الشاى أم القهوة.. ما المشروب الأكثر شعبية فى بريطانيا خلال القرن الـ17
الشاي أم القهوة أيهما المشروب المفضل لدى البريطانيين؟، يجيب على هذا السؤال دراسة حديثة التي أكدت أن الشاي لم يكن دائمًا المشروب المفضل لدى البريطانيين، فعند وصول الشاي إلى أوروبا في القرن السابع عشر، لم يلقَ انتشارًا واسعا، بينما ظهرت القهوة في الفترة نفسها تقريبًا، وحققت رواجا كبيرا.
مع بداية القرن الثامن عشر، شهدت إنجلترا طفرة في انتشار المقاهي، مقارنة بما شهدته الولايات المتحدة في تسعينيات القرن العشرين، أحب البريطانيون القهوة إلى حد كبير، حتى أنها بدأت تحل محل البيرة كمشروب مفضل، فقد افتتحت أول مقهى عام 1652 بالقرب من البورصة الملكية في لندن، وأصبحت القهوة مشروب التجار ورجال الأعمال.
وبحلول عام 1663، وصل عدد المقاهي في لندن إلى 83 مقهى، ثم انتشرت سريعًا في المدن الأخرى، ومع بداية عصر التنوير، أصبحت هذه المقاهي مراكز للنقاش الفكري حول السياسة، والأدب، والعلوم، والأخبار، وسط أجواء ثقافية محفزة، وفقًا لموقع هيستوري.
ماذا حدث للمقهى البريطاني؟
في أواخر القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر، بدأت شركة الهند الشرقية البريطانية في استيراد الشاي مباشرة من الصين، ومع الوقت، بدأ الشاي يتفوق على القهوة ويصبح المشروب الأكثر شعبية في بريطانيا، وهو التحول الذي ساهمت فيه أحداث كبرى مثل الثورة الهايتية.
ازدهر إنتاج القهوة في أوروبا لدرجة أن القوى الإمبريالية بدأت زراعته في مستعمراتها، وفي هايتي التي كانت تحت الحكم الفرنسي كان المستعبدون ينتجون أكثر من نصف قهوة العالم قبل الثورة التي انتهت باستقلال البلاد عام 1804.
حاولت بريطانيا نقل زراعة القهوة إلى الهند وسريلانكا، لكن المحصول تعرض لخسائر ضخمة بسبب فطر Hemileia vastatrix المعروف بـ"صدأ أوراق القهوة"، والذي أدى إلى انهيار إنتاج القهوة، وحيث إن الفطر لا يصيب نباتات الشاي، لجأت الشركات البريطانية إلى التحول لزراعة الشاي بدلًا من القهوة.
ومع عشرينيات القرن التاسع عشر، أصبح الشاي المشروب الأكثر انتشارًا بين البريطانيين، لترتبط صورته بالهوية البريطانية حتى اليوم.
Trending Plus