف، بعد عام كامل فى منفاه الروسى البارد، ونحو سبع سنوات تقريبا من الواقعة المُشار إليها سلفا مع المستشارة والسيارة. كأن عقلا دعائيا يستدعى عُقدة النصر؛ ليقفز بها فوق سيولة اللحظة الآنية. بحث عن تجديد الشرعية الثورية ومواصلة الاستثمار فيها، بعدما تعذر بناء بديل سياسى عنها، أو تأهيل إدارة مدنية قادرة على الإقناع والاحتواء.

ليس لدى الشعب ما يتقاسم الفرحة فيه إلا إسقاط بشار وطغمته الحاكمة؛ أما ما دون ذلك فنجاحات حصرية لحكامه الجدد. أعاد الجولانى تعويم نفسه فى نسخته المُحدّثة، واصطصحب معه تياره بالكامل بين صفوف أولى يُخاطب بها العالم، وخلفيين يحرسون التجربة من موقع المغالبة وسلطة الإملاء على الأرض.

إدارة مؤقتة بمهلة زمنية طويلة، وحكومة تسأل ولا تُسأل، وانتخابات شكلية لم تُفض إلى شىء ملموس، وإحن قديمة ومتجددة بين المكونات والبيئات، باتفاق متعطل على اندماج الأكراد، ومذبحة فى مناطق العلويين لم يُفصل فيها بعد نحو عشرة أشهر من وقوعها، ثم أُضيفت لها فاصلة التأجيج والاستقواء على الدروز فى الصيف الماضى، وما من خبر يسر فى الداخل، مقابل النشاط الخارجى العظيم فى التسويق وحملات العلاقات العامة شديدة الكثافة والاحترافية.

سبق أن أُذيع جانب من محاضرة لسفير الولايات المتحدة السابق فى دمشق، روبرت فورد، تحدث فيه عن لقاءات متوالية مع الشرع أيام كان الجولانى، وأنه كُلّف بمهام التدريب وتأهيل الرجل ضمن رؤية أمريكية أوروبية استهدفت تحضيره لأدوار سياسية.

قد يكون الرجل صادقا أو يختلق الوقائع؛ لكن اللقاءات جرت فعلا، وهى موثقة بالصور ولم ينفها الطرف الآخر فى هيئة تحرير الشام. أما الصورة التى خرج عليها المقاتل السابق، بعد عقدين التحق فيهما بالقتال بين العراق وسوريا، وتنقل بين داعش والقاعدة فالانقلاب عليهما معا، ولم يُكمل تعليمه النظامى أو يتحصل على دراسات فى السياسة وعلوم الاتصال، فكلها تجزم بأنها ليست تجربة شخصية خالصة، وأقرب إلى كونها استثمارا طُرح للاكتتاب بين شركاء متعددين.
كان سوريا هشة متشظية، وما زالت. الكُرد أقرب إلى فيدرالية بقوة الأمر الواقع، والدروز فى حاضنة خارج ولاية النظام المركزى كما كانوا. التغير الوحيد أن إيران أُخرجت من الشام، وانكسر هلالها الشيعى الواصل إلى ساحل بيروت من طريق دمشق.

وحتى هذا التحول الإيجابى، استُعيض عنه جنوبا بتمدد الاحتلال الإسرائيلى وإرخاء سطوته الثقيلة على السماء السورية طولا وعرضا، وما يزال اقتطاع الشريط الشمالى على حاله، ولا تُوحّد السلطة الجديدة خطابها إزاء الاحتلالين، وبجانب الغضب من سلوك الصهاينة، تشتبك معهم فى لقاءات سياسية سرية ومعلنة.

ويقول الرئيس المؤقت نفسه إنهم يسعون للعودة إلى اتفاق «فض الاشتباك» فى العام 1974، وإنه كان إيجابيا وناجحا فى مضمونه العام؛ بالرغم من أنه كان عرضة للوصم من جانب التيارات الأصولية طوال الوقت، وصُوّر فى دعاياتهم باعتباره تواطؤا مقصودا مع الاحتلال، فى مقابل المساكنة الهادئة وإبقاء النظام بالتوافقات نفسها من حافظ إلى بشار.

والحال؛ أن الحكم الجديد واقع تحت ضغوط ثقيلة لا يجوز إنكارها، وقد تسلّم تركة تُرهق الوارثين مهما كان بأسهم، ولا وجه لادعاء أن الإصلاح ميسور وفى المتناول القريب. البلد شبه مدمر بالكامل، والنازحون خارجيا وداخليا أضعاف المقيمين.

