بدون حقن وبأقل فترة علاج.. أمل جديد لمكافحة السل المقاوم للأدوية بأقراص بالفم

يعد مرض السل أحد الأمراض المعدية الرئيسية القاتلة في جميع أنحاء العالم، وقد شكل تحديًا منذ فترة طويلة، وخاصة مع ظهور الأشكال المقاومة للأدوية، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة Newsweek.

ادوية بالفم للسل

وأضافت المجلة، إنه مع ذلك، تقدم الأبحاث الجديدة أملاً جديداً في المعركة ضد هذه الأزمة الصحية العالمية، فقد كشفت تجربة سريرية دولية عن 3 أنظمة دوائية فعالة للغاية لعلاج السل المقاوم للريفامبين، وهو المضاد الحيوي الأقوى من الخط الأول المستخدم لعلاج السل.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه النتائج، التي نشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية، إلى تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع علاج السل المقاوم للأدوية.

لماذا مهم؟..

يُعد مرض السل تحديًا صحيًا عالميًا كبيرًا، حيث يتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص في عام 2023 وحده، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 410 آلاف شخص على مستوى العالم يصابون بمرض السل المقاوم للأدوية كل عام، مع عدم تشخيص العديد من هذه الحالات أو علاجها.

وأوضحت المجلة، إن أنظمة العلاج الجديدة التي تم التوصل إليها في تجربة القضاء على السل قد تغير التوقعات بالنسبة لهؤلاء المرضى، حيث تتراوح معدلات النجاح بين 85-90% مقارنة بـ 81% للمجموعة الضابطة.

وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة لأنها تنطوي على آثار جانبية أقل، ومدة علاج أقصر، وبأسعار معقولة، مما يمنح الأمل في تحقيق نتائج أفضل للمرضى.
ما الذي يجب أن تعرفه..

وتقدم الأنظمة العلاجية الجديدة، التي تم اكتشافها من خلال التجربة السريرية للقضاء على السل، حلولاً واعدة للأشخاص الذين يعانون من السل المقاوم للريفامبين، وهي سلالة أصبح علاجها صعباً بشكل متزايد.

وقد اختبرت التجربة 5 أنظمة علاجية فموية بالكامل لمدة 9 أشهر تجمع بين عقارين جديدين ـ بيداكويلين وديلامانيد ـ وأدوية قديمة، وقد اعتُبرت ثلاثة أنظمة ناجحة، حيث كان أداؤها على الأقل أفضل من أداء المجموعة الضابطة.

وعلى عكس العلاجات القديمة، التي كانت تتطلب حقنًا يومية وفترات علاج طويلة، فإن هذه التركيبات الجديدة تعتمد بالكامل على الأقراص ويمكن تصميمها لتناسب احتياجات المريض الفردية، مما يقلل من الآثار الجانبية ويجعل العلاج أكثر سهولة في الوصول إليه.
وقد تم تسجيل 754 مريضًا في 7 دول، بما في ذلك جورجيا والهند وكازاخستان وليسوتو وباكستان وبيرو وجنوب إفريقيا، في تجربة القضاء على مرض السل.

خريطة تجارب السل..

شمل المشاركون مجموعة متنوعة من الأفراد، مثل الأطفال والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو التهاب الكبد الوبائي سي، وهي مجموعات يتم استبعادها غالبًا من التجارب السريرية، كما تم تضمين النساء الحوامل اللاتي حملن أثناء العلاج.
وقد تم إضافة هذه الأنظمة العلاجية الثلاثة التي تم تحديدها حديثًا إلى قائمة منظمة الصحة العالمية لخيارات العلاج الموصى بها لمرض السل المقاوم للأدوية بعد نشر تقرير خاص في أغسطس 2024.

وقالت كارول ميتنيك، الباحثة الرئيسية المشاركة في التجربة، في بيان: "لقد حددت هذه الشراكة التي تقودها جامعة هارفارد بين المنظمات غير الحكومية ووزارات الصحة وشركاء أكاديميين آخرين 3 أنظمة علاجية جديدة من شأنها أن تجعل الرعاية المنقذة للحياة أكثر سهولة في الوصول إليها بشكل كبير، مضيفا، لقد قمنا أيضًا بحل سؤال بالغ الأهمية تركته تجارب صناعة الأدوية مفتوحة والتي جلبت البيداكويلين والديلامانيد إلى السوق: كيف يمكن استخدام هذه الأدوية الجديدة لتقصير وتبسيط العلاج مع الحفاظ على الفعالية؟"

ومع إضافة هذه الأنظمة العلاجية الثلاثة الجديدة إلى المبادئ التوجيهية العلاجية العالمية، فإن الخطوات التالية ستركز على ضمان توافرها على نطاق واسع وإمكانية الوصول إليها.

وكتب المؤلفون "إن نتائج تجربة القضاء على السل تعمل على تحسين احتمالات العلاج الفعال والبسيط الذي يتم تناوله عن طريق الفم للبالغين والأطفال المصابين بهذا المرض".