عُثر فى كرواتيا على عملات فضية نادرة تعود إلى الحملة الصليبية الأولى

اكتشف علماء الآثار في كرواتيا، كنزًا نادرًا من العملات الفضية من العصور الوسطى ، مرتبطًا بعصر الحملة الصليبية الأولى، وهو اكتشاف يصفه علماء الآثار بأنه أحد أهم الاكتشافات النقدية في أوروبا، ظهر الكنز خلال أعمال تنقيب في موقع باتينا بمنطقة بارانيا، وهو موقع معروف منذ زمن طويل بطبقاته التي تعود إلى العصر الحديدي ودوره على طول الحدود الرومانية، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".

ولم يتوقع الباحثون على الإطلاق العثور على مواد تعود للعصور الوسطى، لكن الحفريات كشفت عن مجموعة غير عادية من العملات الفضية المبكرة.

قال الخبراء إن العملات المعدنية من فترة الحملة الصليبية الأولى نادرًا ما تُعثر عليها في المناطق الداخلية، وقد لفت هذا الاكتشاف انتباه مؤرخي العصور الوسطى وعلماء العملات في جميع أنحاء أوروبا، الذين يعتقدون أنه قد يُعيد صياغة فهم حركة العملات وطرق السفر خلال أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر.

أعمال التنقيب الأثرى

تجري أعمال التنقيب الأثري في باتينا منذ عام 2008، وتركزت بشكل كبير على التحصينات القديمة، والهياكل العسكرية الرومانية، ورواسب ما قبل التاريخ، وبسبب هذه الطبقات القديمة العميقة، لم يتوقع الباحثون العثور على قطع أثرية من العصور الوسطى.

وصرح أمين المتحف وعالم الآثار، دوماغوي دوجميتش، بأن هذا الاكتشاف جاء دون سابق إنذار، وكان الفريق يفحص رواسب العصر الروماني عندما عثروا على قطع أثرية بدا واضحًا أنها في غير مكانها.

قال دوجميتش: "لم نتوقع العثور على أي شيء من العصور الوسطى هنا، وخاصةً عملات فضية بهذه الندرة".
وأضاف أنه حتى في فرنسا، حيث سُكّت هذه العملات، نادرًا ما نجد نماذج منها نظرًا لنقص الفضة على مستوى القارة خلال تلك الحقبة.

العملات المعدنية فرنسية من العصور الوسطى

يضم الكنز 56 عملة فضية فرنسية من العصور الوسطى، سُكّت في ليموج وتولوز وألبي وأبرشية لو بوي، يُرجع الباحثون تاريخ هذه القطع إلى أواخر القرن التاسع ومنتصف القرن الثالث عشر، وهي فترة زمنية تمتد إلى فترة الحملة الصليبية الأولى من عام 1096 إلى عام 1099، ويشير ظهورها في شمال كرواتيا إلى وجود روابط غير متوقعة بين أوروبا الغربية وحوض نهر الدانوب.

النقص الشديد في الفضة في العصور الوسطى

اتسمت الفترة التي مثّلها الكنز بندرة واسعة النطاق في الفضة، أدى انخفاض إنتاج التعدين، وانقطاع طرق التجارة، وعدم الاستقرار السياسي إلى الحد من الإنتاج في دور سك العملة الفرنسية.

لم يبقَ من هذه الحقبة سوى نماذج فردية أو أعداد قليلة للغاية، وتمثل عدة عملات من باتينا أكثر من 10% من جميع العينات المعروفة من نوعها حول العالم، وهو تركيز يصفه الخبراء بأنه استثنائي.

روابط محتملة مع الحركة الصليبية والحج

لأن هذه العملات المعدنية مصدرها مناطق شاركت في حشد الصليبيين، يعتقد العلماء أن الكنز قد يكون مرتبطًا بمجموعات مسافرة نحو الأرض المقدسة، وقد جعل موقع كرواتيا الجغرافي ممرًا طبيعيًا للصليبيين أو الحجاج المتجهين عبر البلقان نحو القسطنطينية وبلاد الشام.

يقدم هذا الاكتشاف دليلاً ماديًا على أن المسافرين من أوروبا الغربية ربما مروا عبر المنطقة ويفتح المجال أمام إمكانية رسم خرائط للطرق الأقل شهرة في العصور الوسطى.

عملات معدنية فرنسية من العصور الوسطى