ما أهم النصائح التى يجب على مرضى السكر اتباعها؟.. تناول وجبات غذائية صحية لا تقل نسبة البروتين فيها عن 10%.. وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا.. والإهمال يجر مضاعفات أبرزها الإصابة باعتلال شبكية العين

يعرف مرض السكر على إنه اضطراب في ميتابوليزم الكربوهيدرات ينتج عنة إرتفاع في مستوي الجلوكوز في بلازما الدم حاد، و هذا الإضطراب قد ينتج عن نقص في إفراز هرمون الإنسولين الذي يفرز بواسطة خلايا بيتا في البنكرياس أو قد يحدث نتيجة مقاومة الإنسولين أو قد ينتج عن تحطم يحدث في الخلايا بيتا المفرزة للإنسولين ننيجة خلل في المناعة الذاتية لدي مريض الداء السكري.
وينقسم الداء السكري إلى 3 أنواع شائعة وهي مرض السكر من النوع الأول، وهو مريض يعتمد في علاجه على الإنسولين ويمثل من 5% إلى 10% من المصابين بهذا المرض أغلبهم من الأطفال أما النوع التاني هو مرض السكر من النوع التاني، و المصابين بهذا النوع لا يعتمدوا على الإنسولين بل يتم علاجهم بأدوية السكر وهم يمثلوا من 90% - 95% من إجمالي المصابين بهذا لمرض، أما النوع الثالث هو سكر الحمل والذي قد تصاب به نسبة من السيدات الحوامل نتيجة لزيادة كتلة الجسم أو انها تعاني من إضطراب هرمونات الجسم أثناء الحمل أو لديها تاريخ مرضي بهذا النوع من داء السكر.
وحدد معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية عدد من النصائح لضبط مستوى جلوكوز بلازما الدم، وأهمها لابد من وجبات غذائية سليمة وهي الوجة الأخر للعملة مع الدواء فعدم الإنتظام على وجبات غذائية صحية وكافية من شأنة عدم كفاءة نتائج الأدوية، إستمرار إرتفاع مستوى السكر مما يؤثر على أعضاء أخرى بالجسم ويحدث تدهور بها وإصابتها بأمراض مثل إعتلال في شبكية العين وفقد الكتله العضلية وحدوث هزلان بالجسم وتحلل للأنسجة الدهنية المحيطة بأجهزة الجسم وقد يحث فشل في عضلة القلب وضيق في الأوعية الدمويه نتيجة إرتباط السكر في مجرى الدم مع الهيموجلوبين لذلك لابد من التخطيط لوجبات غذائية متكاملة وصحية لابد أن تكون متلازمة مع ممارسة تمرينات رياضية لمدة نصف ساعة يوميا متوسطة الشدة لا خفيفة ولا عنيفة وخفض مستوى التوتر والقلق إلى أدنى مستوى.
وتعتمد الاحتياجات الغذائية لمريض السكر على عدة عوامل هامة هى الاحتياجات اليومية من الطاقة تبعا للجنس والسن وكتلة الجسم والنشاط البدني للمريض، فكلما حدث تقدم في العمر تقل احتياجات الجسم من الطاقة والذكر إحتياجاتة من الطاقة تزيد عن الأنثى وكلما زاد مؤشر كتلة الجسم يقل احتياجاته من الطاقة وكلما قل المجهود البدني الذي يقوم به المريض تقلل من إحتياجاته من الطاقة.
