الكتان يحتل مكانة مرموقة لدى المزارعين.. أفضل الأراضي الملائمة لزراعته بالوجه البحري.. يمكن استغلال كل جزء في النبات.. الزيت المستخلص منه يتميز بارتفاع الأحماض الدهنية غير المشبعة.. ومخلفاته تدخل صناعة الأعلاف

محصول الكتان واحد من النباتات الزيتية الحولية، والمحاصيل الاستراتيجية التى باتت فى مقدمة أولويات قطاع عريض من المزارعين، بسبب حجم الطلب عليها، وقاعدتها التسويقية التى تضمن لهم تحقيق مردود وعائد اقتصادى مرضى بحلول نهاية الموسم.
و تسعى الدولة لتعظيم الاستفادة الاقتصادية المرجوة منها، وهى المسألة التى تقتضي، توفير المقومات الأساسية التى تساعد على تحقيق هذا الهدف، مع الارتقاء بخبرات المزارعين، وتقديم الدعم الفنى والإرشادي، للوصول لأفضل النتائج فى نهاية المحصول.
و يحتل الكتان مكانة مرموقة فى قائمة أولويات قطاع عريض من المزارعين، نظرًا لارتفاع عوائده الاقتصادية، والتى يمكن مضاعفتها حال استكمال حلقة الإنتاج بالدخول لدائرة التصنيع.
ووفقًا لمعهد المحاصيل الحقلية فإن أفضل الأراضى الملائمة لزراعة محصول الكتان هى المناطق الموجودة بمحافظات الوجه البحري، لأن إنتاجية هذه الأراضى تلبى احتياجات "المُصنعين"، من الألياف سواء الطويلة أو القصيرة.
ويعد الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر وحتى منتصف شهر نوفمبر، هى الفترة المثلى لزراعة محصول الكتان، والتأخر عن هذا التوقيت، ينعكس بالسلب، على حجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم، لأن الابتعاد عن الفترة المثلى للزراعة، يؤدى للدخول فى مرحلة النمو الثمرى دون اكتمال النمو الخضرى على النحو المطلوب، وهى المسألة التى تؤثر بالسلب على طول وكمية “الألياف”، بالإضافة لتعزيز فُرص الإصابة بالعديد من الأمراض وأبرزها “البياض الدقيقي”.
وأوضح معهد المحاصيل الحقلية أن الأصناف المعتمدة والمتاحة 3 أنواع زيتية: ويتحصل المزارع منها على محصول بذرة مرتفع وألياف منخفضة، وثنائية: يتحصل منها المزارع على نسب متقاربة من الألياف والزيوت، ومنها "جيزة 11 و12 "و ليفية: ويتحصل منها المزارع على محصول ألياف مرتفع على حساب البذور.
قال الدكتور عبد الرحيم السمواتي، رئيس بحوث بمعهد بحوث أمراض النبات أن الكتان واحد من محاصيل الألياف التى تعامل معها الإنسان على مر التاريخ، وفى أغلب الحضارات الإنسانية.
وأوضح أن محصول الكتان واحد من المحاصيل التى يمكن استغلال كل جزء فيها، كونه يمثل قيمة اقتصادية متفردة ومنفصلة، وذات عائد مُجدي، يعود بالنفع على مزارعيه.
أضاف أن زراعة الكتان لها عدة أهداف، إما الحصول على "الألياف" أو الحصول على "البذرة" أو التحصل على "البذرة والألياف" معًا، موضحًا أن كل غرض منها، له الأصناف الخاصة الموصى بها.
ولفت إلى أن زراعة الكتان الليفي، تعتمد بالأساس على أصناف "سخا 3" و"جيزة 9 و11" بالإضافة إلى أصناف "سخا 6" و"جيزة 11 و12 " بالنسبة لزراعة الكتان ثنائى الغرض، بهدف الحصول على الألياف والبذرة، فيما ينصح بصنف "سخا 5" حال الرغبة فى الحصول على البذرة فقط.
وأوضح أن بذرة نبات الكتان تتميز بارتفاع نسبة الزيوت فيها، والتى تتراوح عادة بين 32 إلى 45٪ وبالإضافة إلى هذه المميزات التى يتمتع بها محصول الكتان، فهو غنى بالبروتين والأملاح المعدنية والفيتامينات، علاوة على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات، ما يؤهله للدهول فى العديد من الصناعات الغذائية والطبية.
وأوضح أن الزيت المستخلص من البذرة يتميز بارتفاع الأحماض الدهنية غير المشبعة، أو "أوميجا 3" علاوة على دخوله فى العديد من الصناعات مثل الدهانات والأحبار.
وأكد أن فوائد محصول الكتان لا تتوقف عند هذا الحد وإنما تمتد لجوانب أخرى، موضحًا أن مخلفات البذرة وهى الكسب والكبسولة، تدخل ضمن صناعة الأعلاف، كأحد الموارد الهامة التى تخدم هذا الملف.
ومن مزايا ألياف الكتان، أنها أمتن من مثيلتها المصنوعة من القطن، علاوة على دخول الألياف الطويلة الناعمة منها فى صناعة الأنسجة االفاخر.
وأوضح السمواتى أن الدرجات الأدنى من ألياف الكتان يتم توجيهها لصناعة المنسوجات والمفروشات المختلفة، على أن تستخدم المخلفات فى صناعة الحبال والدوبارة وأقمشة الخيام.
وكشف أن المخلفات الناتجة عن فصل لحاء الكتان، لها استخدامات صناعية، حيث يتم الاستفادة منها فى تصنيع الخشب الحبيبى.
Trending Plus