لماذا يشعر البعض بالحزن فى الشتاء.. ما تقوله الدراسات وأهم النصائح

مع قصر النهار وبرودة الهواء يشعر الكثيرون بتقلبات مزاجية، فقد تلاحظ أنك تنام أكثر أو تشتهي طعامًا معينا أو تشعر بتعب شديد يمنعك من التواصل الاجتماعي و هذا ليس بالأمر الغريب، بل إنه يحدث لملايين الأشخاص كل شتاء.

وفقا لتقرير نشره الموقع الإلكتروني"أونلي ماي هيلث"، فإن الطقس الغائم في فصل الشتاء وقلة ضوء الشمس واضطراب الروتين تجعل البعض  يعانون من "كآبة شتوية" خفيفة تتلاشى مع الوقت، ويصاب آخرون بنوع أكثر خطورة من الاكتئاب يعرف باسم الاضطراب العاطفي الموسمي، فإذا كنت تشعر  بالضعف والإحباط في الشتاء فيجب عليك أن تفرق  بين كآبة الشتاء والاضطراب العاطفي الموسمي. 

أسباب الشعور باكتئاب الشتاء
 

وحسب التقرير فإن الشعور بالكآبة خلال فصل الشتاء ليس أمرًا غريبًا، ولكن من المهم إدراك متى تصبح هذه المشاعر حادة ، لأن الاضطراب العاطفي الموسمي  يؤثر على الكثيرين وقد يعيق حياتهم إذا لم يعالج مع ضرورة الوقاية المبكرة وتغيير نمط الحياة والعلاج المهني، مثل العلاج بالضوء والاستشارات النفسية.

وجدت دراسة نشرت في مجلة الاضطرابات العاطفية أن الاضطراب العاطفي الموسمي يصيب ما بين 1% و3% من سكان البلدان الاستوائية، وما يصل إلى 10% في المناخات الباردة، ووجد الباحثون أن انخفاض ساعات النهار قد تؤدي إلى اضطرابات في مستويات الميلاتونين والسيروتونين، مما يؤثر بشكل مباشر على المزاج ومستويات الطاقة.

تقول الدكتورة ريما بهانديكار عالمة النفس في الهند إن السبب الرئيسي لتقلبات المزاج الشتوية هو قلة التعرض لأشعة الشمس، فعندما يقل ضوء الشمس تتعطل الساعة البيولوجية للجسم مما يؤثر على النوم ومستويات الطاقة وتنظيم المزاج، وتؤثر قله التعرض للشمس أيضا على ساعتك الداخلية مما يعيق الحفاظ على انتظام مواعيد النوم والاستيقاظ ويسبب ذلك إنخفاض إنتاج السيروتونين وهو ناقل عصبي ينظم المزاج ويمنع  الشعور بالاحباط أو الانفعال.

  ماذا  يحدث داخل الجسم في فصل الشتاء؟

تضيف عالمة النفس أن ارتفاع مستويات الميلاتونين وهو  الهرمون المرتبط بالنوم والتعب والخمول غالبا ما يؤدي إلى الشعور بالخمول الذي يعاني منه الكثيرون خلال الأشهر الباردة، موضحة أن ليس كل من يشعر بالحزن في الشتاء مصابًا بالاكتئاب، فالبعض يعاني من كآبة شتوية مؤقتة تتحسن من تلقاء نفسها ولكن استمرار الحزن قد يشير إلى اضطراب عاطفي موسمي.

تشرح بهانديكار الفرق بين كآبة الشتاء والشعور بالحزن، فكآبة الشتاء هي شعور خفيف بالحزن، مع استمرار القدرة على إدارة أنشطتك اليومية وقد تنام أكثر قليلاً أو تشعر بتعب بسيط  لبضعة أيام، أما بالنسبة للشعور بالحزن هو شعور مستمر بالحزن، أو اليأس، أو الفراغ لأكثر من أسبوعين، مع أعراض تعيق الحياة اليومية، مثل التعب الشديد أو النوم الزائد أو الانعزال عن التفاعلات الاجتماعية. 

ماهى العلامات المبكرة لتحول كآبة الشتاء إلى اكتئاب؟

تذكر عالمة النفس العلامات المبكرة التي تشير إلى تحول كآبة الشتاء إلى اكتئاب وهى الآتي:
-فقدان الاهتمام بالأنشطة التي تستمتع بها عادةً
-صعوبة النهوض من السرير صباحًا
-النوم لفترة أطول من المعتاد
-الشعور بالإرهاق وعدم القدرة على التركيز
-إذا لاحظت أنك تنعزل عن أصدقائك، أو تفوت وجبات الطعام، أو تشعر بالتعب المستمر رغم الراحة، فالأمر لا يقتصر على الطقس فقط وتحتاج إلى المساعدة من متخصص.

وبالنسبة للشعور بالحزن  إذا لم يتحسن مزاجك بعد أسبوعين، أو شعرت باستنزاف كامل لطاقتك، فقد حان الوقت لطلب المساعدة من متخصص يمكنك التحكم في الأعراض واستعادة توازنك النفسي.

تقدم دكتورة علم النفس بعض النصائح للحفاظ على مزاجك في فصل الشتاء عن طريق تغييرات بسيطة في نمط حياتك تساعدك في الوقاية من الحزن المرتبط بالشتاء والحد منه  وهى الآتي:

-احصل على ضوء الشمس في الصباح الباكر كلما أمكن، فهو يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية لجسمك.

-مارس أنشطة خارجية، حتى المشي لمسافات قصيرة خلال النهار.

-التزم بروتين نوم منتظم، فالاستيقاظ والنوم في نفس الوقت يوميًا مفيد.

-خطط لأنشطة ممتعة أو مناسبات اجتماعية خلال أشهر الشتاء للبقاء على تواصل وتحفيز.

- احرص على القيام بعادات بسيطة، مثل إبقاء غرفتك مضاءة، أو استخدام إضاءة دافئة، أو ممارسة الرياضة في الداخل، يمكن أن تحدث فرقًا.

وبالنسبة للحد من الاكتئاب الموسمي في فصل الشتاء يكون عن طريق عدة طرق إذا استمرت الأعراض وهى :
 

-العلاج بالضوء: التعرض للضوء الاصطناعي الساطع يمكن  أن يماثل ضوء الشمس ويوازن الهرمونات المرتبطة بالمزاج.

-ضرورة العلاج النفسي فيمكن للعلاج السلوكي المعرفي أن يساعد في إعادة صياغة الأفكار السلبية وتطوير عادات تأقلم صحية.

-الأدوية: في الحالات الشديدة، يمكن لمضادات الاكتئاب التي يصفها طبيب نفسي أن تساعد في إدارة الأعراض.

-دعم نمط حياة صحي : يمكن لاتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على روتين يومي أن يحسن  من استقرار المزاج.