على بحر غزة.. "حماس" تسلم 3 محتجزين بينهم أمريكي وفرنسي إلى إسرائيل مقابل الإفراج عن 183 أسيرا فلسطينيا.. قوات الاحتلال تفاقم الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية وتقطع الماء والكهرباء والإنترنت عن جنين وطولكرم

سلمت الفصائل الفلسطينية، السبت، 3 محتجزين بينهم أمريكي وفرنسي، إلى الصليب الأحمر الدولي، والذي نقلهم بالفعل إلى يد سلطات الاحتلال الإسرائيلية.

ومن ضمن المفرج عنهم المواطن الأمريكي، كيث شمونسل سيجال، البالغ من العمر 65 عاما ويعاني من الأمراض، بعد اعتلائه منصة في ساحة واسعة على شاطئ البحر بميناء غزة، ووقع ممثل الصليب الأحمر، على وثيقة استلام المحتجزين.

وسلمت حماس زوجة سيجال ضمن صفقة التبادل التي أبرمت في نوفمبر 2023، وكان من المقرر أن يكون سيجال ضمن الدفعة التالية لتبادل الأسرى، إلا أن الجيش الإسرائيلي استأنف الحرب، ما عطل إطلاق سراحه.

سيجال

مراسم التسليم في ميناء غزة

كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، في بيان مشترك السبت، أن قوة عسكرية إسرائيلية تسلمت عوفر كالديرون وياردين بيباس، والذين أُطلقت حركة "حماس" سراحهما، في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

بدوره رحب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالإفراج عن المواطن الفرنسي – الإسرائيلي عوفر كالديرون، من قبل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وكتب ماكرون على إكس: عوفر كالديرون حر، إننا نشارك أحباءه الفرح الهائل بعد 483 يومًا من الجحيم الذي لا يمكن تصوره".

وأضاف: "أفكارنا مع أوهاد ياهلومي، الذي لا يزال في قبضة حماس، ومع عائلته. وتبذل فرنسا كل ما في وسعها لضمان إطلاق سراحه دون تأخير".

واستعرضت الفصائل الأسلحة والسيارات التي استولت عليها من قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الدائرة بينهم، أثناء تسليم الرهائن في ميناء غزة وخان يونس، جاء ذلك ضمن الدفعة الرابعة من المرحلة الأولى لصفقة التبادل بين المقاومة وإسرائيل.

مراسم التسليم في ميناء غزة

اصطفافط قوات حماس

قوات حماس

محتجز وسط الفصائل

المحتجزين

ودعت حركة حماس السبت، إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإلزامه بتنفيذ البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار وعدم المماطلة والمراوغة .
وأضافت الحركة ـ في بيان ـ إنه على الرغم من الظروف القاسية ، إلا أنها حرصت على توفير الرعاية الصحية اللازمة للمحتجز الاسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية كيث شمونسل سيجال (65 عاما) ويعاني من أمراض متعددة.

وبموجب الاتفاق أفرجت إسرائيل عن 183 أسيرا فلسطينيا، ضمن الدفعة الرابعة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بينهم 18 أسيرا من ذوي المؤبدات، و54 أسيرا من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات، و111 أسيرا من أبناء قطاع غزة الذين تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر 2023.

وصول الأسرى

أسير مفرج عنه

في سياق منفصل وفي الضفة الغربية، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم السادس على التوالي، مخلفة دمارا كبيرا في ممتلكات المواطنين ومنازلهم، والبنية التحتية، ما أدى إلى نزوح عشرات العائلات قسرا.

ففي مدينة طولكرم، جابت دوريات راجلة من جيش الاحتلال شوارع المدينة خاصة في الاحياء الغربية والجنوبية والشرقية، وداهمت منازل المواطنين وفتشتها ودققت في هوياتهم، وحولت عدة مبان سكنية وتجارية الى ثكنات عسكرية ونشرت قناصتها فوق اسطحها.

ومن بين هذه المباني: مجمع العدوية التجاري قرب مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وعمارتي الدوو ودياب وسط المدينة، وعمارة الزهراء وعمارة الاغاثة الزراعية في الحي الغربي، وعمارة البعباع في سوق الخضار.

وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال المتواجدة في العمارات التجارية أطلقت طوال الليل، طائرات تصوير بشكل مكثف في منطقة سوق الخضار، فيما اقتحم جنود مشاة المقبرة الغربية ونفذوا أعمال تمشيط داخلها وفي محيطها.

وقالت وكالة "وفا"، إن قوات الاحتلال تنفذ عمليات تفتيش وتمشيط في أحياء المدينة وتنصب الكمائن بين الأشجار والمنازل وفي الأزقة، وتلاحق المواطنين والمركبات وتجبرهم على العودة لمنازلهم، فيما داهمت محلات تجارية في الحي الشرقي بعد تحطيم اقفالها بأدوات ثقيلة.

وتواصل قوات الاحتلال حصار لمستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية وإخضاعها للتفتيش واستجواب المسعفين واحتجازهم.

تدمير شوارع طولكرم

تجريف الشوارع

وفي مخيم طولكرم، تواصل قوات الاحتلال فرض حصار مشدد على المخيم، وتنشر دوراتها الراجلة في كافة حاراته، ويعتلي قناصتها المباني المرتفعة داخله وفي محيطه.

وأفاد شهود عيان لوكالة "وفا"، بأن قوات الاحتلال تواصل اجبار المواطنين في المخيم على مغادرة منازلهم في حارات النادي والشهداء والغانم والمطار وأبو الفول.

وأضافوا أن هذه العمليات تضمنت تدمير محتويات المنازل وتفجير عدد منها وهدمها واحراقها، كوسيلة لترهيب المواطنين والضغط عليهم، بحجة البحث عن مطلوبين.

ويأتي هذا التصعيد المتواصل منذ ستة أيام وسط أوضاع إنسانية صعبة للغاية تفاقمت نتيجة تدمير المرافق الأساسية والبنية التحتية في المخيم  من قبل جرافات الاحتلال، وما رافقه من انقطاع التيار الكهربائي والمياه والاتصالات والانترنت، ونقص في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.

وعن جنين فيواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على المدينة ومخيمها، لليوم الـ 13 على التوالي، مخلفا 19 شهيدا وعشرات الإصابات والاعتقالات.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت 4 مواطنين بعد اقتحامها بلدة قباطية، وأحرقت مركبة قبل انسحابها، كما اعتقلت شابا بعد الاعتداء عليه بالضرب خلال اقتحامها بلدة عرابة جنوب جنين.

وواصلت قوات الاحتلال، نسف منازل المواطنين في مخيم جنين، مع استمرار اقتحامها له، وسمعت أصوات انفجارات داخله، ناجمة عن تفجير منازل المواطنين خاصة في حارات: الدمج، وعبد الله عزام، والبشر.

وأحدثت جرافات الاحتلال دمارا هائلا في حارة الدمج، والمدخل الشرقي من المخيم، وتستمر بتدمير شارع مستشفى جنين الحكومي والبنية التحتية فيه، كما تعرقل قوات الاحتلال دخول وخروج مركبات الإسعاف من وإلى المستشفى.