وعند تخطيط نظام غذائي لمريض السكر لابد من الأخذ في الإعتبار نسبة كلا من المغذيات الكبرى مثل الكربوهيدرات حيث تمثل من 45- 65% من الطاقة الكلية الذي يحصل عليها يوميا ولابد الأخذ في الاعتبار نوع الكربوهيدرات لأن يكون من الكربوهيدرات المعقدة والتى تحتوي على نسبة عالية من الألياف وأن تكون ذات مؤشر جلايسيمي منخفض أقل من 55 وأيضا تكون ذات حمل جلايسيمي منخفض أي تحتوي على كمية سكر لا ترفع مستوى سكر الدم بمقدار كبير، وقد وجد إنه كلما زاد درجة نضج الفاكهة يزيد من مؤشرها الجلايسيمي فترفع من سكر الدم بسرعة وكذلك كلما زادت درجة تسوية الغذاء وكلما أحتوت على سكريات بسيطة بينما الأغذية المحتوية على نشويات عالية ونسبة الأميلوز إلى الأميلوبكتين أعلى يقل المؤشر الجلايسيمي لها وكذلك الأغذية الحامضية وقد وجد إن إضافة عصرة من الليمون أو إضافه خل التفاح العضوي قد يقلل من المؤشر الجلايسيمي للمكون الغذائي وكذلك تناول وجبة عبارة عن مزيج من كربوهيدرات وبروتين ودهون يطيل من فترة بقاء الغذاء بالمعدة وبالتالي إنخفاض المؤشر الجلايسيمي لها مما يبطئ من سرعة إرتفاع مستوى الجلوكوز في الدم.
و من الضروري مراعاة نسبة البروتين في الوجبة عند مستوى يتراوح من 10-20% لا تزيد عن ذلك حتى لا يحدث زيادة في الوزن تمثل إرهاق على الكليتين ويجب التنوع في نوع البروتين ولا يمنع عن المريض البروتين الحيواني لإنه بروتين جيد في الإتاحة الحيوية له أي يستطيع الجسم الاستفادة منه بيولوجيا وكذلك الحصول على الأحماض الأمينية الأساسيةوهي أحماض لا يستطيع الجسم تخليقها ولابد أن يحصل عليها من الغذاء مثل اللحوم والأسماك والبيض والفول الصويا وجنين القمح والمكسرات على سبيل المثال لا الحصر.
أما بالنسبة للدهون فيجب أن يتراوح نسبتها من 25-35% وأن تكون من دهون صحية تحتوي على الأوميجا-9 مثل زيت الزيتون والأوميجا - 3 التى غالبا ما يكون مصدرها الأسماك الدهنية وبذور الشيا وكذلك الأفوكادوا وزيت الكتان وزيت كبد الحوت.
و بالنسبة للمغذيات الصغري التي تشمل كلا من المعادن والفيتامينات فوجد إنه من الضروري إحتواء الوجبات الغذائية لمريض السكر علي مصدر غذائي لهذة المغذيات وبكميات تكفى إحتياجاته اليومية منها وإذا تعذر ذلك تعطى على شكل مكملات غذائية بالكمية الآمنة منها، ومن هذة المعادن الماغنسيوم الذي يدخل كمرافق إنزيم لأكثر من 300 إنزيم يدخل في مسارات تخليق الطاقة داخل الجسم ووجود مصدرجيد وكافي للماغنسيوم يضبط مستوى الجلوكوز بالدم حيث يقلل من مقاومة الإنسولين في الجسم ويقلل مقاومة الجلوكوز ويحسن من مستوى ضغط الدم ويوجد الماغنسيوم في الخضروات الورقية والحبوب الكاملة والسمك والمكسرات، ومن المعادن الهامة أيضا الكروم الذي له دور هام في تنظيم عمل الإنسولين وله تأثير في تنظيم ميتابوليزم الكربوهيدرات والبروتين والدهون ويزيد من نشاط الإنسولين ويحمي الكروموسومات من حدوث الطفرات ويقلل من خطر أمراض القلب وضيق الأوعية الدموية وهو يتواجد في أغذية عديدة مثل الحبوب الكاملة، الخميرة، المشروم، المولاس، الشوفان، البرقوق و بعض التوابل مثل الفلفل الأسود والزعتر.