سوريا التى نُكّل بها عقودا، ورُوّعت بأطنان المتفجرات منذ شتاء 2011 حتى وقت قريب؛ لن تعود بستانا من الياسمين بمجرد النية أو التعبير عن الرغبة؛ إنما بإمكانها أن تتماسك اجتماعيا وسياسيا فى آجال أقرب، والتماسك شرط لازم للسير باتجاه التعافى وإعادة الإعمار، وابتعاث الدولة الوطنية بالكيفية الصحيحة، من رماد حربها الأهلية وانفلات أهواء اللاعبين فيها من كل شكل ولون.
البلد بعد سنة من التغيير ليس أسوأ مما كان؛ لكنه ليس أفضل أيضا. رحل بشار ويبقى الأثر؛ وأوضح ما فيه أن الإدارة الجديدة تتساند على إرث سلفها، لتقديم نفسها المحيط القريب والعالم البعيد، وتمرير الوقت على الداخل من دون حركة جادة باتجاه التشخيص الدقيق والعلاج الناجع.

وشخصيا لا أرى جدوى من الوصم للطرفين، ولا من محاولات تبييض السمعة بأعمال دعائية، أقوى ما فيها التذرع بسواد الماضى والذين كانوا قابضين عليه بالحديد والنار.

كان بشار رئيسا واختُتمت سيرته طريدا فى المنفى، وكان الجولانى إرهابيا وحملته المصادفة أو المصالح غير المعلنة إلى مرتقى القيادة، والعبرة بحقائق الأرض وما يُستجد على سوريا، وقد انقضت شرعية الثورة فى يوم انتصاره، وبدأ عداد السياسة من ساعتها على الوافدين الجدد، وكل ما يتحقق من إنجاز سيُنسب إليهم، كما أن كل العثرات ستكون من نصيبهم وحدهم، دون شراكة من البعثيين الذين هُزموا بلا قتال، ودون وجاهة للتلطى وراء ذرائع ومبررات لا معنى لها، ولا منطق أو ضرورة.

وهنا يتوجب تحرير السردية من جذورها. وقد شاع أن العائلة الأسدية كانت تنوب عن منظومة أقلوية علوية، ما يجعل الاستدراك عليها لصالح الأغلبية السنيّة نصرا كاسحا، يكفى ويفيض عن حاجة الشعب المغيّب عن حقوق المواطنة وراء قيود الطائفة. والواقع أن الأسد الأب تسلّم السلطة فى انقلاب عسكرى له صفة حزبية، وأدار عقوده الثلاثة بمنطق شمولى أمنى، تحول إلى حالة عائلية مطعمة بشىء من حضور الأوليجاركية.

لم يحكم العلويون عمليًّا ليُقضَى عليهم بالاستبعاد اليوم، ولم تكن القضية مذهبية ليُعَدّ تقديم المُكوّن السُّنِّى اعتدالا لميزان مقلوب. وحتى مع المجادلة إلى آخر الفكرة؛ فليس الحل فى الانتقال من ديكتاتورية الأقلية إلى ديكتاتورية الأغلبية، التى سنُفاجأ لاحقا بأنها أقلوية أيضا، بعدما نكتشف أنها تختص طيفا بعينه من الطائفة العريضة، أكان أبناء الهيئة من شركاء رحلة الجولانى، أو بقية الأسرة الأصولية من حاشية التنظيمات والميليشيات ذات الهوى الرجعى.

يحتاج النظام الجديد إلى إعلان موقف واضح من فكرة الدولة الوطنية، بالنظر إلى جيشه العريض من الوافدين الأجانب. ثم نأتى للمدنية وقيمها ومرجعيتها الثقافية والدستورية، إزاء سياق تأصيلى ما يزال فى حال السيولة، وتغيب عنه المبادئ والمحددات.

وأخيرا الديمقراطية كمنظومة حُكم وشراكة، ولم تُترجَم عمليا بأية نسبة فى بناء الحكومة المؤقتة، ويغلب على الشق الذى سارت فيه باتجاه انتخاب مكون برلمانى، أن يكون أقرب إلى منطق أهل الحل والعقد فى البناء، وإلى طابع الشورى غير الملزمة فى الممارسة، مع ما وراء ذلك من إطلاق يد الرئيس دون شريك ولا رقيب.

سنة غير كافية لاحتواء مشكلات سورية العميقة؛ لكنه لا تُعوّق مُقتضيات التطمين والاحتواء. ولا يرتاح مُحبّ حقيقى لسوريا إزاء السيولة العارمة داخليا، مهما كانت النجاحات المُبشّر بها خارجيا.

