تمساح الزوامل بالشرقية.. رمز الخير والشر فى مصر القديمة
تشهد محافظة الشرقية في هذه الساعات حالة من الجدل ولفت الانتباه، حيث ظهر تمساح كبير في قرية الزوامل بالمحافظة، وتجرى الآن عمليات بحث مكثفة من 5 فرق لـ 6 جهات مختلفة، وبمجرد الحديث عن التماسيح نعود بالزمن إلى مصر القديمة، حيث ارتبط التمساح بالمصريين منذ العصور الفرعونية القديمة، فكان رمزا للخير والشر معا، إذ ظهر بصورة متناقضة عند المصريين القدماء، ما بين التقديس والكراهية والتدنيس، وهو ما نوضحه فى السطور التالية.
التمساح رمز الخير والشر معا
والتماسيح ظهرت بصورة متناقضة فى الأدبيات المصرية القديمة، إذ ظهر أن التمساح يُعبد باسم الإله "سوبك"، خاصة فى كوم أمبو والفيوم، وإن كانت مومياوات التماسيح المحنطة التى ظهرت، تكشف عن عبادة التمساح فى كل بقاع مصر، وأيضًا نجد أنه يمكن اصطياده ومطاردته، وفقا لكتاب "التمساح فى الفن القبطى" تأليف بولين تودرى.
وهو ما يتفق مع ما جاء فى كتاب "أقاليم مصر العليا" تأليف الدكتور محمد على، إذ ذكر أن التمساح كان المعبود المحلى لـ"كوم أمبو"، وهو المعبود "سوبك" رمز الخصوبة والنماء والقوة والذى رمزوا له بهيئة التمساح.
وبالعودة إلى كتاب "التمساح فى الفن القبطى" نجد أيضا أن التماسيح كانت تعبر عن المعبود الصالح "أوزوريس"، لكنه فى نفس الوقت يُعبر عن أخيه الشرير "ست"، وأيضًا يمكن أن يُمثل المعبود "رع"، وأوضح الكتاب أنه فى الوقت الذى يُظهر فيه المصريون القدماء رغبتهم فى أن يتحولوا إلى تماسيح بعد الموت، نجد أن التمساح الذى يُمثل الشيطان، يلتهم أو يفنى أرواح الأموات الذين لم يعيشوا حياة طاهرة أو فاضلة، ولذلك فهم محتاجون إلى تميمة أو تعويذة تحميهم من التماسيح فى الحياة الأخرى "وهذه التميمة على شكل تماثيل صغيرة للتمساح".
وهو ما يتفق أيضا مع دراسة نشرتها مجلة "الفنون الشعبية" فى الأعداد (54 – 57) عام 1997، حيث أكدت أن التمساح كان يدخل فى المعتقد الشعبى من أوسع الأبواب.
متحف التمساح بأسوان
بسبب أهمية التمساح في مصر القديمة تم تشييد متحف للتمساح في محافظة أسوان في عام 2011، ويتم الاحتفال بذكرى تشييده في يوم 31 يناير من كل عام، ويعد متحف التمساح بأسوان أحد أهم المتاحف النوعية بالمحافظة، وهو يقع بجوار معبد كوم أمبو في الجهة الشرقية لنهر النيل ليسلط الضوء على المعبود سوبك أحد معبودات مدينة كوم أمبو.
ويعرض المتحف عددًا من مظاهر عبادة المعبود سوبك الذي يتخذ هيئة التمساح وما أرتبط بها من تحنيط التماسيح وغيرها من الطقوس، ويضم نموذجًا لمقبرة تماسيح وعددًا كبيرًا من مومياوات التماسيح أكبرها مومياء يبلغ طولها 4.30 م، بينما يبلغ طول أصغرها 2م، بالإضافة إلى مجموعة من أجِنة التماسيح، ونماذج للأعين والأسنان الذهبية والعاجية للتماسيح المحنطة.
Trending Plus