بحيرة إنجما المتجمدة.. علماء إيطاليون يكتشفون "حياة غامضة" وبكتيريا تكسر الجليد

اكتشف باحثون إيطاليون فى المجلس الوطني للبحوث، أن بحيرة "إنجما" المتجمدة فى القارة القطبية الجنوبية ، لديها "حياة غامضة" من نظام بيئى ملىء بمجموعة بكتيرية غريبة تحت الماء ، تقوم بتكسير الجليد، مما يجعل القاع غير متجمد على غير المعروف.
وأشارت صحيفة اسكيير الإيطالية، إلى أنه كان يُعتقد حتى وقت قريب أن تلك البحيرة كانت متجمدة صلبة حتى القاع وخالية من أى حياة تحت السطح، حتى أن كشف العلماء الإيطاليون عن وجود حياة غامضة على عمق 37 قدمًا (11 مترًا) تحت السطح.
وأوضح الباحثون أنه تم العثور على أنواع بكتيريا والتى تسمى Pseudomonadota و Actinobacteriota و Bacteroidota وكائنات وحيدة الخلية بسيطة للغاية من شعبة Patescibacteria.

بحيرة انجما 2
وبمساعدة الرادار الأرضي، اكتشف الباحثون أن بحيرة إنيجما لديها مياه سائلة على عمق 11 مترًا تحت السطح، وقام الباحثون بالحفر في الجليد، مع الحرص على عدم تلويث أي عينات من المياه أثناء الاستخراج، وكشف التحليل لاحقًا عن وجود كنز من ميكروبات الأمعاء.
وقال الباحثون الإيطاليون، إن "النظم البيئية للمياه العذبة المغطاة بالجليد بشكل دائم تشكل حاضنات للتنوع البيولوجي في الصحاري القطبية في القارة القطبية الجنوبية، وتوفر واحة للحياة الميكروبية على مدار العام".
ويعتقد الباحثون أن البحيرة كانت على الأرجح مرتبطة بالحياة قبل أن يتجمد قمتها بشكل دائم منذ فترة طويلة، وأن هذه الميكروبات هي أحفاد حية لتلك الأشكال الحياتية القديمة، ولكن هذا ليس اللغز الوحيد المحيط بهذه البحيرة: فبسبب موقعها، كان من المفترض أن تجف منذ زمن طويل. ومع ذلك، لا تزال المياه موجودة، مما يشير إلى أنها تتغذى من مصدر غير معروف.
لقد كانت القارة القطبية الجنوبية بمثابة مقياس للظروف المتوقعة على الكواكب الأخرى. على سبيل المثال، تشكل وديان ماكموردو الجافة، التي لم تشهد هطول الأمطار منذ ما يقرب من مليوني عام، مقارنة بيئية جيدة بالمريخ، الذي هو أيضًا شديد البرودة والجفاف (على الرغم من أن المريخ لا يحتوي على غلاف جوي قابل للتنفس).
ويوفر العثور على حياة تحت بحيرة متجمدة بشكل دائم دليلاً آخر مثيراً للاهتمام للمهام الفضائية مثل مهمة يوروبا كليبر التي أطلقت مؤخراً، والتي تهدف إلى معرفة ما إذا كانت المياه الموجودة تحت القشرة الجليدية لقمر المشتري الرابع من حيث الحجم صالحة للحياة.
وقال ستيفانو أوربيني، أحد المشاركين في الدراسة، وهو عالم جيوفيزيائي في المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين في إيطاليا، إن النظام البيئي المتطرف للبحيرة قد يوفر رؤى حول الظروف الفريدة التي قد توجد فيها حياة ميكروبية في عوالم أخرى.
Trending Plus