الأوضاع غير مستقرة شرقا وغربا وجنوبا، ومشاعر الارتياب لا تغيب عن طيف عريض من السنة أنفسهم، وبينهم أعداد لا حصر لها من المدنيين والعلمانيين، مثقفين وفنانين وأدباء وساسة وبشرًا عاديين لا يُلوّنون يوميات حياتهم وأوطانهم بالأيديولوجيا والتصوّرات الغيبية.

يصعب التوصّل إلى حُكم مركزى تحت تصوّر أصولى، أو الذهاب إلى فيدرالية من دون وفاقٍ وتسليم بالمشتركات والثوابت العُليا. سوريا أكبر من أن تُبتَلَع وأصغر من أن تُقَسّم، كما يُقال بحق لبنان؛ لكنها ليست بعيدة من الفوضى والارتباك وجمود الأحوال، وقد اختبرتها كلها من منطقة ناعمة لخمسة عقود تقريبًا، وبأقصى صور الخشونة والاحتراق منذ فاتحة العقد الماضى.

كانت الدولة ملعبًا مفتوحًا لكل الأطراف منذ 2011، وقلة من دول المنطقة لم تتدخل، وما تزال على حال الحياد واحترام سيادة السوريين واستقلال قرارهم. لم يكن بشّار وحده أداة فى يد الخارج، ويجب ألا يظلّ المُستخلَفون عنه تحت الضغوط نفسها، وعلى المواكبة الخارجية أن تتوخّى رعاية الحوار والتوافق بين المُختلفين، وأن تستثمر فى الوطن بكامله، لا فى بعضٍ منه دون الباقين.

المُغتبط سيعتبر الحال الراهنة أفضل المراد من رب العباد، والمتشائم سيقف طويلاً على تجلّيات التشرذم والطائفية والمغالبة وصراع المكونات، وعلى الاحتلال شمالا وجنوبا، مع شمولية أقل عنفا وضجيجا مما كان مع الأسدين.

والحال؛ أن العبور على إرث الماضى لا يُمكن أن يُستضاء فيه بخرائطه، والحاجة ماسّة للقطيعة مع النظام القديم، أوّلا بالتوقف عن استجلاب الشرعية بإضاءة المصابيح الحمراء على مؤامراته المتوهَّمة، ثم بالسير فى مسار مُعاكس تمامًا لكل ما سار عليه سابقًا.

حتى الآن لم تتوسع المشاركة، لم يُدع الجميع إلى الانخراط فى ورشة البناء. لا إصلاحات دستورية حقيقية، ولا تمثيل واسع ومُتكافئ للمكوّنات، عرقيا وعقائديا وجهويا. إنها مرحلة لبناء الثقة، ولن يتبخّر الهاجس الطائفى من تلقاء نفسه؛ لا سيما أن فى الحكم طائفةً يُخشَى منها وعليها فى آن واحد. المؤسسات مُنهارة تمامًا، ولا خطوة ملموسة باتجاه إعمارها أو إعادة بنائها من منظور مُتجدّد وأكثر نجاعة.

يحق للسوريين الاحتفال؛ لأن ما عانوه كان فوق طاقة البشر. إنما يجب ألا يكون الهلع من الأسد مُبرّرًا للبقاء على حال مُحايثة وبين بين، وأن تُبنَى الشرعية على مُرتكز أنه لن يكون أسوأ مِمّا كان؛ إذ الواقع أن الأسوأ مخبوء دومًا تحت النوايا الحسنة، والانتكاسات بعد الآمال تكون أقسى مما هى عليه فى أزمنة اليأس.

سوريا فى حاجة ماسّة للجلوس مع نفسها على طاولة واحدة، بمقدار ما تُجالس الأغراب وتُغازلهم وتسعى لإقناعهم، أو نصفه، أو رُبعه على الأقل. خسر بشّار وربح الجولانى؛ لكن السوريين على الحال ذاتها بعد سنة كاملة، وهذا ما لا تندلع الثورات لأجله، ولا ما ينتظره الناس بعد موفور التضحيات.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

حسن شحاتة يقضى فترة النقاهة داخل المستشفى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو


النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في قضية أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

ضبط شاب عشرينى استدرج «طفلة 14 عاما» واعتدى عليها 3 أيام في منزله بالشرقية

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده


ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صحيفة إنجليزية تحذر رونالدو من انتقال محمد صلاح إلى الدوري السعودي

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى