فسيفساء رومانية تكشف عن قصة حرب طروادة المفقودة فى الريف البريطانى

كشفت فسيفساء عثرعليها في مزرعة روتلاند عن تصوير روماني نادر لقصة مفقودة من حرب طروادة، وهو مشهد لم يُسجل من قبل في بريطانيا، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".

قال علماء الآثار إن هذا الاكتشاف، يُعدّ من أهم الاكتشافات خلال قرن من الزمان، ويُقدّم رؤية جديدة حول كيفية تداول الأساطير الكلاسيكية في أقصى أطراف الإمبراطورية الرومانية.

بدأ الاكتشاف عندما لاحظ ابن مالك الأرض فخارًا وبلاطًا وأصداف محار متناثرة في جزء من الحقل، أظهرت صور الأقمار الصناعية مخططًا لمبنى روماني كبير ذي نهاية نصف دائرية، كشفت عملية تنقيب تجريبية صغيرة عن حافة أرضية فسيفسائية بدلًا من الجدار المتوقع أُبلغ المسؤولون المحليون، وبدأ تحقيق رسمي.

أرضية غرفة الطعام تحكي قصة منسية

اكتشف علماء الآثار من جامعة ليستر لاحقًا الفسيفساء كاملةً، ووجدوا رصيفًا بطول 10 أمتار  داخل ما يبدو أنه كان غرفة طعام الفيلا، وبدلًا من الأنماط الهندسية الشائعة في بريطانيا، عُرضت على الأرضية سلسلة من الألواح المؤطرة تشبه الصفحات المرسومة.

تُظهر اللوحة السفلية أخيل وهيكتور وهما يتقاتلان على عربات، لا يظهر هذا المشهد في "إلياذة" لهوميروس، حيث تدور المبارزة سيرًا على الأقدام.

تُظهر اللوحة أعلاه أخيل وهو يجرّ جثة هيكتور، ولكن بتفاصيل معبرة ثعبان يرتفع تحت الخيول، في الفن اليوناني القديم، يُشير ثعبان في هذه اللحظة إلى قبر باتروكلوس، حيث نفذ أخيل المذبحة، نُقلت النسخة اللاحقة المشهد إلى جدران طروادة تحافظ الفسيفساء على التقليد القديم.

تحتوي اللوحة العلوية على الصورة التي أذهلت الباحثين، ميزانٌ يوازن جثة هيكتور على كومة من الذهب، بينما يقترب بريام حاملاً أواني الفدية، لا يظهر هذا الرمز في هوميروس، بل ينتمي إلى مأساة مفقودة من تأليف إسخيلوس تُعرف باسم "الفريجيين" أو "فدية هيكتور" وصف علماء القدماء مشهد الوزن، لكن لم يُعثر على دليل بصري في بريطانيا حتى الآن.

الأساطير انتقلت عبر الإمبراطورية

مزج فنان الفسيفساء بين تقاليد فنية متعددة، بعض التفاصيل تُشبه رسومات المزهريات الأتيكية من القرن الخامس قبل الميلاد، بينما تعكس تفاصيل أخرى صورًا عُثر عليها على عملات المقاطعات الرومانية، يُشير هذا المزيج إلى أن الأساطير انتقلت عبر الإمبراطورية، ليس فقط عبر الكتب، بل أيضًا عبر سلسلة طويلة من الأنماط البصرية المشتركة.

فيلا متصلة بشبكات ثقافية بعيدة

كشفت المسوحات الجيوفيزيائية لاحقًا أن الفسيفساء تنتمي إلى مجمع فلل كبير يضم قاعات ذات ممرات، وحمامات محتملة، ومبانٍ ملحقة مُرتبة حول فناء مركزي، كان المجمع قائمًا على منحدر يُطل على نهر تشاتر، وتشير الفخاريات والعملات المعدنية إلى أن الفسيفساء وُضعت في أواخر القرن الرابع الميلادي، واستمر النشاط في المبنى بعد توقف استخدام أرضيته.

صنّفت الحكومة البريطانية الموقعَ معلمًا تاريخيًا مُسجَّلًا، يدرس الباحثون حاليًا المواد ويُعِدّون منشورًا كاملًا، ويجري التخطيط لعرض الصور والاكتشافات في متحف مقاطعة روتلاند.

دليل على النفوذ اليوناني على أطراف روما
 

تكشف فسيفساء روتلاند أيضًا كيف انتقلت القصص القديمة عبر القرون والحدود، تجمع ألواحها تفاصيل من الفن اليوناني القديم، وصور العملات الإمبراطورية، والتصميم الروماني المتأخر، والنتيجة هي سجل بصري لقصة بقيت حيةً لفترة طويلة بعد ضياع نصها الأصلي.

فسيفساء رومانية