العريش عاصمة الثقافة المصرية.. تاريخ بوابة مصر الشرقية عبر العصور

تستضيف مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من مؤتمر أدباء مصر، لتتوج للمرة الأولى عاصمةً للثقافة المصرية، بعد محافظات مطروح وبورسعيد والوادي الجديد والمنيا، في خطوة تعكس مكانتها التاريخية ودورها الثقافي المتنامي.

تقع العريش على الساحل الشمالي الشرقي لمصر، وتمثل على مر التاريخ إحدى بوابات الدخول إلى البلاد، وشاهدة على بطولات الجيش المصري في الدفاع عن سيناء والتصدي لكل محاولات الغزو.

مدينة ضاربة في القدم

تختلف المصادر حول زمن تأسيس العريش، لكن أغلب المراجع تشير إلى أنها قامت فوق أنقاض قلاع فرعونية قديمة. وأعيد تأسيسها رسميًا في العهد العثماني خلال حكم السلطان سليمان القانوني عام 1568م، الذي شيّد فيها قلعته الشهيرة، ولم يتبق اليوم منها سوى أجزاء محدودة.

سرّ التسمية.. روايات متعددة

تحمل العريش اسمًا ثريًّا بالروايات والدلالات، أبرزها: المعراشات: حيث كان السكان الأوائل يقيمون عرايش من جريد النخيل للسكن، ومنها اشتُق اسم المنطقة.
الرواية التاريخية الإسلامية: إذ يروى أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل رسالة لعمرو بن العاص عندما كان متجهًا إلى مصر، ولما سأل أصحابه عن موقعهم قيل له: "نحن بالعريش"، وهي أول أرض مصر من الشرق.

ابن حوقل: ينسب الاسم إلى لفظ “العرش” في القرآن الكريم في قوله تعالى "وَمَا كَانُوا يَعْرِشُون"، أو إلى العريش الذي أقامه إخوة يوسف عليه السلام زمن القحط.

روايات أخرى تشير إلى أن النبي إبراهيم عليه السلام اتخذ فيها عريشًا، أو أنها سُميت نسبةً إلى العريش بن مالك من قبائل لخم، أو لوجود عرش السلطنة حيث استقبل يوسف أبويه وإخوته.

هذه التعددية في الروايات تعكس عمق المدينة ومرورها بعدة حضارات شكلت هويتها على مر القرون.

موقع استراتيجي

وتصف المراجع الجغرافية القديمة العريش بأنها مدينة ذات هواء طيب وماء عذب، ما جعلها محطة مهمة للمسافرين والقوافل، ومدينة ذات خصوصية حضارية بين مصر وبلاد الشام.