و من المعادن الهامة معدن الفاناديوم وقد ثبت أهميته بالنسبة لمرضى السكر لأنه يدخل كعامل مساعد في مسارات إشارات عمل الإنسولين وينظم عمل مستقبلات الإنسولين ومصادرة الغذائية هي الفلفل الأسود والشبت والبقدونس والمشروم والسبانخ والأسماك والصدفيات والحبوب. أما بالنسبة للفيتامينات فوجد إن فيتامينات ب مثل النياسين ب3 والبيرودوكسين ب6 والفوليك اسيد ب9 والكوبالت أمين ب12 مهمين جدا لمريض السكر وذلك لحمايته من إلتهاب الأعصاب الطرفية التي يعاني منها كنتيجة لطول فترة إصابتة بمرض السكر وهذة الفيتامينات موجودة في أغذية عديدة وقد تعطي كمكمل غذائي بأمان لإنها جميعا فيتامينات ذائبة في الماء تخرج مع البول ولاتسبب سمية عند زيادتها ونجد إن كلا من الفوليك أسيد وب 12 يحتاج المريض لأخذهم كمكملات لإن الفوليك أسيد يتحطم بالحرارة المستخدمة في طهي الطعام وإن كلا من الفوليك أسيد وفيتامين ب 12 يتأثر بأدوية الميتفورمين حيث إنها تقلل من إمتصاصها.
وعلى الجانب الأخر هناك فيتامينات ذائبة في الدهن مثل فيتامين "ۿ " هذا الفيتامين يعمل كمضاد أكسدة يحافظ على صحة وسلامة الخلايا ويقيها من العجز بما في ذلك خلايا بيتا المفرزة للإنسولين والمكونة لجزر لانجرهانز في البنكرياس، وهذا الفيتامين يوجد في أغذية مثل جنين القمح والمكسرات والزيوت النباتية المعصورة على البارد مثل زيت الزيتون وفي السمن ونجد إن الجرعة الغذائية الموصي بها هي 15ملجم/ اليوم للأشخاص فوق 15 سنة.
ومن التوجهات الحديثة في تغذية مرضى السكر هي إختيار نظم غذائية بخصائص مميزة مما يلائم حالة كل مريض ونوع السكر وحالتة المريض الجسدية وبما يناسب نمطه الغذائي مثل النظام الغذائي البحر الأبيض المتوسط والذي يتميز إنه غني في الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة وزيت الزيتون مع كميات متوسطة من الأسماك الدهنية إلى جانب اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان مع تناول من 4-5 حصص من المكسرات والبذور وبعض الحلويات إسبوعيا وهو نظام متوازن يلائم معظم مرضى السكر، النظام الأخر ما يسمى dash ( dietary approaches to stop hypertension) وما يميز هذا النظام إنه غني في الخضروات والحبوب الكاملة بالإضافة لمنتجات الألبان منخفضة الدسم ويحتوي على اللحوم والدواجن والأسماك والمكسرات مع محدودية الأغذية والمشروبات المحتويه على السكر أو المحليات الصناعية مثل الإسبارتام والسكارين وكذلك الأغذية المضاف لها الدهون وهذا النظام مناسب لمن يعانون من إرتفاع ضغط الدم ومرضى الكولسترول العالي لإحتوائها على نسبة منخفضة من الدهون، أيضا هناك نظام النباتيون سواء فيجن لا يتناولون لحم أو بيض أو منتجات ألبان وبالنسبة للفيجن يراعى إعطاء مكملات غذائية الحرارية في من ب 12 وفيتامين "ۿ ".
و من النصائح الهامة في تغذية مرضى السكر مراعاة البيئة المحيطة بالمريض حيث تكون خالية من أدخنة السجائر خالية من الأغذية المصنعة والأغذية المكررة والأغذية المضاف لها السكريات البسيطة وإن دائما ما تكون الخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات متاحة له بالمنزل والعمل وأيضا لابد من إختيار الدهون الصحية وتناول الأسماك مرتين إسبوعيا وإن يتجنب تناول الأغذية المرتفعة في البروتين لعدم إرهاق الكليتين حيث إنها من أعضاء الجسم التي تتأثر بطول فترة الاصابة بالداء السكري وأخيرا لابد من ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميا وبانتظام.
Trending Plus